kayhan.ir

رمز الخبر: 44003
تأريخ النشر : 2016August24 - 21:43

في صنعاء وليست جدة!!

مهدي منصوري

اعلن الشعب اليمني وقبل اسبوع من اليوم للعالم أجمع وبوضوح تام أنه صاحب الارادة في اختيار من يدير شؤونه، وذلك من خلال تظاهراته المليونية غير المسبوقة التي جاءت تاييدا للمجلس السياسي، وبهذا الموقف البطولي أغلق الابواب نحو اي تدخل او تصور يغاير ما ذهب اليه.

وبطبيعة الحال فان تأسيس المجلس السياسي للقيادة قد جاء ضربة ماحقة لكل الارادات السعودية والاميركية والتي تريد من هذا البلد ان يكون محمية للرياض أوولاية من ولايات القاعدة الارهابي. ولذلك فانهم وبهذا الموقف تذوقوا مرارة الخسارة والفشل بعد كل الجهود التي بذلوها سواء كان على مستوى الجهد العسكري من خلال العدوان السعودي الغادر، وبنفس الوقت الدعم اللامحدود للمجاميع الارهابية داخل اليمن وفلول الرئيس الهارب هادي منصور، الا أن كل هذه الجهود لم تستطع ان توصلهم الى الهدف الذي رسموه. ولذا فانهم اخذوا يتشبثون اليوم لفتح منافذ او طرق لكي يعيدوا اليمن الى الوصاية، ولذلك جاء اللقاء المشترك الذي ضم اميركا وبريطانيا ودول التعاون في جدة بذريعة مناقشة الوضع في اليمن، ولا ندري ماذا يريدون مناقشته وبعد كل هذه الهزائم المنكرة وبعد الاستفتاء الجماهيري الكبير لارادة الشعب اليمني التي اختارت الانعتاق والخروج من الوصاية وبكل اشكالها؟.

ولذا فان اجتماع جدة وبعد ماتقدم قد كتب عليه الفشل وسوف لا يتعدى عن لقاء تشاوري لجلب الانظار ولا غير، لانهم لايستطيعون تغيير المعادلة الجديدة القائمة والتي جاءت بارادة الشعب اليمني وقواه الوطنية، لان هذه الارادة لايمكن ان تقهر، وقد اثبت ذلك من خلال الصمود الرائع امام كل المؤامرات التي دبرت خاصة العدوان الهمجي الذي لم يرعو ليس فقط عن قتل الابرياء من الاطفال والنساء، بل ان حقده الدفين قد وصل حتى الى محاربة الحجارة من خلال قصف بيوت الامنين.

ان اليمنيين اليوم هم الا قدر والاقوى في ادارة المعركة وعلى مختلف الصعد السياسية والعسكرية وانهم اتخذوا قرارهم المستقبلي ولايمكن لاي ارادة او قوة مهما كانت ان تغير من وجهة نظرهم، بل على كل الذين يريدون مناقشة الازمة اليمنية ان يخضعوا لهذه الارادة وان يضعونها في حساباتهم المستقبلية، وقد تأكد ذلك من خلال رفض ابناء الثورة اليمنية مقترح لممثل الامين العام للامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد بالذهاب الى مسقط لاجراء مزيد من الحوارمطالبين اياه بالحضور الى صنعاء وهي المكان الافضل لمثل هذه الحوارات، مما يشكل ان عهد الوصاية وفرض الارادة قد ولى ولارجعة اليه، وان ابناء الشعب اليمني هم الذين يقررون ما يريدون فعله لا ان يكونوا ادوات بيد الحاقدين الذين مارسوا التدمير والقتل ضده.

واخيرا والذي لابد من التأكيد عليه واذا كانت واشنطن وذيولها جادة وصادقة في ايجاد حل للازمة كما يدعون فكان عليهم ان يعقدوا اجتماعهم في صنعاء لافي جدة لكي يثبتوا مصداقيتهم في احترام ارادة الشعب اليمني.