kayhan.ir

رمز الخبر: 12020
تأريخ النشر : 2014December17 - 22:26

أوروبا ودس السم في العسل!!

يدخل قرار المحكمة الجنائية للاتحاد الاوروبي بالامس باخراج حركة حماس من المنظمات الارهابية تحت عنصر المفاجأة، ورغم ان القرار لقي ترحيبا من بعض قادة الحركة واعتبروه نصرا سياسيا، الا انه ينبغي ان يوضع الموضوع تحت طاولة النقاش والبحث لان المحكمة لم تتطرق الى حيثيات اتخاذ مثل هذا القرار واسبابه.

ومن المعلوم ان الصراع القائم على الارض الفلسطينية اليوم تتقاسمه حالتان الاولى الحالة العدوانية والاجرامية التي تمثله حكومة الاحتلال الصهيوني والاخرى هي حالة المقاومة والصمود ضد هذا الاحتلال والذي تمثله حماس وغيرها من الحركات الجهادية.

ومن المفارقات التي لابد من الاشارة اليها في هذا المجال ان وفي أي عدوان صهيوني على غزة وعندما يواجه بالرد من قبل حماس نجد ان الاتحاد الاوروبي يقيم الدنيا ولايقعدها منددا ومتهما المقاومة بالارهاب ومؤيدا للكيان الغاصب، وازاء هذه المفارقة اين نضع قرار هذا اليوم؟.

اذن استفراد حماس بهذا القرار من قبل الاتحاد الاوروبي يطرح الكثير من التساؤلات ويضع المزيد من علامات الاستفهام التي تحتاج الى توضيح او جواب مقنع للشعب الفلسطيني بالدرجة الاولى، ولكل الذين وجدوا في المقاومة أفضل طريق لتحرير الشعب الفلسطيني من ربقة الاستعباد الصهيوني.

وقد علقت أوساط اعلامية وسياسية فلسطينية وغيرها على القرار الاوروبي هذا بالقول ان حماس اليوم تعتبر قطبا وركنا أساسيا في حركة المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الغاصب، وقد تمكنت ومن خلال صمودها ومع الفصائل الاخرى ان تهزم الكيان الصهيوني في ثلاثة حروب وبصورة مخزية ومذلة، وبنفس الوقت والذي لابد من الاشارة اليه قد يكون من المهم في تأريخ هذه الحركة وقد يكون احدى الدوافع التي دفعت اوروبا الى اتخاذ هذا القرار هو حالة التقارب الجديدة والمهمة مع ايران الاسلام، والتي ستترك تأثيرها الفاعل على هذه المنظمة في تطوير قدراتها القتالية والتسليحية وغيرها من المعطيات، وهو من الطبيعي جدا ان يزرع حالة من القلق والخوف لدى ليس فقط الكيان الغاصب بل لكل الداعمين لهم سواء كان من الدول الاقليمية او الاوروبية.

ولذلك قد يكون القرار الاخير برفع حماس دون حركات المقاومة الفلسطينية الاخرى من قائمة الارهاب لم يكن سوى فخ قد نصب لهذه الحركة، أو أن الاوروبيين ارادوا وبهذا القرار تسهيل عملية الاستفراد بحماس لاخراجها من دورها المقاوم في الارض المحتلة وضمن اطار الخطة الدولية القائمة على منح الفلسطينيين وجودا صوريا وفي منطقة محددة لتكون وكما أسموها كذبا بالدولة الفلسطينية.

اذن فعلى قادة حماس والذين تمكنوا ان يحتلوا موقعا فريدا لدى الشعب الفلسطيني، وكذلك لكل المعادين للكيان الغاصب ان يفكروا ألف وألف مرة بما يحاك لهم لاجل ان يضعوا أيديهم بأيدي الكيان الغاصب وضمن أساليب براقة خادعة.

ان المقاومة الاسلامية الفلسطينية التي تمكنت ان تفرض على الكيان الصهيوني الانصياع لارادتها خاصة في موضوع تبادل الاسرى والتي كانت بحق انتصاراً رائعاً لهذه المقاومة الباسلة، وكذلك اعلان هزيمته امام هذه المقاومة وعدم قدرته على المواجهة، ينبغي الحفاظ عليه والعمل على دفعه للامام وبصورة فاعلة، لانه الطريق الوحيد الذي يمكن ان يستعاد فيها الحق الفلسطيني، وبغير ذلك فان الوقوع في المزالق السياسية الاوروبية التي لا ترى سوى مصالحها ومصالح وأمن الكيان الصهيوني سوف لايصب في الصالح الفلسطيني، ولذلك يمكن القول ان القرار الاوروبي الاخير لم يكن سوى دس السم في العسل من اجل شق الصف الفلسطيني المقاوم ولاغير.