kayhan.ir

رمز الخبر: 114889
تأريخ النشر : 2020June30 - 21:23

لبنان صخرة تتهشم عليها المؤامرات


اميرحسين

تزامنا مع الضجة التي افتعلتها السفيرة الاميركية "شيا" في بيروت للاساءة الى لبنان وانتهاك سيادته والاكثر وقاحة تهديد شعبها بالتجويع الجماعي أو نزع سلاح المقاومة بهدف جر البلد إلى محور الانبطاح العربي، فجأة وبعد سكوت دام سنوات متوالية يقرر العدو الصهيوني وبدون مقدمة العمل على التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة المتنازع عليها البلوك 9 وهذا الامر بالنسبة للبنان وحكومته وشعبه ومقاومته خط أحمر وقد اعلن الرئيس العماد ميشال عون أمس أمام زواره في قصر بعبدا ان "لبنان لن يسمح بالتعدي على مياهه الاقليمية المعترف بها دوليا في بلوكات النفط والغاز خاصة البلوك 9."

فالمشهد الخلافي وتضارب المصالح في شرق المتوسط هذه المرة هو من بوابة الغاز ولن ينحصر بترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة بل هو ابعد من ذلك حيث تمتد تجاذباته بين الدول المطلة على هذا الحوض. فتركيا التي تمددت الى السواحل الليبية وسط تناقضات ومنافسات مكشوفة تبحث عن مصالحها في هذه الدولة تزيد الامور تعقيدا.

كل هذه الدول تبحث عن شركاء واتفاقيات تنظم حصصها في هذا المجال. فالصراع ليس محصورا بلبنان والكيان الصهيوني بل تعدى الى "اسرائيل" وتركيا وقبرص ومصر واليونان لمد انابيب الغاز، لذلك ليس من السهل فض الخلافات بينها بهذه السرعة. وما أدل على ذلك المنتدى الذي شكل مطلع العام الماضي في شرق المتوسط بعضوية كل من مصر و"اسرائيل" وقبرص مع اليونان والاردن وفلسطين وايطاليا واستبعد منه كل من سوريا ولبنان وتركيا التي تكلفها شراء الغاز سنويا 43 مليار دولار.

وما يهمنا في هذا المجال ولابد من تسليط الاضواء عليه هو الاطماع الصهيونية بالثروات اللبنانية والعمل على سرقتها في وضح النهار بدعم اميركي مكشوف حيث صرح مسؤول اميركي وبوقاحة اكبر خاصة بعد التصريحات الفجة والمشينة للسفيرة الاميركية ضد لبنان وشعبه ومقاومته التي هزمت مشاريعهم، بان "ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل ستكون معها بحبوحة اقتصادية للبنان. تأتي هذه المعادلة الشريرة في سياق عقوبات التجويع للسفيرة "شيا"، لاستكمال الضغوط الاميركية القصوى على لبنان وهذا الامر لم يترك ادنى شك بأن التواطؤ الاميركي الصهيوني للالتفاف على لبنان ونهب ثرواته امر مبيت ومتفق عليه لان من مصلحة الطرفين فرض المزيد من الضغوط عليه ودفعه الى المحور الاميركي وابعاده على محور المقاومة الذي هو شوكة اليوم في عيونهم بل وسيبقى الصخرة الصماء التي تتهشم عليها المخططات الخبيثة لاعداء لبنان والمنطقة.