kayhan.ir

رمز الخبر: 119559
تأريخ النشر : 2020September20 - 20:33

لا فَُضَّّ فوك يا "سلامي"

حسين شريعتمداري

1 ـ التهديدات التي كان يطلقها "جورج بوش" بشكل متكرر، العقد الاول من القرن الحادي والعشرين، بأن "الخيار العسكري على الطاولة "! اغرت وسائل الاعلام الغربية والصهيونية في سباق تحليلاتهم حينها، بان الجمهورية الاسلامية الايرانية لا محالة ستواجه في قابل الايام اوضاعا عصيبة!

على الجانب الآخر رد سماحة القائد المعظم للثورة انه اذا كانت هذه التهديدات خاوية كالضرب على طبل أجوف فانك تخاطر بسمعتك، واذا اردت ان ترتكب حماقة فستتلقى ردا، مؤكدا انه من الممكن ان تكون البادئ في القتال ولكن خواتيم الامور لن تكون بقبضتكم. وبعد فترة (ربيع 1999) طرحت وسائل الاعلام الغربية وبعض المسؤولين غير الرسميين من اميركا والكيان الصهيوني، بانه من المقرر ان يهاجم جورج بوش ايران عسكريا، ولما كانت فترة حكومته كرئيس للجمهورية توشك على الانتهاء، فانه بتنصله من المسؤولية بنهاية رئاسته، فلا مجال لايران كي تبرر ردها!

فكانت تصريحات سماحة القائد في تلك البرهة ـ 16 تموز 2008 ـ لمناسبة ذكرى ولادة الامام علي(ع) في حشد من شرائح الشعب المختلفة، فصل الخطاب بكشف خبث كيد العدو، قائلا: "تلك اليد التي تمتد بالعدوان على الجمهورية الاسلامية وايران العزيزة فسيقطعها الشعب الايراني. لا فرق بين ان تكون هذه اليد الجانية شاغرة منصبا حكوميا ام لم تكن؛ فالقضية ليست بهذا النحو، ان يقال كيف تصب متاعب الحكومة السابقة بارتكاب رئيس الجمهورية حماقة في الاشهر الاخيرة من حكومته، على الحكومة التي تأتي بعده. كلا فليس الامر بهذا الشكل. فان ارتكب شخص بهذا الخصوص حماقة فالشعب الايراني ـ حتى اذا كانت مسؤولية هذا المسؤول قد انتهت ـ سيلاحقه قانونيا، وينفذ فيه العقاب المناسب لامحالة". وهكذا كان ان انفجرت بالونة بوش، ولم يجرؤ على ارتكاب اية حماقة حتى نهاية دورته الرئاسية!

2 ـ قبل عدة أيام صرح "دونالد ترامب" قائلا: "اي هجوم على اميركا باي شكل من الاشكال، سيواجه بهجوم مضاد على ايران اشد 1000 مرة"! فكان رد القائد اللواء سلامي على تصريح الرئيس الاميركي الارعن؛ "انك تهددنا بهجوم اقوى الف مرة بينما انت تعاني بشدة من مشاكل داخلية، ولكن عندما ضربنا "عين الاسد" لم يكن توقعنا انك لن ترد، بل كان افتراضنا بانك سترد، وفي نفس اللحظة كانت لدينا مئات الصواريخ جاهزة للاطلاق ففي حال قيامك بالرد سندمر الاهداف التي قد حددناها". محذراً: "اننا نرصد العدو في كل مكان وان لزم الامر سنعرضه لضرباتنا ... سنرد بقوة في حال استهداف اي ايراني وتهديداتنا جادة ولن نخوض حربا كلامية بل نترك كل شيء للميدان".

واستطرد اللواء سلامي متأسيا بالمعادلة التي طرحها سماحة قائد الثورة بالقول؛ "هل تعتقدون اننا نستهدف امرأة سفيرة في جنوب افريقيا مقابل دماء شقيقنا الشهيد؟ نحن نستهدف من تورط بشكل مباشر او غير مباشر في استشهاد القائد العظيم الحاج قاسم سليماني".

3 ـ وهنا نطرح السؤال الآتي؛ اي تهديد او تحذير اطلقه حرس الثورة الاسلامية الى الان ولم يعمل به؟ فان لم تجدوا مثالا واحدا كمصداق للاجابة على هذا السؤال ـ ولن تجدوا ـ فعلى ترامب، ولكونه قاتل القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني، ان يطمئن بانه سيكون احد الاهداف الاساس لحرس الثورة الاسلامية، حتى آخر يوم من عمره العفن الملطخ بالجريمة، وسيسعى الحرس الثوري الاسلامي ماضيا للانتقام من الضالعين في قتل قائد القلوب ولا يختلف الامر أكان رئيسا للجمهورية أم لا؟

وهو الذي اعترف باصداره امر قتل القائد سليماني ويعلم جيدا بان حرس الثورة لن يهدأ له بال حتى يثأر لدم الشهيد سليماني.