kayhan.ir

رمز الخبر: 53284
تأريخ النشر : 2017February19 - 21:09

تحية لرجال "ابعد من الانتفاضة"

باتت الانظار تتجه اليوم صوب طهران كعبة آمال المسلمين ورمز تطلعاتهم حيث سيعقد فيها غدا المؤتمر الدولي السادس لدعم القضية الفلسطينية وبمشاركة حاشدة تضم وفودا من 80 دولة عربية واسلامية وعالمية ويعد هذا المؤتمر مقارنة بما سبقه من المؤتمرات الخمسة الماضية التي عقدت في طهران وكان اولها في 20 اوكتبر 1991، لكن هذا هو الاضخم كماً ونوعاً حيث يشارك فيه اكثر من عشرة رؤساء مجالس عربية واسلامية ومئات النواب الذين يمثلون شعوبهم اضافة الى شخصيات سياسية وفكرية وجميع الفصائل الفلسطينية.

ومن الطبيعي كلما كان مستوى وحجم المشاركة ارفع واوسع في هذا المؤتمر فان التوقعات ستكون اكبر وقد ذهب البعض في هذا السياق ليقف على اهمية المؤتمر وابعاده حين افرزه تحت شعار "ابعد من الانتفاضة" وانعقاده في هذه الظروف الحساسة والدقيقة التي تمر بها دول المنطقة وانشغالها بـ"داعش" التي اوجدوها وفقا لحسابات استعمارية تهدف الى توفير الحماية للكيان الصهيوني من خلال تمزيق الدول العربية خاصة المحيطة بالكيان الصهيوني وبالتالي طمس القضية الفلسطينية واخراجها من دائرة الاولويات مع انها قضية المركزية وهذا ما تجلى في لقاء ترامب ـ نتنياهو التآمري في واشنطن.

وما اقدمت عليه الجمهورية الاسلامية في هذه المرحلة العصيبة التي كادت ان تضيع القضية الفلسطينية وسط حروب الوكالة التي شهدتها سورية ـ العراق واليمن، عقد المؤتمر الدولي السادس لدعم القضية الفلسطينية، يعد خطوة ستراتيجية جبارة في مواجهة الستراتيجية الجديدة التي وضعها ترامب ـ نتنياهو وبتواطؤ سعودي ـ تركي ـ قطري للدخول في مغامرة جديدة لخلط الاوراق في المنطقة وتاجيج الصراع ثانية وتوسيعه على امل ان يجدوا لهم موطئ قدم في سورية بعد هزيمتهم الساحقة في حلب. لكن على هذه الجهات التي فشلت طيلة ست سنوات وكانت في البداية في عز قوتها وامكاناتها حيث حشدت اكثر من 100 دولة لاسقاط الرئيس الاسد تمهيدا للالتفاف على محور المقاومة ومن ثم حرف مسار بوصلة فلسطين الى المتاهات ومن ثم النسيان، لكنها خسأت وخسأت فان محور المقاومة وعلى رأسها ايران اليوم هو في عز قوته ناهيك عن دخول الروسي في هذا المحور والاكثر من ذلك وعي الشعوب المتنامي في هذه الفترة كقوة اضافية يرتدع منها الاعداء.

لكن مافات على هؤلاء الاغبياء بانهم مهما فعلوا فان الكيان الصهيوني هو اليوم غارق في وحل الهزائم ولايمكن لاية قوة في العالم انقاذه. فهو يعاني منذ انتصار حرب تموز وحتى اليوم من ازمات مستعصية لايمكن حلها وقد فاتحت قبل هذا الادارة الاميركية السابقة دون ان تستطيع من تعديل الموقف.

الاول: ليس لها موارد مالية جديدة لاستقطاب المزيد من المهاجرين الجدد

الثاني: محاطة بغابات من الصواريخ

الثالث: حماتها من العرب المنبطحين عاجزين عن اقناع جماهيرهم بالتطبيع في وقت ان جماهير المقاومة مستعدة لمزيد من الصمود والتضحيات دون الحاجة الى الاقناع. وهذه امور اساسية تزيد من معنويات محور المقاومة ليمضي بمشاريعه العملية الى ابعد من الانتفاضة لتقرب من مسافات النصر لشعب الفلسطيني بهدف استعادة حقوقه وارضه المغتصبة. ولا ننسى ان الارضية الخبيثة التي يستند عليها المحور الشيطاني الثلاثي الاميركي الصهيوني السعودي هو دق اسفين التفرقة والطائفية وتشكيل تحالف موهوم (سني ـ اسرائيلي) وهذه اكبر اهانة لأهل السنة الذين يجب ان ينتفضوا عليها. والامر الاخر السخيف جداً الذي يمكن اعتباره نكتة القرن الواحد والعشرين هو "ايران العدو الاول بدل اسرائيل" او انها الداعم الاكبر للارهاب.

ونحن سعداء بوجود هذه العقول السخيفة والضحلة التي تسطح عقول الناس وتحاول عبر هذه الاتهامات الواهية تشوية الحقائق كمن يحجب الشمس بالغربال. فتحية والف تحية لرجال"ابعد من الانتفاضة" الذين سيلتئمون في طهران لاتخاذ قرارات جادة وعملية ورفدها بكل الامكانات بما فيها الرجال لاذكاء وهج الانتفاضة ووضعها على السكة الصحيحة من جديد، بقوة اكبر حتى تستطيع من تحقيق اهدافها المرسومة في تحرير فلسطين التاريخية من النهر الى البحر.