kayhan.ir

رمز الخبر: 121381
تأريخ النشر : 2020October27 - 20:36

اميركا والاعتياد على العقوبات

ما صدر بالامس عن مستشار الامن القومي الاميركي والذي عبر عن حالة من الاحباط والانهزام من ان "اميركا اصبحت معتادة على لغة العقوبات" بسبب ان هذه العقوبات لم تجن منها واشنطن سوى الخيبة والخسران، ولانها وصلت الى طريق مسدود بحيث لا تملك اي وسيلة من اجل اخضاع الشعوب والدول الا هذه اللغة البائسة التي اثبت وعلى المدى المتطور انها لم تكن فاعلة ولم تحقق لواشنطن ماكانت تصبو اليه في فرض هيمنتها على ادوات الدول والشعوب. ولا يكون هذا المسؤول وحده هو الذي توصل الى هذه النتيجة بل سبقه الى ذلك اغلب صناع القرار في الادارة الاميركية خاصة بولتن الذي يعد من صقور هذا البيت.

وواضح جدا ان سياسة فرض العقوبات التي مارسها ترامب ليس فقط على ايران بل شملت اغلب دول العالم بحيث اوجد جبهة دولية مضادة لمثل هذه القرارات والتي فشلت على صعيد التطبيق. اضافة الى قراراته الانفرادية وغير المتزنة في الداخل الاميركي والتي انعكست على الشعب الاميركي سلبا بحيث انه اليوم وفي خضم الصراع من اجل العودة مرة ثانية لرئاسة الولايات المتحدة قد بات شعبه المستحيل لقراراته الهوجاء.

ورغم كل التحذيرات التي وجهتها دول العالم لترامب من ان ينزل من الشجرة وان يتعامل بواقعية وعقلانية اكثر في معالجة الازمات الان انه ركب رأسه وعرض كل هذه المناشدات عرض الحائط تدفعه العنجهية وحب الظهور والعظمة ومن خلال رؤيته القاصرة التي اكتسبها لممارسة العمل التجاري من انه يتعامل بلغة الربح والخسارة وان اغلب الدول بقياداتها وشعوبها لم تعد عنده سوى موظفين لديه وعليهم الطاعة.

واخيرا والذي يبرز على السطح اليوم ان سياسة ترامب الهمجية هذه قد جاءت قاتلة له وبصورة لم يتوقعها من خلال حالات الرفض التي واجهها على صفحات وسائل التواصل الاعلامي المختلفة بحيث وصفها بالمعادية وان لها دورا في ما وصل اليه من حالة الاحباط.

اذن فلم يتبق لترامب وحسب المعطيات الا ان يعد الايام والساعات التي سيذهب بها الى مزبلة التاريخ بعد نتائج الانتخابات وحسب المعلومات الحالية والتي تؤشر الى سقوطه مع ملاحظة ان التغيير الرئاسي في الولايات المتحدة سواء كان جمهوريا او ديمقراطيا لم يغير من المعادلة شيئا الا ان المسار سيلفه حتما نوعا من التغيير بحيث تعود اميركا الى حجمها الطبيعي الذي لا يسمح لها بعد اليوم بالانفراد بالقرار الدولي.