kayhan.ir

رمز الخبر: 25863
تأريخ النشر : 2015September12 - 21:47

ينشرون الموت حتى في بيت الله الحرام!!

حادثة الحرم المكي المؤلمة والمأساوية ليوم الجمعة والذي ذهب ضحيتها مئات القتلى والجرحى من شتى الجنسيات المسلمة من حجاج و عمال اثر سقوط رافعة، ادمت قلوب المسلمين الذين شهدوا كيف سفح الدم المسلم البرئ في صحن بيت الله الحرام لا شئ سوى اهمال السلطات السعودية وعدم اهليتهم لادارة هذا المكان العظيم قبلة المسلمين الاولى الذي يجب ان تدار من قبل هيئة امناء من العالم الاسلامي تتوفر فيهم الاهلية والصلاحية والخبرة ودرجة من التقوى وليس ان يستولي عليها حكام يفتقدون ليس للشرعية فقط بل ابسط صفات الاهلية و الخبرة لادارة شؤون الحج الذي هو اكبر واعظم منسك فرضه على من استطاع اليه سبيلا. واذا بمن يسمون انفسهم خدمة الحرمين الشريفين يسلمون مثل هذه المشاريع العظيمة من توسعة واعمار يجب ان الاخذ بنظر الاعتبار الطابع والعمارة الاسلامية الى شركات لم تتوفر فيها مثل هذه الخصوصيات بل الاكثر من ذلك يقوم عليها من الفاسدين كشركة "نسما" التي يملكها محمد بن سلمان وزير الدفاع نجل الملك سلمان وقس على هذا.

ان ما جرى في البيت العتيق من حادث دام هو المحل الذي جعله الله امنا للناس سواء فيه العاكف والباد, يتحمل مسؤوليته النظام السعودي الذي لم يقم بواجبه بصورة صحيحة في الاشراف و التنسيق واخذ الاحتياطات اللازمة والاجراءات الضرورية خاصة عندما يقترب موسم الحج حيث يفد اكثر من مليوني حاج من الداخل والخارج وهذا يستدعي تظافر الجهود واتخاذ المزيد من التدابير السلامة.

لقد حاول بعض اركان النظام السعودي ان يتنصل من مسؤولية هذه الحادثة الدموية المروعة ويوعز ذلك الى شدة العواصف والامطار الغزيرة المرفوضة جملة وتفصيلا وبالتالي تاطيره بالقضاء والقدر وهذا لا يمكن الاخذ به بتاتا لان المفروض على المرء ان يبتعد من بواطن الخطر ويتخذ الاجراءات اللازمة لذلك.

ورغم تحذير دائرة الارصاد الجوية في مكة المكرمة من وقوع عواصف شديدة وامطار غزيرة الا ان القائمين على المشروع لم يتخذوا اي اجراء احترازي في هذا المجال متجاهلين تماما هذا التحذير والانكى من ذلك ان هذه الرافعة التي هي الاكبر من نوعها و هي منصوبة من قبل شهر رمضان بلا عمل وقد رفضت الشركة نقلها الى مكان آخر بسبب ارتفاع كلفة نقلها تعتبر طامة كبرى ولو كان المشرفين على ادارة الحرم يتحلون ببعد النظر واخذ الحيطة والحذر لابعدوا هذه الرافعات قبل حلول موسم الحج درءا لاي خطر محتمل فكيف وهم يعلمون علم اليقين ان مكة المكرمة تتعرض باستمرار للعواصف والامطار الغزيرة ولم يحركوا ساكنا وما يضاعف من مسؤولية آل سعود في تقصيرهم و تماهلهم للقيام بالواجب هو اعتراف الاميرخالد بن فيصل امير مكة بوجود خطأ في تثبيت الرافعة وان عدم اتخاذ اجراءات السلامة والوطاية ادى الى سقوط هذه الرافعة ولولا جسر الطواف الذي وقعت عليه هذه الرافعة لسالت انهار من الدماء في باحة مسجد الحرام وكفى الله المسلمين المزيد من الخسائر بالارواح.

وهذه ليست المرة الاولى التي تقع مثل هذه الحوادث نتيجة لسوء ادارة القائمين على الحج من آل سعود. لقد توفى عام 1995 – الفي حاج اثر اختناق داخل احد من الانفاق وقبلها 360 حاجا دهسا في احدى الممرات وطبعا لا ننسى حادثتي الحريق في منى وانهيار احدى الجسور هناك خلال الاعوام الماضية.

ان هذه الاحداث الدامية التي تؤكد عجز آل سعود في ادارة شؤون الحج وكذلك هيمنتهم على مناسك الحج ومنع ممن يختلفون معهم من المسلمين من اداء هذه الفريضة الالهية كما جرى منذ اربع سنوات لمسلمي سوريا من التوجه الى الحج وكذلك هذا العام منع مسلمي اليمن لاداء هذه الفريضة. ان هذا الوضع المرفوض والذي يتعارض مع النص الالهي في دعوة المسلمين الى الحج يتطلب من القيادات والمنظمات والدول الاسلامية الاعتراض على هذا الوضع والضغط باتجاه ان تقوم هيئة من علماء وامناء العالم الاسلامي في الاشراف على ادارة الحج و التخلص من هذه السلبيات التي تذهب فيها ارواح الناس سدى.