kayhan.ir

رمز الخبر: 127650
تأريخ النشر : 2021February27 - 21:02

بايدن يترنح أمام ايران


التصريحات الاخيرة التي أدلى بها الرئيس بايدن خلال زيارته لولاية تكساس لمعاينة الاضرار الناجمة عن عاصفة شتوية شديدة، حول ايران بالقول بانكم "لن تفلتوا من العقاب، احذروا" قوبلت بسخرية واستهزاء شديدين في طهران وكأنه لم يتعظ من تجربة اسلافه من الرؤساء الاميركيين السبعة بدءا بكارتر ومرورا بريغان وبوش الأب وكلينتون وبوش الابن واوباما واخيرا ترامب الذي جسد عمليا وبشكل مكشوف وفاضح الحقيقة الاميركية وماهيتها الاجرامية والارهابية وبأبشع صورها خلال دورته الاولى والاخيرة وقد ولى وهو يلملم ذيول الخيبة والهزيمة امام ايران رغم النبرة التصعيدية والجنونية التي تعامل بها تجاهها وفرضه لأقصى العقوبات ضدها لكنه خرج اخيرا منكسرا مدحورا كأسلافه الستة من الرؤساء الاميركيين من دون ان يستطيع النيل من ايران واقتدارها وهذا ما لمسه شخصيا في "عين الاسد" و"الحرير" وهذا ما يذكرنا بالكلمات الخالدة والنافذة للامام الخميني (الراحل قدس سره) بأن "اميركا اقل من ان تنال من ايران". وهذا ما ثبت على ارض الواقع من خلال عجز الرؤساء الاميركين الذين عاصروا الجمهورية الاسلامية، من اسقاطها رغم مجاهرتهم الحقيقية في العداء البغيض لها وللشعب الايراني الذي ذهب بعضهم في التهديد لاقتلاع جذوره. لكن السؤال الذي يطرح نفسه أين اصبح هؤلاء؟ أليسوا في مزبلة التاريخ والجمهورية الاسلامية في ايران لازالت قائمة راسخة وبقاماتها وامكاناتها المادية والبشرية حيث تخطو خطوات متسارعة ومتلاحقة تبقر احدث العلوم واكثرها تطورا بدءا من النووي والنانوي والطب حيث اليوم تنافس الدول الكبرى في انتاج لقاح الكورونا وقد غزت الفضاء ودخلت الى اعماق البحار من خلال غواصاتها وطورت صواريخها وصناعاتها العسكرية والمدنية.

المشكلة الاساسية التي تعاني منها اميركا تجاه ايران طيلة العقود الاربعة الماضية هي جهلها لبواطن الامور ومصادر اقتدار الشعب الايراني وقيادته الحكيمة الفريدة في هذا الكون الذي تمتلك من مصادر القوة والاقتدار الذي لا يمتلكها احد في العالم وهذا ما لمسته الشعوب والحكومات سواء أبان الثورة الاسلامية او بعدها حيث كان الامام الراحل يحرك الامة بمجرد حديث يطلقه لكن من العيار الثقيل الذي يوقف الاعداء عند حدهم خاصة القوى الكبرى حيث لم تتجرأ ان تتصدى أو تكون نداً لايران في تحديها الكبير للمشاريع الاستكبارية والامبريالية في المنطقة والعالم.

وهنا لابد من الاشارة لرد الامام الراحل قدس سره على رسالة الرئيس كارتر خلال احتلال الوكر التجسسي الاميركي في طهران المسماة بالسفارة وهذا هو دأب جميع السفارات الاميركية في كل انحاء العالم، "بانكم احتقرتمونا" فرد عليه الامام الراحل رضوان الله عليه بالقول: "اذا لم تتأنسنوا سنحتقركم حتى النهاية". وهذا ما نشاهده حتى اليوم لان اميركا لم يكن في قاموسها شيء انساني أو اخلاقي في علاقاتها. بل تتعامل ببلطجية وعنجهية حتى مع حلفائها الاوروبيين فكيف ينظرون للمنطقة وشعوبها.

فعلى بايدن الذي لم يختلف كثيرا على سلفه ترامب ان يلبس نظارة اخرى ليدقق بالمشهد الايراني وساحة اقتدارها ودورها الاقليمي والعالمي حتى يعرف حدوده مع من يتكلم وينظر قليلا لاسلافه في عجزهم عن مواجهة ايران حتى لا يخرج هو الاخر خاسرا ذليلا يبحث عمن ينتشله من براثن الغطرسة الاميركية.