حازم أحمد

((وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا)) (الأحزاب: 26)

ستراتيجيا محور المقاومة التي قرأناها هي أن يعتمد المحور على توجيه ضربات موجعة إلى المحور الأميركي قُبَيل (كل مفاوضات) وقُبَيل (كل خطوة تصعيدية) من المحور الأميركي.

أقول (المحور الأميركي) لأن ميدان المقاومة واحد وكذلك ميدان المحور الأميركي واحد، طبعًا حتى روسيا رسمت واعتمدت هذه الستراتيجيا في سورية؛ فهي قُبَيل اجتماع مجلس الأمن الدولي تزيد الضغط على رقبة المحور الأميركي في سورية حدّ تفلُّت الغضاريف من بين المفاصل!

ثم تذهب إلى اجتماع مجلس الأمن لتحصد الانتصارات السياسية في الميدان السوري.

الحوثيون يعملون على وفق هذه الستراتيجيا كذلك؛ فهم عندما يقترب أي موعدٍ لمفاوضات مع الجانب السعودي فإنهم يحققون عملية نوعية في العمق السعودي؛ تجعل القرار السعودي يجيء مترنِّحًا مرتخيًا، والمتابع لقصف أرامكو وحقول بقيق وغيرها سيقرأ هذه الحقيقة دون شك.

موضوع إضعاف الدور الأميركي في الانتخابات العراقية يتطلب ضربات نوعية دقيقة مكثفة ضد المحور الأميركي تُمثِّل رسالةً يفهم ترجمتها الأميركي جيدًا؛ عندها فقط ستهبط اللهجة الأميركية من خيلائها وعليائها إلى حيث يشاء محور المقاومة.

نتوقع مفاجآت إيرانية تُفَجَّر بوجه الأميركي قُبيل الانتخابات الأميركية، وكلمة سماحة الإمام الخامنئي التي قالها للكاظمي:

(سنوجّه ضربة للأميركيين موازية) قاصدًا ضد عملية الاغتيال، أنا لا أعلم بالضبط ما هي الكلمة التي استعملها سماحة القائد بالضبط فهل كانت: موازية، موازنة… لأن الموازية من الممكن أن تعني طردهم – الأميركيين – في يوم واحد من العراق وسورية، لكن الموازِنَة ممكن أن تعني طردهم من العراق وسورية وتدمير قاعدة العديد في قطر!

نحن بصفتنا جزءًا من محور المقاومة لا نجد حلًّا لإضعاف الأميركي ومنعه من سرقة الانتخابات وصعود أتباعه وشرذمته – الممكن جدًا – إلا في حالة تنفيذ ستراتيجيا توازن الرُّعب والردع التي تعمل على تركيع الأميركي ومحوره وجرِّهِ من مِنطقة الأمان والتبختر إلى منطقة الصفيح الساخن والسحل.

أما خلاف ذلك فلا أعتقد أننا ضمن محور المقاومة، فالموضوع ليس في دائرة القوى السياسية الشيعية.