kayhan.ir

رمز الخبر: 47203
تأريخ النشر : 2016October26 - 21:03
مؤكدا ان "إسرائيل" العدو الاستراتيجي لمصر والعرب..

كاتب مصري: عودة العلاقات المصرية - الإيرانية وبقوة في صالح مصر

القاهرة - وكالات انباء:- قال الكاتب المصري كامل عبدالفتاح في مقال نشره موقع "الوفد" ان عودة العلاقات المصرية - الايرانية وبقوة هي في صالح مصر، مضيفا بأن من حق ايران ان تبحث عن مصالحها، ومؤكدا ان العدو الاستراتيجي لمصر والعرب هي "إسرائيل".

وجاء في المقال: في 11 فبراير 1979 أطاحت ثورة الامام الخميني بشاه إيران الذي أغلقت عواصم العالم أبوابها بوجهه إلا الدولة المصرية التي استقبلته رسميًا وأقام بها حتى وفاته.. إيران الثورة قطعت علاقاتها بأميركا ووصفتها بالشيطان الأكبر وقطعت علاقاتها بإسرائيل (حليفة الشاه) وأعلنت نفسها المدافع الأول عن القضية الفلسطينية.. في سبتمبر عام 1979 وقعت مصر مع "إسرائيل" وبرعاية أميركية اتفاقية "كامب ديفيد"، وأعلنت مصر السادات نفسها حليفة استراتيجية لواشنطن، وأن حربها مع "إسرائيل" في 1973 آخر الحروب.

دول مجلس التعاون دخلت بيت الطاعة الغربي الأميركى منذ تأسيسها.. حتى قيام ثورة الامام الخميني /قدس سره/ لم يكن بارزًا شعار الصراع السني - الشيعي بدليل أن السعودية السنية تحالفت مع القوى الشيعية في اليمن مطلع ستينيات القرن الماضي ضد الجيش المصري السني الذي ذهب لمساندة ثورة السلال.. وأيضًا السعودية رأس العالم السني ظلت حليفًا لإيران الشاهنشاهية رأس العالم الشيعي حتى سقوط عرش آل بهلوي تحت أقدام ثورة الامام الخميني.

شعار الحرب بين السنة والشيعة يراد به باطل.. المسألة مذاهب سياسية وليست دينية.. إيران دولة تبحث عن مصالحها وهذا حقها وكذلك باقي دول الإقليم.. لماذا نعادي إيران ونعتبر تحالفنا مع الدول الخليجية وخاصة السعودية سدًا منيعًا ضد أي تقارب مع طهران.. لماذا نرفع شعار «مسافة السكة» وبالطبع مصر لن تحرك أساطيلها لإنقاذ دول الخليج (الفارسي) من عدوان أميركي ولا حتى إسرائيلي.. إذن العدو الاستراتيجي الذي سنتحرك لردعه إذا هدد فعليًا دول مجلس التعاون ليس سوى إيران.

هل هذا منطق.. في فبراير 2012 حضر الرئيس الإخواني محمد مرسي قمة عدم الانحياز في طهران، وفي مارس 2013 حضر الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد قمة الدول الإسلامية بالقاهرة وزار الأزهر الجامعة السنية الأم إسلاميًا.. أمن مصر القومي لا يبدأ من حدود آبار النفط في الخليج (الفارسي) ولا من تطييب خواطر وتقبيل لحى.. أمن مصر القومي يجب ألا يظل أسير ثلاثة ملايين مصري يعملون بدول مجلس التعاون.. وعلى هذه البلدان أن تدرك أنها بحاجة الى مصر تفوق ألف مرة حاجة مصر إليها.. مصر تحتاج مساعدات مالية وقت أزماتها وتستطيع أن تعيش بدونها إذا أرادت، ولكن دول مجلس التعاون وجوديًا ستظل بحاجة لمصر ولا يمكنها الاستمرار بدونها.

عودة العلاقات المصرية - الإيرانية وبقوة في صالح مصر والدول الخليجية الشقيقة كما هي في صالح إيران.. العدو الاستراتيجى لمصر والعرب هي "إسرائيل" فلماذا لا تكون إيران رصيدًا للقوة الإقليمية الصديقة إذا كانت أميركا وأوروبا أنفسهم تصالحوا مع طهران.. هل الوقوف مع "إسرائيل" في معسكر العداء لإيران هو خيارنا الأخير؟.

من السخافة أن يكون اسم شارع في طهران سببًا في حرمان مصر من علاقات مع إيران رغم أن مكايدة مصر السادات لإيران الامام الخميني باستضافة الشاه عدو الشعب والثورة لم يمنع أبدًا رؤساء إيران في السنوات الأخيرة من مغازلة مصر لعودة العلاقات بين القاهرة وطهران.. التاريخ يعلم الغافلين.. السيدة خديجة موسوى زوجة زعيم الثورة الاسلامية آية الله الخميني هي أبنة تاجر شيعي من الطائف السعودية اسمه محمد الثقيفي.. التاريخ أحيانًا يريد أن يقول لنا شيئًا لم نستوعبه أو لا نريد فهمه.. الإمام آية الله روح الله الموسوي الخميني ولد في 20 جمادى (عام 1902) وهو يوم ميلاد السيدة فاطمة بنت رسول الله زوجة الامام علي ابن أبي طالب وأم الحسن والحسين ( عليهم السلام).. للتاريخ دروسه لمن يريد أن يفهم ويتدبر ويتجاوز عقد زمانه وأحيانًا ضعفه.