kayhan.ir

رمز الخبر: 49414
تأريخ النشر : 2016December10 - 21:08

أقمار حلب تهزم قريش وأربابها ...!


* محمد صادق الحسيني

وانا اشاهد عصابات القتل والارهاب والحقد والدمار الشامل تتساقط كاحجار الدومينو امام زحف رجال الله في حلب ....

لو كنت امريكيا لكتبت: ان العالم بدأ ينهار امام اعيننا ولا نملك القدرة على فعل شئ ، انتهت اللعبة ، باي باي امريكا...!

لو كنت اسرائيليا لكتبت : ان حزب الله وايران والاسد هزموني مجددا شر هزيمة ...!

لو كنت تركيا اردوغانياً لكتبت : لقد تحولت احلامي الامبراطورية الى سراب ...!

لوكنت سعوديا لكتبت : لقد هزمت قريش من جديد على اسوار قلعة حلب ...!

مع بدايات العام ٢٠١٢ م حصل اجتماع مهم جدا في "غرفة عمليات هاتاي" في تركيا حضره يومها كل من رئيس جهاز المخابرات الامريكية السي آي أي ورئيس جهاز المخابرات التركية ميت ورئيس المخابرات السعودية ورئيس القسم الخارجي في المخابرات الاسرائيلية ورئيس جهاز المخابرات القطري وضابطان رفيعا المستوى من مركز عمليات الناتو قرروا في حينه خلال اللقاء فصل حلب عن حضن الدولة السورية باي ثمن كان واعلانها امارة مستقلة بمثابة مقدمة لتفكيك الدولة السورية....!

كان هذا بمثابة قرار مخابراتي دولي بقيادة واشنطن هدفه اسقاط حكم الرئيس السوري المنتخب وتدمير الدولة الوطنية السورية وتمزيقها الى دويلات ...!

وهكذا تدفقت العصابات وقطاع الطرق والاموال والاسلحة والمستشارون باتجاه حلب وصار الجميع في الغرب وعند الاعراب يتحدث عن ضرورة تغيير النظام في سورية وان الاسد راحل لا محالة وانه غير قادر على الصمود والبقاء ...!

يومها لم يكن احد يتصور ولا للحظة واحدة ان ثمة من يملك بالمقابل الرؤية الواضحة والبصيرة التامة والعزيمة والبأس والقرار لوقف حركة التاريخ بالتوقيت الامريكي مهما حصل ...!

وانه قادر بقدرة قادر ان يوقف عقارب الساعة الامريكية الاسرائيلية التي انطلقت في سورية وان يغير القدر لصالح دوران الساعة العربية الايرانية الحزب اللهية المشتركة ، نعم و دوران تاريخ ما قبل عصر الظهور ، بل وحتى ان لزم الامر تاريخ ما قبل يوم القيامة ...!

وهكذا كان القرار في بيت قصر الشعب السوري ، مع انطلاق المشهد الدمشقي الشهير ، يوم اعتلى السيد حسن عبد الكريم نصر الله مع شقيقيه الايراني محمود احمدي نجاد والسوري بشار حافظ الاسد سدة رئاسة عصر ما بعد الزمن الامريكي المتقهقر على بوابات الشام وتخوم حلب واسوار الجليل الاعلى ...!

هي الساعة التي تدور اليوم في حلب تماما ، الساعة التي تجبر دونالد ترامب على الاذعان والاعتراف والاقرار بفشل امريكا بجمهورييها وديمقراطييها في اسقاط الاسد او التغلب على بأس السوريين وصمودهم وشجاعة حلفائهم وصبرهم الاستراتيجي ...!

عندما يقول ترامب بانه سيغير من سياسة امريكا التي كانت تلهث وراء اسقاط الانظمة ، هو في الواقع لا يمنحنا منة او فرصة من فضله ، ولا يعبر عن خلاف له مع اوباما ، بقدر ما هو يذعن صاغرا بان سياسة ادارتي بوش الابن في العراق كما باراك اوباما في سورية قد هزمتا امام ارادة وبأس الجيش العربي السوري وحلفائه من حرس ثوري ايراني و فصائل المقاومة الاسلامية من رجال حزب الله وغيرهم من مقاومات ومعهم الحشد الشعبي العراقي وحلفاؤه من قوات مكافحة الارهاب المحلية والجيش العراقي ...!

ان معركة تحرير حلب واعادتها كاملة الى حضن الدولة السورية ، والتي تقترب في هذه اللحظة من نهاياتها المقررة ، تثبت للعالم اجمع بان تحرير كل شبر من سورية امر ممكن وانه حاصل لا محالة ، وانه لم يعد حلم بعيد المنال ...!

فالذي يحرر حلب بجغرافيتها الكبيرة جدا وموقعها الجيوسياسي والجيو استر اتيحي الخاص قطعا هو اقدر على تحرير ادلب والرقة ودير الزور ودرعا والقنيطرة ...!

وهذا الامر حاصل لا محالة وقد بات قريبا ، وعلى العالم الذي كان ينتظر رحيل الاسد في الاعوام ٢٠١٢ و١٣ و١٤ ، ان يعد اسماء الذين سيرحلون مع اوباما وما بعد بعد اوباما ...!

انها تجربة مدرسة الوحي المتجددة في سيرة ومسار رجال الله وانتصارات البصائر على جهل ابي سفيان وابي لهب عصرنا الحاضر ...!

لقد ارادوها معركة اسقاط لاطراف محور المقاومة الواحد بعد الاخر ، فكان الموعد مع من يغيرون القدر ويعيدون كتابة التاريخ ويرسمون ميتافيزيقا جغرافية لم يعهدها ضباط سايكس بيكو ، ولا ورثائهم الجدد ...!

انهم الاقمار شاطري- خوشنويس ، همداني - ابو وهب ، الحاج علاء ، الحاج حمادة ، ومعهم والى جانبهم عشرات الاقمار من بواسل الجيش العربي السوري وعشرات النجوم التي كلما كان يسقط نجم من سماء حلب بين اهله كلما كانت الشهباء حلب تجدد سماءها الناصع بنجوم جديدة اكثر لمعاناً...!

ونحن نتابع اخبار انتصاراتكم سادتي ، اقول بلسان كل عربي لم يتسنو له المشاركة معكم :

يا ليتنا كنا معكم سادتي فنفوز فوزا عظيما ، طبتم وطابت الارض التي حررتم ...!

حلب تنتصر على اعدائها وتغير وجه العالم ، لان اوجه الذين دافعوا عنها كانت حزمة انوار قل نظيرها في تاريخ تتابع الابدال وتواصل الاجيال...! بعدنا طيبين قولوا الله