kayhan.ir

رمز الخبر: 115250
تأريخ النشر : 2020July06 - 21:51

إنما الفتى من قال ها أنذا


حسين شريعتمداري

حضر وزير الخارجية ظريف الجلسة العلنية لمجلس الشورى الاسلامي الاحد الماضي، مستعرضا اداء وزارة الخارجية، فاشار الى مسائل وموضوعات تتقاطع في استعراض بعضها مع الواقع على الارض، 180 درجة.

فاعتبر ظريف الكثير من اجراءات وزارته مدعومة من قبل سماحة قائد الثورة، وقد عالجنا في العنوان الاصلي للصحيفة (كيهان بالامس) مدى الهوة بين ادعاءات ظريف والحقائق على الارض، من هنا سنتطرق في مقالنا الاتي جوانب اخرى. لنقرأ!

1 ـ فان اعتبر السيد ظريف اداء وزارته يستحق الدفاع، فلماذا لا يهم بالدفاع عن نفسه باستحضار ادلة مقنعة؟ واذا قيم اداء وزارة الخارجية بغير الناجح فلماذا ينسبه لمساحة القائد؟! اي بالضبط نفس الاسلوب الذي لطالما استعان به رئيس الجمهورية "روحاني" لتبرير فشل الحكومة!

2 ـ وفيما لا أؤيد ما وجهه بعض نواب المجلس لظريف من تقريع، ونسبوا له الكذب، الا ان تاكيد سماحة القائد على شجاعته وصدقه لا يدلل على مدى موفقية اداء وزارة الخارجية، اذ ان بامكان شخص ان يكون مؤمنا وصادقا وحتى شجاعا ولكن في نفس الوقت يكون غير موفقا في تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه، على سبيل المثال، ان يتم خداعه بسهولة، كما شهدنا ما جاءت به اميركا من الاعيب ومكر خلال التفاوض مع فريقنا النووي حتى البست على الفريق اتفاقا نوويا لا مكاسب فيه بعنوان (خطة العمل المشترك) الكارثي. فعلى سبيل المثال ـ وهو انموذج لعشرات غيرها ـ شدد سماحة القائد عام 2015، على ان الغاء العقوبات بعد تنفيذ الاتفاق لهو خدعة اميركية، الا ان السادة في الفريق النووي قدموا كل المكتسبات وفي المقابل رضوا بان تلغى العقوبات آجلا، فكانت النتيجة ليس لم تلغ العقوبات وحسب بل اضيفت عشرات غيرها! مما تسبب عدم التفات فريقنا المفاوض واخذهم بتحذيرات سماحة القائد، فعلت اميركا ، بكل سهولة، برنامجها الكيدي ضد فريقنا المفاوض الشجاع والصادق! اي كذلك لم يعملوا بنصيحة القائد بان لا ينخدعوا بابتسامة العدو، وحصل ما لم ينبغ ان يحصل! وهكذا تنصل السادة عن تنفيذ شروط القائد الاحدى عشر التي وضعها في معرض الاستعداد للتوصل للاتفاق، فبأي من هذه الشروط التزم السادة، كي يسجلوا فشلهم وعجزهم على حساب سماحة القائد؟!

اناشدك يا سيد ظريف، لماذا لا تقول ان سماحة القائد قد اعلن صراحة انه غير متفائل بالمرة بالتفاوض مع اميركا، وانه قلق من خداعها وحيلها؟! واعتبرتم توقيع "جون كيري" ضمانة لصحة الاتفاق! والم يقل سماحته "لم اكن مؤمنا بخطة العمل المشترك بالشكل الذي تم التوصل اليه، وهذا ما قلته لرئيس الجمهورية ووزير الخارجية"؟ فلماذا لا تصرحون بما قاله سماحة القائد لكم؟! و...

3 ـ كما وقال ظريف "انا لم افش بشؤون الداخل للخارج قط"! وبالطبع نحن لا نعتقد ان السيد ظريف قد تنصل عن مصالح البلد، وكنت قد صرحت في حوار مع "واشنطن بوست" اننا لا نستبدل شعرة من ظريف بجميع اعضاء الفريق المفاوض 5+1، إلا انه وللاسف الشديد، وخلال سفره لنيويورك للمشاركة في الاجتماع التاسع والستين للجمعية العمومية للامم المتحدة في اكتوبر 2014، قد صرح لقناة PBS التلفزيونية الاميركية، لدى مقر لجنة العلاقات الخارجية الاميركية، وفي معرض رده على سؤال المراسلة (هاله اسفندياري ـ جاسوسة السي آي ايه ـ) والتي قالت:

"هل ان الفشل في المفاوضات النووي سيؤثر على السياسة الخارجية لايران"؟ فاجاب ظريف:

"دون شك هو كذلك، اذ اننا بدأنا نهجا نهدف من خلال تغيير اجواء السياسة الخارجية لبلدنا. فان لم تثمر هذه الجهود رغم مساعينا للتعامل، فسيحصل الشعب على فرصة الى 16 شهرا قادمة حين تبدأ الانتخابات البرلمانية في ايران، اذ سيصوتون على ادائنا (بمشاركتهم في الانتخابات)... والان كذلك هنالك من لا يرغبون التوصل الى اي اتفاق... وأرى، ان عليهم ان يتمحصوا جيدا في نقل الرسالة التي يريد المجتمع الدولي لاسيما الغرب ايصالها لايران...

واعتقد ان الشعب الايراني سيعبر عن رايه عن طريق صناديق الاقتراع"!

ايها السيد ظريف! ما علاقة الانتخابات البرلمانية في ايران باميركا، اذ تقول أنه اذا لم يصل الاتفاق لنتيجة، فان منافسيك السياسيين في ايران سيهيمنون على المجلس؟! اليس تصريحك هذا بجر الشؤون الداخلية لايران الى الدول الاجنبية، وبالاخص اميركا؟!

ايها السيد الظريف! لقد كنت قبل ذلك، حين كان السيد روحاني الامين العام لمجلس الامن القومي في حكومة الاصلاحيين يتفاوض مع الجانب الغربي، وهو ما نشر فيلمه بعد سنوات، كنت قد قلت لرئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية "البرادعي"؛ "ان الكثير من مرشحي رئاسة الجمهورية ينتفعون من فشل المفاوضات. فهم لا يرون نجاحا في هذه الحوارات.

وهم من جانب آخر اصحاب نفوذ كبير. ان حيثية الاوروبيين والمفاوض الايراني قد سلبت في ايران"!

فلماذا تعتبر الانتخابات الرئاسية في ايران متشابكة مع "حيثية الاوروبيين والمفاوض الايراني"؟! فكيف نوفق بين هذه الامثلة مع ادعاء سيادتك حين تقول "انا لم أفش الشؤون الداخلية الى الخارج قط"؟!

4 ـ وحول تاييد ـ بالطبع بشروطها ـ سماحة قائد الثورة المعظم للحكومة والفريق المفاوض ينبغي ان نقول ان سماحته قد دعم ومازل جميع الحكومات ولكنه في نفس الوقت يعلن عن رايه بشكل عام واحيانا بشكل خاص لرجال الدولة، وانه من البداهة بمكان وهو امر طبيعي، على سبيل المثال، حين غادر فريقنا النووي للتفاوض، اعتبر تضعيفه تضعيفا للنظام ويتسبب في ان يستغل الاعداء ذلك. فسماحته يقدم التوصيات الضرورية والتحذيرات اللازمة، ولكن لاجل تقييم النتائج ينبغي مقارنة ما تم انجازه مع ما كان يعنيه سماحته واعلن عنه رسميا، واذا لم تكن المقارنة متعادلة الكفين، فلا ننسب النتائج لسماحته حسب ما يحكم به المنطق والعقل والعلم. فيقول سماحته بهذا الخصوص:

"بالطبع لديكم الاذان والعيون.هلا تراجعوا الرسالة التي دونت. وانظروا كيفية المصادقة على خطة العمل المشترك وتحت اي ظروف. فان لم تطبق تلك الشروط فليس القائد مكلفا ان يقول لا اسمح بالتوصل لخطة العمل المشترك. وارى ان القائد لا يتدخل في الشؤون التنفيذية، الا ان يكون الامر متعلقا بمسار الثورة بشكل عام. انا لم اكن اؤمن بخطة العمل المشترك بالشكل الذي تحقق وتم التوصل اليه، وهذا ما اخبرت به رئيس الجمهورية ووزير الخارجية".

واخيرا فان سماحة السيد، والمراد، والزعيم والعزيز، وروح ما يقرب من مليار مسلم ومئات الملايين من المضحين في انحاء العالم. فينبغي اخذ الحيطة والحذر في حفظ هذا الذخر الالهي الذي يتعلق بجميع المظلومين والمحرومين في العالم لاسيما وهو الامل والملاذ للامة الاسلامية جمعاء.