kayhan.ir

رمز الخبر: 116852
تأريخ النشر : 2020August02 - 21:14

رؤية الإمام السيستاني للاحتلال الأميركي


عمار الــولائي

كانت - ولا زالت- مرجعية الإمام السيستاني تتمتع بنظرة ثاقبة وبصيرة في تعاملها مع الاحتلال الأميركي منذ أن وطأت أقدام جنوده أرض العراق ، أرض علي والحسين والأئمة المعصومين والأنبياء والأولياء والعلماء والصالحين، فالإمام السيستاني كان أول من أطلق كلمة الاحتلال على العدوان الأميركي وذلك في بيانه الشهير إبّان استشهاد شهيد المحراب آية الله السيد محمد باقر الحكيم (ره).

وللإمام السيستاني موقف واضح من الاحتلال الأميركي يستند الى رأي فقهي لسماحته عبر تعريفه للغاصب( المحتل) حيث اعتبره عدواً شرعياً يحرم التعامل معه.

ويمكن تلخيص رؤية الامام السيستاني حول الاحتلال الأميركي من خلال بياناته الشريفة والتي جــاءت على الشــكل التالــي:

اولا / تحميل الاحتلال الأميركي جرائم الإرهاب والفوضى التي حدثت في العراق، حيث أكد سماحته في بيان له حول اغتيال شهيد المحراب :

(ونحن إذ نستنكر هذه الأعمال البشعة نحمّل قوات الاحتلال مسؤولية ما يشهده العراق من انفلات في الأمن وتزايد في العمليات الإجرامية)

ثانيا/ الاحتلال الأميركي يهدف الى تدمير الدولة العراقية من خلال المماطلة في عدم ضبط الحدود وجعلها ممراً للإرهابيين حيث قال سماحته:

(إننا في الوقت الذي نحمل فيه قوات الاحتلال مسؤولية ما يُلاحظ من التسويف والمماطلة في ضبط حدود العراق ووضع المتسللين... الخ)

ثالثا/ تسويف الاحتلال الأميركي في تدريب قوة أمنية عراقية بعد حلّه للجيش العراقي حيث قال سماحته:

(يُلاحظ على الاحتلال الأميركي التسويف والمماطلة في عدم تعزيز القوات الوطنية المكلفة بتوفير الأمن وتمكينها من العناصر الكفوءة وتأمين احتياجاتها من الأجهزة والمعدات اللازمة للقيام بواجبها)

رابعا/ الاحتلال الأميركي يهدف الى تشريع دستور أميركي غريب على العراق حيث قال سماحته:

(بعد اقرار ما يسمى بـ (قانون الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية) ستكون الجمعية الوطنية القادمة مكبلة بقيود كثيرة لا تسمح لها باتخاذ ما تراه مطابقاً لمصلحة الشعب العراقي ، حيث أملى عليها مجلس غير منتخب هو مجلس الحكم الانتقالي وبالتنسيق مع سلطة الاحتلال قانوناً (غريباً) لادارة الدولة في المرحلة الانتقالية ، كما أملى عليها - وهو الأخطر - مبادئ وأحكاماً وآليات معينة فيما يخص كتابة الدستور الدائم واجراء الاستفتاء عليه .

خامسا/ الاحتلال الأميركي يهدف الى فرض إرادته وسحق إرادة العراقيين ، وهذا ما أكده سماحة الإمام السيستاني في رسالة عاجلة الى أعضاء مجلس الأمن الدولي من أجل التدخل لوقف قرارات الاحتلال الأميركي الخطيرة بفرض إرادته حين قال سماحته:

(ان هذا (القانون) الذي وضعه مجلس غير منتخب وفي ظل الاحتلال وبتأثير مباشر منه يقيّد الجمعية الوطنية المقرّر انتخابها في بداية العام الميلادي القادم لغرض وضع الدستور الدائم للعراق .

وهذا أمر مخالف للقوانين ويرفضه معظم أبناء الشعب العراقي ، ولذلك فان ايّ محاولة لاضفاء الشرعية على هذا (القانون) من خلال ذكره في القرار الدولي يعدّ عملاً مضاداً لإرادة الشعب العراقي وينذر بنتائج خطيرة ).

سادساً/ أكد الإمام السيستاني في بيان له إثر زيارة رئيس الوزراء العراقي آنذاك أنه لا استقرار للعراق ولا إعمار ولا نجاح إلا بإعادة السيادة الوطنية وتطهير العراق من مخلّفات وترسّبات الاحتلال الأميركي حيث قال سماحته:

(إن على الحكومة الجديدة ان تعمل كل ما في وسعها في سبيل استعادة سيادتها الكاملة على البلد سياسياً وأمنياً واقتصادياً وغير ذلك، وعليها أن تسعى بكل جدّ لازالة آثار الاحتلال)

ســابعاً/ وصف الإمام السيستاني الاحتلال الأميركي بانهصانع الطائفية والفتن وحذر من مخطط الغرباء الخطير في تمزيق وحدة الشعب العراقي حيث قال سماحته:

(ولقد كنت ـ ومنذ الأيّام الأولى للإحتلال ـ حريصاً على أن يتجاوز العراقيّون هذه الحقبة العصيبة من تاريخهم من دون الوقوع في شرك الفتنة الطائفية والعرقية, مدركاً عظم الخطر الذي يهدّد وحدة هذا الشعب وتماسك نسيجه الوطني في هذه المرحلة, نتيجة لتراكمات الماضي ومخططات الغرباء الذين يتربصّون به دوائر السوء ولعوامل أخرى).

ثامنـاً/ الإرهاب والفتن الطائفية نتائج الاحتلال الأميركي، حيث قال سماحته بعد تفجير المرقدين العسكريين عليهما السلام :

(لقد أراد المجرمون التكفيريون الذين ارتكبوا ذلك الاعتداء الآثم أن يجعلوا منه منطلقاً لفتنة طائفية شاملة في العراق ، ظناً منهم أنها تقرّبهم من تحقيق أهدافهم الخبيثة في هذا البلد العزيز ، و ذلك بعد أن عجزوا عن إشعال نار الفتنة فيه لأزيد من عامين منذ بدء الاحتلال).

تـاسعــاً: العراق لن يكون منصة لحروب الاحتلال الأميركي: كان الإمام السيستاني واضحا في حديثه الى مبعوثة الامم المتحدة انه يرفض رفضا قاطعاً أن يكون العراق منصة للأذى على دول الجوار وهذه إشارة واضحة الى حديث ترمب بجعل العراق منصة لمراقبة ايران وسوريا وأن المواقف أعلاه الواضحة للإمام السيستاني تشير -بما لا يدع مجالا للشك- أن الولايات المتحدة الأميركية هي سبب الفوضى والدمار والإرهاب التكفيري والفتن وأنه لا خيار للعراق الا بطرد الاحتلال الأميركي والتخلص من آثاره ومخلّفاته وكما قال سماحته وعلى لسان ممثله السيد أحمد الصافي في خطبة الجمعة، 10/ 1 / 2020:

( يجب أن يكون العراق سيد نفسه ولا دور للغرباء في قراراته) في إشارة الى أميركا.