kayhan.ir

رمز الخبر: 120985
تأريخ النشر : 2020October18 - 20:30

"اميركا" واذعانها لقدرة ايران

مهدي منصوري

تصريحات بولتن مستشار الامن القومي الاميركي السابق والتي اذعن فيها بصراحة متناهية من ان "اميركا فشلت في اخضاع طهران رغم كل القرارات التي اتخذت ضدها من قبل ترامب"، اثارت الاستغراب لانها جاءت في وقت ما كان لها ان تظهر مثل هذه القضايا على الملأ خاصة وان الرئيس الاميركي يخوض اليوم صراعا سياسيا قاسيا من اجل تلميع صورته امام الرأي العام الاميركي لكي يوفر له الاجواء بالعودة الى رئاسة الولايات المتحدة مرة اخرى. ومن الطبيعي عندما تصدر مثل هذه التصريحات من مسؤول له ثقله في الادارة الاميركية مدعومة بالادلة سيشكل ضربة قاصمة لكل الجهود التي تبذل لاعادة ترامب من جديد.

وفي جانب من تصريحه اكد بولتن "ان استراتيجية ترامب في مواجهة ايران منيت بالفشل وجاءت بنتائج عكسية" وجاء ذلك في حديثه لشبكة NPR الاخبارية الاميركية مضيفا "ان اميركا وقبل اربعة اعوام كانت اكثر امنا بدليل انه كان يواجهها تهديدان احدهما الصين والاخر روسيا والمتعلق به بالقضايا النووية وبهذا الخصوص لم تكن لاميركا اي استراتيجية لهذا الموضوع لانه وخلال ثلاثة سنوات سعى ترامب لحله ولم يصل الى نتيجة، الا انه وبعد ظهور فيروس كرونا والذي اتهم ترامب فيها الصين اتخذت اجراءات قاسية ضد هذا البلد، ولم يقف الامر عند هذا الحد بل ان ترامب وحول عدم انتشار التسلح النووي اتخذ قرارات مشددة ضد ايران وكوريا الشمالية ظنا انه يستطييع ان يلجأهما الى طاولة المفاوضات الا ان الامر جاء عكسيا جدا ولم يصل الى نتائج ايجابية بل جادت سلبية بحيث وضعت واشنطن في مازق أخر وهكذا في افغانستان وغيرها من بقية الدول" والذي اضعف موقف اميركا امام العالم هو خروج ترامب من الاتفاق النووي والسياسات المعادية لطهران خاصة عند اقدامه باغتيال قائد قوات القدس اللواء سليماني".

نستخلص مما تقدم ان ترامب اليوم يعيش مأزقا كبيرا ليس فقط امام الرأي العام الاميركي بل امام العالم اجمع لان كل قراراته وخطواته التي مارسها من ان يحقق فيها شعار "اميركا اولا" قد باءت بالفشل الذريع وانقلب الامر بحيث تغيرت الى "أميركا آخرا" وها هو يحاول ان يجبر الامر من خلال تصريحه من انه وعند فوزه سيكون اول دولة يتصل بها هي ايران قد فات اوانها ولايمكن ان تنقذه من الغرق والفشل الذي سيمنى به في الانتخابات القادمة. ومن هنا فانه وحسب المعلومات المتوفرة من ان الكثير من صناع القرار في البيت الابيض قد تخلو عن تـأييدهم لترامب في الانتخابات القادمة مما يعكس عزلته وتركوه يسبح وحده عكس التيار مما ستكون نتيجته واضحة الا وهو الفشل الذريع وعندها لا ينفع الندم.