kayhan.ir

رمز الخبر: 39147
تأريخ النشر : 2016May25 - 22:24

25 آيار .. الانتصار التاريخي الكبير


يوم غزت القوات الصهيونية بيروت في بداية الثمانينات من القرن الماضي بنت احلامها على انها البداية لسقوط عواصم عربية اخرى وتحقيق مشروعها الاستعماري وحلمها التاريخي من النيل الى الفرات ولم يكن يدور في خلدها ان تندحر في وقت قياسي قصير وترمى بها الى خارج الحدود على يد ثلة مؤمنة قليلة من الشباب اللبناني تحت راية المقاومة الاسلامية التي شكلها لاحقا حزب الله للتصدى لهذا العدو الحاقد الذي لم يتورع عن القيام باية جريمة من اجل تحقيق اهدافه الاستعمارية.

ويوم تحركت هذه الثلة الصغيرة المتسلحة بالايمان الراسخ والمؤمنة بالنصر الالهي كانت محل سخرية الاخرين وتساءل الى اين ذاهب هذا الشباب الطائش لمواجهة اعتى قوة في المنطقة عجز العرب مجتمعين وطوال اكثر من خمسة عقود وخوضهم لعدة حروب عن قهرها فماذا انتم فاعلون بقتلكم وامكاناتكم التي هي دون المتواضعة امام اسطورة "الجيش الذي لايقهر".

ومرت الايام وعود هذه القلة المؤمنة يشتد وتعاظم لتصبح مقاومة يلتف حولها الشعب اللبناني بشكل يصل بها الامر لتهزم القوات الصهيونية المدججة بالسلاح في 25 ايار عام 2000 من الجنوب اللبناني وترمى بها الى خارج الحدود.

ومنذ ذلك اليوم اي قبل 16 عاما والشعب اللبناني يحتفل كل عام بعيد الانتصار التاريخي الكبير الذي سجلته المقاومة الاسلامية ودشنت لمرحلة جديدة اسماها قائد النصر السيد حسن نصر الله امين عام حزب الله بعصر الانتصارات حيث اصبح زمن الهزائم خلف ظهورها.

واليوم فان المقاومة الاسلامية بلغت من الاقتدار والقوة لتتجاوز موازنة الرعب مع الكيان الصهيوني وتضع استراتيجية جديدة لها تقيد تحركات هذا العدو الغاشم تجاه لبنان حيث لم يتجرأ بعد ذلك التطاول عليه.

ويفكر الف مرة قبل ان يتحرش ثانية بالمقاومة الاسلامية التي تقوم بدورها اليوم في سوريا في محاربة المجموعات التكفيرية صنيعة اميركا والتي تحارب بالنيابة عن هذا العدو، ليس دفاعا عن لبنان فقط بل عن جميع شعوب المنطقة وحتى العالم لان الارهاب ليس له دين او وطن او حدود فالجميع مستهدف من قبله.

ويوم انطلقت المقاومة الاسلامية، لم تكن تخطط اكثر من تحرير اراضيها المحتلة من قبل العدو الصهيوني او ان تقدم الدعم للقضية الفلسطينية، لكن ان تفرض تطورات المنطقة نفسها على المقاومة وتقودها لان تصبح قوة اقليمية يعتد بها ليهابها العدو الصهيوني الذي خوف الدول العربية مجتمعة لعقود طويلة بانه يمتلك رابع جيش بالعالم ولايمكن التحرش به، اصبح من الماضي فذلك من فضل الله والطافه الخفية لان تكون المقاومة في هذا الموقع.

ورغم انشغاله في المعركة المصيرية في سوريا وتوظيف قدراته من رجال وعتاد في هذه المعركة لم يتجرأ العدو الصهيوني حتى من استغلال هذه الفرصة لتوجيه ضربة الى حزب الله لرد الاعتبار على الاقل لهيبته التي سحقتها المقاومة الاسلامية لانه يدرك جيدا ما هي قدرات حزب الله الرادعة، والعدو الصهيوني كاسياده الاميركان لا يدخل معركة اذا لم يتأكد من النصر.

واليوم بشهادة الجميع ان المقاومة الاسلامية في لبنان استطاعت تلقين هذا العدو الارهابي الذي لا يعرف سوى لغة القوة ويحاصره داخل الاراضي المحتلة بعد ان كان يعربد لعقود بفرض هيمنته على المنطقة.

وبالامس وفي عيد انتصار المقاومة الاسلامية في ذكراها الـ 16 كرر قائدها المنتصر نصر الله مرة اخرى ان محور المقاومة لن يهزم وسينتصر لكن ما اضافه وهذه سجيته في كل خطاب ان يقول شيئا جديدا بان "رأية فلسطين سترتفع" وستعود فلسطين محور الصراع الوحيد.