kayhan.ir

رمز الخبر: 116857
تأريخ النشر : 2020August02 - 21:14

اميركا وزرع فتنة جديدة في العراق


مهدي منصوري

نشرت وسائل التواصل الاجتماعي خبرا مفاده ان الاميركان ابلغوا للمسؤولين العراقيين ان الحشد الشعبي لم يقصف مقراتنا، بل يقصف مقرات الجيش العراقي وواضح ان هذا الدس الاميركي المتعمد يخفي وراءه الكثير من الامور التي قد تسبب كارثة في العراق.

وواضح جدا ان الهدف الاساس من مثل هذه المزاعم الاميركية التي لم يثبتها الواقع هدفها الاساس هو الحشد الشعبي نكاية به لانه هو الذي افشل كل مخططاتهم ليس في العراق فحسب بل في المنطقة. وبنفس الوقت هو حاجز الصد القوي امام كل المحاولات التي تبذلها اميركا وحلفاؤها لاستمرار بقائها على الاراضي العراقية.

وكذلك من الملاحظ ايضا والذي يعكس غباء الاميركان ان الحشد الشعبي هو قوة عسكرية عراقية تابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة وان اغلب العمليات العسكرية التي تجري على الارض العراقية والتي تطارد فلول داعش الاميركية تتم بموافقة قيادة العمليات. ولذا فان ماجاء في تصريحات الاميركان لم يعكس سوى كذبة فاضحة لا يمكن ان تنطلي على احد.

والاميركان اليوم باتوا يدركون ان وجودهم علي الاراضي العراقية لم يدم طويلا ولابد ان يرحلوا ان لم يكن اليوم فغدا فلذلك ومن اجل ان لا يتحقق هذا الامر فانهم يختلقون الذرائع الواحدة تلو الاخرى لضمان بقائهم لان أعذارهم السابقة قد ذهبت ادراج الرياح امام ارادة الشعب العراقي الذي لازال وسيبقى يصر على اخراج القوات الاميركية وبأي وسيلة كانت تطبيقا لقرار ممثليه في مجلس النواب.

وتؤكد الكثير من المؤشرات خاصة في الايام الاخيرة ان مسألة اخراج القوات الاميركية مسألة وقت ليس الا ، لان ما يصدر على لسان القيادات السياسية والشعبية يؤكد ان سيادة العراق ستبقى منقوصة في ظل وجود قوات الاحتلال الاميركية على اراضيه مما نستخلص انه ومن اجل الحفاظ على هذه السيادة وكما اكده رئيس الوزراء الكاظمي بالامس هو اخراج القوات الاميركية وغيرها من الاراضي العراقية.

اذن فان الارض اخذت تهتز تحت اقدام المحتلين الاميركان وغيرهم فلذلك لم يجدوا سوى طريق زرع الفتنة وخلط الاوراق من خلال الادلاء بتصريحات غير مسؤولة وكاذبة لخلق حالة من الاجواء الضاغطة على الحكومة العراقية للعدول عن مثل هذا القرار. ولابد من التأكيد ان بقاء الاميركان على الارض العراقية وفي الوقت الذي مقبل فيه الشعب العراقي على انتخابات تشريعية مبكرة وضمن تدخلهم السلبي في الشأن الداخلي العراقي سيكون خطرا على العملية السياسية. ولكن ليعلم الاميركان وكما اشارت مصادر سياسية اعلامية عراقية ان الشعب العراقي ومهما امتد به الزمن لايمكن ان يقر له قرار حتى تخرج القوات الاميركية لان ما يعانيه العراقيون من معاناة والام وازمات وخلال تجربة امتدت الى 16 عاماً سببها تواجدها على الاراضي العراقية ، ولذا فان طريق الخلاص من الفتن والازمات الخانقة لا يتم الا برحيلهم وان كل محاولات بقائهم ستبوء بالفشل على صخرة صمود وتلاحم ابناء العراق الغيارى على وحدة واستقلال بلدهم.