kayhan.ir

رمز الخبر: 116874
تأريخ النشر : 2020August02 - 21:17

آلية التضليل بعد الغرق الاصطناعي!


حسين شريعتمداري

إحدى الاساليب المتبعة في الحرب النفسية تعريض الشخص لغرق إصطناعي Waterboarding، وكانت آلية استخدام هذا النوع من التعذيب بالتمويه بالغرق شائعة في اميركا وبريطانيا ومازالت متداولة. اذ استخدمت اميركا هذه الآلية خلال الحرب في فيتنام في محاولة لجر الاعترافات من "الخمير الحمر"، وكذلك استخدمتها مع اسرى جماعة طالبان في افغانستان، بعد ان يزجوهم في سجون غوانتانامو المهولة. اذ تخلع ثياب السجين ويربط الى لوحة فيما رأسه مغطى بقطعة قماش وتسكب المياه بشكل مستمر حتى يتخيل السجين انه يغرق وتنقطع انفاسه مما يدفعه للاعتراف بسرعة!

المخابرات الاميركية استفادت من هذه الآلية في ارهاب خصومها ولكن ضمن برنامج حرب نفسية،

باشعار المقابل بالاختناق. فقد جربت اميركا كل ألاعيبها في حربها النفسية مع ايران، كي توهم المواطن بان الاوضاع لا تحتمل والمشاكل اعقد مئات المرات مما هي عليه في الحقيقة، ويشعر الشعب بانه وصل الى نهاية الطريق! اي اشبه بالغرق الاصطناعي والشعور بالاختناق!

فمن يشعر بانقطاع النفس يتشبث بكل وسيلة للنجاة، وكما قيل (الغرِيقُ يتشبَّثُ بكُلّ حَشيش).

ولنسلط الضوء على التوجيهات الحكيمة لسماحة القائد والتي ألقاها مؤخراً: "منذ بداية الثورة كانت اساليب اضعاف الروح المعنوية للشعب، وتعكير نشاطه وتحركه والشعور بالامل، فاعتماد الاعداء كان منذ البدء وبشكل مستديم بتوجيه الخطاب للشعب الايراني عن طريق قنوات التلفزة والاذاعات، وبالطبع كانت في ما مضى محدودة الانتشار واليوم وقد توسعت وتعددت سبل التواصل، في محاولة لاقناع الشعب الايراني بان الامور تفاقمت، ونهايتكم محتمة وليس بالامكان فعل شيء، فالاوضاع تضررت وما الى ذلك".

فاذا وجد العدو ان خطته أثرت، وشعر انه تمكن من ايئاس الشعب، فسيخطط للمرحلة الثانية ويطرح مطالبه كسبيل نجاة، أي "العنوان الخاطئ". وينقل عن سماحة القائد: " أن واحد من اساليب العدو، توجيه ضربة لمعنويات الشعب، وسأبين كيف يحصل ذلك؛ واخرى (كذلك) التضليل باعطاء العنوان الخاطئ لمعالجة مشكلة العقوبات.... ففي القسم الثاني، اي اعطاء العنوان الخاطئ، بان يكون العنوان الذي يرشدون إليه : ان اردتم رفع الحظر فعليكم التنازل أمام أميركا" وخلاصة القول انه ينبغي التنازل وعدم الوقوف في وجه اميركا".

وبالرغم من ان اميركا وحلفاءها نزلوا للساحة بكل قواهم خلال 41 عاماً الماضية، وبالذات خلال السنوات الاخيرة، لاجل ايئاس الشعب وافحامه بالعنوان الخاطئ، وكما تفضل سماحة القائد "انهم يعملون على إخناق انفسهم"، إلا انه يمكن القول بملء الفيه، بان الاعداء قد فشلوا بهذا المعترك.

كما ويمكن ان نحصر خيبة أمل العدو في ثلاثة مجالات؛ الاول، وهو الاهم من الاخريات، وضوح الصورة لدى قائد الثورة وبصيرته الحكيمة وهو موضوع يحتاج بحد ذاته لمساحة اوسع من ضيق العمود الذي نتناوله.

والثاني، ان شعبنا ادرك خطط اميركا ويعلم جيداً حجم الجرائم المروعة التي ارتكبتها بحق جميع الشعوب ولا سيما الشعب الايراني، من هنا فبالرغم من حجم المشاكل التي يواجهها الشعب، إلا ان التراجع امام اميركا ليس لا يعتبر إنفراجه وحسب بل هو بمثابة انتحار يرتكبه (الشعب).

والثالث، ان اميركا تواجه اليوم أزمات وتحديات صعبة للغاية، ومتعددة الجوانب؛ كالاقتصادية، والاجتماعية، والامنية، وحياتية و... حتى بلغ الامر ان يرى المعنيون بان العد العكسي لانهيار اميركا قد بدأ و..

في خضم هذه الاجواء، لايمكن غض النظر عن بعض الاعلام الداخلي، وعدد من الاشخاص المحسوبين على الثورة في الظاهر، ولايمكن التجاوز بسهولة عن الاكاذيب التي تطلق لصالح اهداف معلومة للعدو، وهو دون شك نوع من بيع الوطن...

ورغم مايطول شرحه حول هذه القضية، ولكن من الضروري معالجته بولوج التفاصيل في اقرب فرصة.