kayhan.ir

رمز الخبر: 121305
تأريخ النشر : 2020October26 - 20:37

تطبيع الحكام مآله الهزيمة والخزي الأبدي


بعد الانعقاد المتزامن لمؤتمر الامناء العامين للفصائل الفلسطينية في بيروت و رام الله بهدف تحقيق المصالحة والوحدة الفلسطينية، انتعشت الامال في الوسط الفلسطيني بشكل غير مسبوق لما خرجت به هذه الفصائل من اتفاقات وان شكك البعض يومها بصعوبة ترجمتها على الارض لوجود البون بين اهداف هذه الفصائل واتجاهاتها حول نهج المقاومة كسبيل وحيد لتحرير فلسطين. واليوم تمضي عدة اسابيع على هذه الاتفاقات ولم يلمس الشارع الفلسطيني اي تطبيق لها على الارض رغم ما تلى ذلك من لقاء ثنائي في انقرة بين حماس وفتح التي انزعجت منها القاهرة لذلك وضعت شروطا لانعقاد المؤتمر الثاني للامناء العامين على ارضها ومنها ان يسبق هذا الاجتماع، لقاء ثنائي بين حماس وفتح فيما تصر الفصائل الاخرى على ان يكون الاجتماع موحدا على غرار ما حصل في بيروت لان في هذه الحالة يصعب على القاهرة استحصال اتفاق موحد بين هذه الفصائل يضمن مصالحها المرتهنة بكسب الرضا الصهيو ـ اميركي والعربي المطبع لان هذه الجهات هي اول من تضرر من المصالحة والوحدة الفلسطينية لذلك من يومها تحركت هذه الجهات بجهودها الخبيثة المعادية للشعب الفلسطيني لمنع ترجمة هذه الاتفاقيات وتجميدها وهذا ما نشهده فعلا رغم التصريحات الرسمية لفتح وحماس على تاكيدهما باستمرار الاتصالات بين الطرفين وهذا ما درجت عليه الدبلوماسية في كل مكان كمعرف لا اكثر.

وما هو مؤكد ويقر به الطرفان ان الظروف الحالكة للحالة الفلسطينية في ظل اجواء صفقة القرن وموجة التطبيع العربية الخيانية التي تقودها مملكة الشر والارهاب السعودية خلقت توازنات جديدة ضغطت على الطرفين باتجاه المصالحة والخضوع للامر الواقع. غير ان الشارع الفلسطيني يتساءل اليوم الى اين وصلت هذه المصالحة ومن يضع العصا في دواليبها لان الكثيرين من ابناء الشعب الفلسطيين يتخوفون من ان تعود المصالحة الى مربعها الاول بسبب الضغوط الجائرة والمعادية التي يقودها المحور الصهيو ـ اميركي والعربي المطبع الذي يضع الفيتو امام هذه المصالحة وهذا ما نلمسه فعلا من التباطئ المشهود في هذا المسار ولم نكشف سرا اذا ما قلنا ان فتح وعلى رأسها السلطة الفلسطينية تتعرض لضغوط كبيرة من الجانب الصهيو ـ اميركي والتطبيع العربي الخياني وعلى رأسها السعودية لتجميد هذه المصالحة ما دفع بالقيادي الفتحاوي عباس زكي لان يفتح النار ويوجه انتقادات لاذعة وعالية المستوى للسعودية لدورها في قيادة التطبيع الخيانية والاضرار بالشعب الفلسطيني وهذا ما احرج السلطة الفلسطينية التي اضطرت ان تتنصل عن تصريحات عباس زكي وتقول ان ما ادلى به يمثل نفسه وليس السلطة.

على الفصائل الفلسطينية وفي هذه الظروف المريرة ان تتوخى الحذر بدرجة عالية من المسؤولية وتنتبه جيدا لما يحاك لها من مؤامرات ودسائس عبر الضغوط المستمرة لشق صفها وشل وحدتها لان هذه الوحدة التي تجسدت في مؤتمر بيروت هو السلاح الامضى للوقوف امام الاعداء الذين يسعون لتعميق الخلافات الفلسطينية ـ الفلسطينية وافشال مخططاتهم العادية كما فشلت ليومنا هذا وما تكالبهم المستميت هذه الايام لتصعيد موجة التطبيع التي تنحصر في العائلات الحاكمة والانقلابيون في السودان وليس الشعوب ومن يلحق بهم من الحكام الخونة، لدليل على خشيتهم من الهزيمة الحتمية التي تنتظرهم وما ذلك على الله ببعيد.