kayhan.ir

رمز الخبر: 119680
تأريخ النشر : 2020September22 - 20:58

خطاب الخائب البائس


ظهر عصر امس الرئيس الاميركي ترامب شاحبا مكفهر الوجه وهو يلقي خطابه السنوي من على منبر الامم المتحدة وكأنه يصارع الوقت والاحداث يائساً ليحسن وضعه الانتخابي مستخدما هذا المنبر محطة للدعاية لكنه اخفق تماما حيث لم يكن في جعبته من نجاحات او انجازات يذكرها للرأي العام العالمي او الاميركي سوى كيل الاتهامات يميناً وشمالاً ومهاجمة الامم المتحدة والصين واتهامه الفض لايران بقيادة الارهاب في حين يعلم العالم جميعاً ان اميركا هي صانعة الارهاب وكذلك اعترافه الوقح ومسؤوليته عن قتل الشهيد الفريق سليماني على انه اكبر ارهابي في حين ان هذا الوصف يليق به وبدولته التي تقود الارهاب الحكومي جهارا نهارا دون خجل او وجل. ولو لا الفريق سليماني ودوره القيادي في القضاء على داعش لكانت اليوم تفتك بالشوارع الاوروبية. لقد وعد الرجل حقاً بانهائها خلال ثلاثة اشهر وفعلا تحقق هذا الوعد بأذن الله في حين ان الاميركيين قالوا انهم بحاجة لعشر سنوات للقضاء على داعش. لقد لمس العالم كم كان هذا القائد العظيم الذي استأصل الارهاب من جذوره مؤثرا في تغيير المعادلات الاستكبارية لنرى اليوم ترامب يصب جام غضبه وحقده الدفين ضده لدوره الكبير في افشال المخططات الاميركية.

اما ادعائه المضحك والمثير للسخرية بانه اقتلع داعش وحقق انتصارا تاريخيا، يجافي الحقيقة تماما وهو من اقر في خطابه الانتخابي بان الديمقراطيين هم من اوجدوا داعش في وقت يعلم الجميع ان اتخاذ مثل هذه الخطوة الخطيرة في تاهيل تنظيم ارهابي وتوزيعه في المنطقة عمل خطير جدا لا يصدر الا من المؤسسة الاميركية العميقة.

كل الوقائع والاحداث المثبتة في سوريا والعراق تؤكد ان القوات الاميركية في عهد ترامب لم تغير سياستها وقد استمرت في دعمها لداعش عبر انزال المؤن والاعتدة لقوات داعش كلما كانت تتعرض للحصار من قبل قوى المقاومة اضافة الى دورها المتكرر في انقاذ قادة داعش الذين كانوا يحاصرون في سوح المعارك ونقلهم عبر عمودياتها الى اماكن آمنة.

فالخطاب الدعائي والانتخابي البائس للرئيس الابله كان فارغا من أي مضمون او انجاز داخلي أو خارجي يعتد به سوى انه اشار الى جهوده في مسار تطبيع الامارات والبحرين مع الكيان الصهيوني على ان هناك دولا اخرى ستطبع لاحقا، ومثل هذه القضايا الخارجية لا تعني شيئا للناخب الاميركي. ثم سرده لبعض الانجازات الهزيلة في اميركا اللاتينية والتي هي الاخرى ليست من اهتمامات الشارع الاميركي لن تنتشله من الغرق في مأزقه .

فاليوم وبسبب سياسات ترامب اللامسؤولة والهوجاء تعاني اميركا من ازمات حادة نتيجة فشله في مواجهة ازمة كورونا وهي تتصدر القائمة في عدد الاصابات والوفيات اضافة الى ان تداعيات هذه الازمة خلفت اكثر من اربعين مليون عاطل عن العمل وكذلك انخفاض انتاجها القومي الى 30% فيما سيكون القادم اعظم اذا لم تتدارك الولايات المتحدة موقفها ستتفاقم الازمة المستفحلة خاصة وان الاحتجاجات لازالت مستمرة ضد التمييز العنصري.

فالرئيس ترامب الذي يوصف اليوم بأسوء رئيس في تاريخ الولايات المتحدة اوصل بلده الى الحضيض نتيجة سياساته الحمقاء والذي تسبب بعزلة دولية فاضحة لم تعهدها اميركا من قبل وهذا ما تجلى في هزيمتها المتكررة خلال الاشهر الاخيرة عندما حاولت فرض ارادتها على المجتمع الدولي باعادة فرض حظر الاسلحة على ايران، لكنها اخفقت وعرت نفسها تماما امام العالم لتكون اضحوكة للشعوب.