kayhan.ir

رمز الخبر: 115536
تأريخ النشر : 2020July11 - 20:29

مجلس حقوق الانسان وانتصار ايران الرمزي

التقرير الذي رفعته المحققة الاممية "انييس كالامار" الى مجلس حقوق الانسان وصفت ما اقدمت عليه اميركا باغتيال مسؤول حكومي كبير في ايران (الشهيد سليماني) وهي دولة ذات سيادة وعلى أرض دولة أخرى ذات سيادة بانه "خطوة مغايرة للقانون الدولي وهي جريمة قتل تعسفية تتحمل الولايات المتحدة الاميركية المسؤولية عنها بموجب القانون الدولي لحقوق الانسان". وتضيف "كالامار" ان عملية الاغتيال غير مسبوقة في النزاعات المسلحة، أمر يجب التوقف عنده. فما خرجت به المحققة الاممية من استنتاجات وهي جهة محايدة ولا منحازة، لا ترتبط باية علاقة مع ايران لا دينيا ولا قوميا ولا ثقافيا تؤكد مظلومية الشهيد سليماني وبقاء قضيته حية مهما تقادم الزمن وفي نفس الوقت تؤكد على تمادي الولايات المتحدة وخطوتها الاجرامية في اغتيال الشهيد سليماني وتحمل تبعاتها.

وما حصل من أدانة بالاجماع في مجلس حقوق الانسان وجه صفعة وأن كانت معنوية للادارة الاميركية حيث لم تاخذ أية دولة في العالم وحتى أقرب حلفائها الغربيين بوجهة نظرها وادعاءاتها الزائفة بان الشهيد سليماني كان يخطط لضرب أهداف أميركية وهذا ما يؤكد عجز واشنطن في أقناع الاخرين.

ان الادانة الصريحة والاجماعية لمجلس حقوق الانسان أكد بلا شك أن قضية اغتيال الشهيد سليماني اصبحت قضية عالمية وان جسدت عالميتها منذ لحظات الاولى لاغتياله عبر التشييع المنقطع النظير له في العراق وايران ومواساة شعوب العالم والدول المتحررة بدءاً بمنطقتنا وحتى اميركا اللاتينية ورفع صوره في كل مكان من هذه المعمورة.

ان الادانة الجماعية لمجلس حقوق الانسان لعملية الاغتيال الجبانة أكدت عزلة الولايات المتحدة الاميركية وعجزها لتوجيه الرأي العام العالمي والمؤسسات الدولية والحقوقية كما كانت تفعل سابقاً عندما كانت تجعل من هذه المنظمات مرتعا للتآمر على الدول الاخري التي ترفض املاءاتها.

ولا يختلف عليه اثنان ان اميركا المعجونة على الغدر والارهاب والقتل وهذا اعترف به بومبيو يوم تسلم رئاسة وكالة الاستخبارات الاميركية قال في احدى مقابلاته بالحرف الواحد "نحن نكذب ونقتل ونسرق" وهذا دليل دامغ على الاعتراف بالنهج الاميركي الخبيث والمكشوف للتعامل مع دول العالم حيث الكذب بات شعار اميركا الاول واما الانقلابات والاغتيات السرية التي نفذتها في مختلف دول العالم وآخرها وبالطبع ليست الاخيرة الصريحة والعلنية الذي تبنته وتباهت به هو اغتيال الشهيد سليماني وهو أمر غريب لم يعتاد عليه العالم حيث تجسد الارهاب الحكومي بعينه، واما عمليات السرقة ونهب ثروات العالم فامر لا غبار عليه وهم يتبجحون علنا كحلب السعودية وأمثالها والسطو على النفط السوري وسرقته وهذا ما تفوه به ترامب بكل وقاحة.

أميركا الفاقدة للانسانية والاخلاقية والمبادئ لا تلتزم بأية معايير قانونية او حقوقية بل ان نهجها الدائم هو الترويج لقانون الغاب حيث تعتبر نفسها دولة استثنائية وفوق القانون وعلى العالم ان يرضخ لها، لكن العالم تغير اليوم واصبح متعدد الاقطاب ويرفض العنجهية والغطرسة الاميركية وعزلتها في الوسط العالمي دليل على ذلك.

وعلى أية حال فقد سجلت ايران حول قضية اغتيال الشهيد سليماني بمجلس حقوق الانسان أنتصارا رمزيا ومعنويا في محاكمة أخلاقية للولايات المتحدة أمام العالم وان كان ذلك لا يلزم اميركا بعقاب، الا اذا ما صدر مثل هذا القرار من مجلس الامن الدولي الذي يتعذر اليوم صدوره بوجود "الفيتو".