kayhan.ir

رمز الخبر: 11959
تأريخ النشر : 2014December16 - 21:54

ايران فوبيا !!

المجموعات الارهابية و بمختلف مسمايتها ابتداء بطالبان والقاعدة وآخرها داعش و امثالها، و التي اتضح انها قد تشكلت في دوائر استخبارية لدى الدول خاصة اميركا والسعودية وغيرها. والتي لازالت تلقى الدعم المادي والبشري واللوجستي من هاتين الدولتين وغيرهما بحيث وصلت قائمة المنضمين لهذه التنظيمات تشمل اكثر من 80 دولة من أدنى الارض الى اقصاها، كل ذلك لم نجد أي ردود فعل تجاه الارهابيين الذين خرجوا من دولهم و بصورة رسمية و عن طريق مطاراتها و معروفة وجهتهم و كما تعلن الصحافة ذلك. لم نجد ان تتجه اصابع الاتهام الى الاعلام بتناول هذه الدول بل يفصل دوما بين الارهابيين و هذه الدول و يضع الذرائع المختلفة من اجل ان يبعد هذه الدول عن دعمها للارهاب.

و بالامس وبمحض ان اعلنت الحكومة الاسترالية ان الذي احتجز مجموعة من الاستراليين في مقهى و بعد اقتحامها لهذا المقهى انه ايراني الجنسية حتى قامت الدنيا ولم تقعد وبدات وسائل الاعلام والتي قد تكون على موعد مع هذا الحدث بتضخيم الامر بحيث خلقوا أجواء اعلامية مسمومة ضد ايران الاسلامية، رغم ان المعلومات التي اعلنتها الشرطة الاسترالية عن هذا المعتوه تثبت انه ليس فقط مختل عقليا بل انه محكوم باكثر من اربعين جرما اخلاقيا، و كذلك قتل و حرق زوجته السابقة و بنفس الوقت اعلنت الشرطة الايرانية تفاصيل كثيرة عن هذا الشخص المتلون موضحة انه كان مطلوبا للقضاء الايراني في عملية اختلاس و احتيال وقد فر من ايران و عن طريق ماليزيا الى استراليا و تمت مطالبته من قبل الانتربول الدولي لتسليمه الى ايران لينال جزاءه العادل الا ان الحكومة الاسترالية رفضت ذلك بادعاء انه ليس لديها معاهدة مع طهران بتسليم المجرمين، ورغم كل هذه التفاصيل منحته اللجوء السياسي.

ولما اتضح ان هذا الشخص من ارباب السوابق لدى كل من الحكومتين الايرانية والاسترالية و من المؤسف ان الشرطة الاسترالية قد عالجت الموضوع بصورة عجولة بحيث اجهزت على المقهى، و اقتحمته و من دون حسابات محددة و تنقصها الخبرة بحيث راح ضحيتها اثنين من الرهائن الاستراليين و تم قتل المجرم مما يضع أمام هذا الامر علامة استفهام كبيرة من هذا التصرف والذي كان يمكن ان يتم بصورة افضل لكي ترفع جميع الشكوك التي رافقت عملية الاختطاف والاهداف المطلوبة من هذه العملية؟!

الا ان الضجة الاعلامية المعادية التي حدثت بعد اعلان ان المجرم ايراني الجنسية تظهر ان المسالة قد تكون معدا لها سلفا لان تنتهي بما انتهت اليه لكي تدخل ضمن اطار الهدف الاستراتيجي التي تعمل عليه الدوائر الاستخبارية المعادية لايران لخلق حالة من الضبابية في هذا الموضوع، ووضع ايران في دائرة الاتهام من اجل تحقيق الهدف الاساسي الذي عملت و تعمل عليه من قبل و لازالت الا و هو مفهوم (ايران فوبيا) أي خلق فجوة بين الشعوب و بين ايران الاسلامية..

الا ان مثل هذه الاساليب العقيمة لا يمكن ان توصل الاعداء الى اهدافهم الاجرامية لانه لو اردنا تطبيق هذا المفهوم و هو ان أي ايراني يقوم بجناية او جريمة تتهم فيه الدولة التي ينتمي اليها، لابد اذن ان نظهر أو ان نضع قائمة طويلة عريضة من الاتهام لكل دولة خرج منها الافراد و الذين انضموا للمجموعات الارهابية و اصبحوا من اصحاب الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية؟.

والواضح والذي لا يمكن طمس معالمه او اخفائه هو ان الجمهورية الاسلامية قد وضعت كل طاقاتها و امكاناتها من اجل محاربة الارهاب بجميع اشكاله، بل انها وضعت يدها مع كل الايادي التي تسير في هذا الاتجاه و لم تألوا جهدا عن تقديم كل ما يلزم من أجل القضاء على الارهاب و تجفيف منابعه، لانها تدرك ان جرثومة الارهاب ينبغي ان يقضى عليها و لو كلف ذلك ما كلف. ولذلك فان مثل هذه الاساليب الرخيصة و الوضيعة لايمكن ان تشوه صورة ايران لدى الشعوب بل ان مثل هذه الخزعبلات تكون خير وسيلة يمكن ان تزيد من تلاحمها مع الشعب الايراني لافشال كل المؤامرات التي تستهدف قدرة ايران و قوتها التي لا تقهر.

اما الدولة الاسترالية التي وقعت الجريمة على اراضيها هي المسؤولة اولا و اخيرا عما حدث لانها لم تأخذ بالتحذيرات الايرانية حول هذا الشخص المختل عقليا، وكذلك ملفه الاجرامي الضخم على الاراضي الاسترالية و اخيرا و قبل شهر بيعته لابي بكر البغدادي حسبما كتبته على موقعه الخاص، لذا الم تكن كل هذه الدلائل كافية لملاحقة هذا الشخص المشبوه؟!.