kayhan.ir

رمز الخبر: 117558
تأريخ النشر : 2020August15 - 20:34

سقوط الامبراطورية الاميركية المدوي


لم تشهد الولايات المتحدة الاميركية المتغطرسة منذ 75 عاما من تاريخ تأسيس الأمم المتحدة مثل هذ النكسة المدوية إثر تقدمها بمشروع قرار لتمديد فرض حظر الاسلحة على ايران، لم تستطع الحصول الا بشق الانفس على تاييد دولة واحدة أو بالاحرى نقول دويلة صُغيرة اسمها الدومينيكان التي طفرت حكومتها الى السلطة بالدعم الاميركي.

هذه النتيجة المخزية والمذلة لاميركا التي زادت من صورتها السوداوية في العالم تؤكد مدى حماقتها وسياستها الطائشة وكذلك مدى عزلتها الدولية وهي تغرد خارج السرب، مما يدلل على ذلك تصريحات وزير خارجيتها بومبيو الذي اعترف بعظمة لسانه بانه وعلى مدى سنتين من الجهود المحمومة والاتصالات المتواصلة مع دول العالم لاقناعها بمماشاة المشروع الاميركي واذا بالنتيجة كانت "مخيبة للامال" حسب وصف مستشار الامن القومي الاميركي "روبرت اوبراين" والذي اعترف على انها "خسارة كبيرة".

معارضة الاغلبية الساحقة للدول الاعضاء الـ 15 في مجلس الامن الدولي باستثناء دويلة مجهرية تسمى الدومينيكان لتمديد حظر الاسلحة على ايران والذي يبطل مفاعيل قرار مجلس الامن المرقم 2231 والذي من المقرر ان ينتهي في اكتوبر المقبل، هو انتصار ساحق لايران وهزيمة مدوية لاميركا كشف ظهرها واصبحت في عزلة غير معهودة في تاريخ الولايات المتحدة.

المعادلة الجديدة الذي اطاح بالقرار الاميركي الجائر بحق الشعوب في مجلس الامن الدولي رسم صورة تعددية للتوازنات العالمية عبر اسقاط الاحادية الدولية الظالمة المتمثلة باميركا والتي كانت تجثم على صدر العالم.

لكن ما كان لافتا في هذا المجال هو موقف الدول الاوروبية الثلاث دائمة العضوية في مجلس الامن والتي تصنف نفسها من الدول الكبرى ان تتنزل الى مستوى الدول الصغيرة والضعيفة في العالم بأن تمتنع عن التصويت على القرار بدل معارضتها للمشروع الاميركي من موقع انها دولاً اعضاء في الاتفاق النووي يتوجب عليها كدول مسؤولة قانونيا وشرعيا وعرفيا على تنفيذ هذا الاتفاق خدمة للامن والسلام العالميين.

غير ان المثير للسخرية هو ما وصلت اليه الحالة الاميركية من افلاس بأن تغطي هزيمتها المدوية هذه في مجلس الامن عبر فبركة خبر خادع للاستهلاك المحلي مفاده انها أستولت على اربع سفن نفطية ايرانية في حين ان طهران نفت نفيا قاطعا بان تكون السفن ايرانية أو تحمل العلم الايراني.

معارضة مجلس الامن الدولي للمشروع اللامسؤول والتعسفي الاميركي في تمديد حظر الاسلحة على ايران شكل صدمة للولايات المتحدة ولرئيسها المعتوه الذي يندم اليوم حظه العاثر الف والف مرة عندما قرر في عام 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي واهما نفسه بانه سيخضع ايران لاملاءاته ويجرها الى طاولة المفاوضات لصياغة اتفاق نووي جديد يحرم ايران من حقوقها النووية.

وما حدث في مجلس الامن الجمعة الماضية من هزيمة فاضحة لاميركا كانت حالة فريدة من نوعها في تاريخ الامم المتحدة حيث اطيح بهيبتها لدرجة ان الدول الصغيرة لم تعد تكترث بتهديداتها أو ضغطوها وهذه نتيجة طبيعية لمواقف ترامب المتهورة التي مارس فيها سياسة الضغوط القصوى ضد ايران والذي انتهى به في نهاية المطاف الى الفشل الذريع.

وللعلم ان الكيانين البغيضين الصهيوني والسعودي عملا ما في وسعهما تماشيا مع المساعي الاميركية المحمومة للمصادقة على قرار تمديد فرض الحظر في تحريض المجتمع الدولي للمصادقة على هذا القرار المشؤوم الذي دفن في مهده.

ان المشهد الذي رسمه مجلس الامن الدولي الجمعة في ادارة ظهره لاخفاق قرار جائر ضد ايران كان في الواقع اسقاطاً للامبراطورية الاميركية وبزوغا لفجر جديد تعتلي فيه الجمهورية الاسلامية في ايران وتصبح كقوة فاعلة وعلى مستوى الخمس الكبار وقد تفوق عليها في بعض المجالات. وهذا ما يذكرنا بمقولة الامام الراحل الخميني الكبير (قدس سره) وخلفه الصالح الامام الخامنئي بأن اميركا اصغر من أن ترتكب حماقة ضدنا.