kayhan.ir

رمز الخبر: 51345
تأريخ النشر : 2017January16 - 21:02

بين المطرقة الاميركية وسندان المقاومة

ان ما يسمى بالتحالف العربي الاسلامي الذي تقوده السعودية للانقضاض على اليمن وتدميره وابادة شعبه بكل الوسائل هو في الواقع تحالف اميركي ـ غربي ـ صهيوني و"اسرائيل" هي رأس الحربة في هذا العدوان لما تقدمه في دعم لوجستي سواء عبر الطيران او المستشارين وغيره وهذا ما اكده صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الاعلى في اليمن.. انه كلام خطير يجب التوقف عنده كثيرا حيث يطرح تساؤلا كبيرا الى اين وصلت المملكة وحكامها من انحطاط وافلاس وهزائم حتى يسلموا زمام امورهم لكيان لقيط هو اساسا في مهب الريح. ان ما قاله الصماد ليس اتهاما بل وقائع على الارض تثبت ذلك فبالاضافة الى المشاركة الاسرائيلية المباشرة في العدوان، هو مدى التطبيع الحاصل في العلاقات بين هذين الكيانين السعودي والصهيوني والزيارات العلنية والمتبادلة بين الطرفين وفق تصور خاطئ بان "اسرائيل" هي المنقذ بصفتها الولد المدلل واللاشرعي للغرب في المنطقة. ان اندفاعة الكيان الصهيوني في هذا الميدان ليس عجيبا لانه اكثر ممن يخشى على مصير باب المندب المضيق الاستراتيجي الذي هو اليوم بيد الجيش اليمني واللجان الشعبية.

واليوم بات النظام السعودي في حالة يرثى له ما لحق به من هزائم وخسائر فادحة سواء في سوريا او العراق او لبنان مما اضطر ان يودع هذه الملفات مرغما وهو اليوم غارق في الرمال اليمنية ليس هناك من معين يستطيع انقاذه لا اميركا ولا "اسرائيل" ولا غيرها لانه يواجه شعبا ملتحما في اليمن يدافع عن ارضه وسيادته وكرامته لذلك بان العجز عليه وعلى داعميه من شدة الهزائم التي تلقاها خلال 22 شهرا من عدوانه السافر على هذا البلد الآمن السعيد وقد انكشف ظهره تماما رغم كل الاسلحة المتطورة والفتاكة التي استخدمها في عدوانه على اليمن ولم يحقق اي شيء على الارض.

ان الفضيحة الكبرى لهذا النظام المتهالك وانكشافه هو عجزه التام عن فتح حتى ثغرة بسيطة ينفذ بها الى صنعاء او باب المندب بالرغم من قيامه بسلسلة من العمليات العسكرية المكثفة طيلة اكثر من عام في هاتين المنطقتين.

ان النظام السعودي المتهرئ والغارق في المستنقع اليمني بات يستجدي اليوم من ينزله من الشجرة، فتحرك الكويت صوب طهران حاملة رسالة من دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي هي البداية للبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهه من الازمة اليمنية او دفعها في هذا الوقت للمبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ لاحياء المفاوضات بين الاطراف اليمنية، كلها علامات فارقة تؤكد بان السعودية تعاني من ازمات على كافة الصعد خاصة المالية حيث اصبحت في وضع لا يحسد عليه وفي ورطة كبيرة قد تنفجر الاوضاع في المملكة ولايمكن السيطرة عليها لان قرار انهاء العدوان على اليمن ليس بيدها وهذا ما يذكرنا بحالة الكيان الصهيوني الكارثية في الايام الاخيرة لعدوانه على لبنان في حرب تموز المجيدة حيث كان يستنجد بوقف اطلاق النار لانه كان على حافة الانهيار لكن كونداليزا رايتس وزيرة الخارجية الاميركية حينذاك كانت تصر على مواصلة الحرب حتى القضاء على حزب الله.

لكن ما يبعث على الامل بنهاية هذا العدوان هو ان النظام السعودي الذي يواجه اليوم مقاومة عنيدة من الشعب اليمني بات اليوم يترنح بين المكابرة والضغوط الاميركية للخروج من مأزقه وهذا ما سيعجل بسقوط الملك سلمان لشدة الاحتدام الحاصل بين الاجنحة المتصارعة داخل العائلة السعودية المالكة واقواها الجناح الذي يقوده ولي العهد محمد بن نايف.