kayhan.ir

رمز الخبر: 114887
تأريخ النشر : 2020June30 - 21:12

رؤية تحليلية لمخطط إشعال الفتنة بين الحشد الشعبي وجهاز مكافحة الارهاب


المراقب الكعبي

المعلومات الأولية عن تسلسل الأحداث: اقدم جهاز مكافحة الإرهاب بأوامر من قبل الكاظمي في ليلة الجمعة بتاريخ ٢٠٢٠/٦/٢٦،٢٥ على اعتقال مجموعة من المجاهدين في كتائب حزب الله من مقرهم في منطقة الدورة وسبب الاعتقال.. بأنه جاء ردا على قصف السفارة الأميركية او غير ذلك من الحجج والمبررات التي تم ذكرها لاحقا ولاسيما في بيان العمليات المشتركة.

وبعد تنفيذ العملية شهدت الساحة العراقية ولاسيما الأمنية منها توترا كبيرا نتيجة الذي حدث ما بين الحشد الشعبي وجهاز مكافحة الإرهاب.

وعلى إثر ذلك نددت الكثير من قيادات الحشد الشعبي وفصائل المقاومة بالعملية وطالبت بإطلاق سراح العناصر الموقوفة بشكل عاجل.

واستطاعت كتائب حزب الله من شل حركة المنطقة الخضراء وعلى إثر ذلك التوتر تدخلت وساطات سياسية لأجل إنهاء حالة التوتر ما بين الكتائب والجهاز، وبالفعل حل هذا التوتر نتيجة ضغط قوة كتائب حزب الله والوساطات السياسية و تم إخلاء سبيل المجاهدين الذين تم اعتقالهم من قبل جهاز مكافحة الإرهاب.

علما ان العملية تمت بجهد استخباري من قبل شعبة الصياد الماهر قبل يومين من تنفيذها، كما أن الكاظمي استعان بالقوات الأميركية في تنفيذ استطلاع جوي قبل ثلاثة أيام من تنفيذ العملية.

اما الاستطلاع الميداني فتم بإمرة المدعو رائد يحيى وهو ضابط في قسم الاستخبارات ومسؤول التواصل المشترك مع قوات التحالف وهو ممثل استخبارات جهاز مكافحة الإرهاب لدى قوات التحالف.

أهداف العملية :

١- كما هو معلوم أن منطقة ( عرب جبور والبوعيثه) هي من المناطق الزراعية السنية ، وهي من الناحية الجغرافية تتصل باللطيفية والبحيرات وجرف النصر شمال بابل،كما أن هذه المنطقة تحتوي على مطار محيط بجنوب بغداد.

وتحتوي مناطقها الزراعية على طرق نيسمية يمكن من خلالها تسهيل عملية دخول وخروج الارهابيين دون التعرض لهم.

نتيجة هذه الأهمية الجغرافية عمل الحشد الشعبي ولاسيما كتائب حزب الله على التواجد فيها لحفظ سلامة وأمن بغداد.

وهذا الأمر ازعج الأميركان مما جعلهم يحيكون المؤامرات الواحدة تلوى الأخرى ضد الحشد الشعبي ولاسيما كتائب حزب الله، نتيجة وجودهم الذي شل حركة الارهابيين واوقف دخولهم إلى بغداد من خلال طرقها الزراعية. لذا صدرت الأوامر إلى الكاظمي بضرورة اختلاق قصة ربما صدقها البعض من السذج بضرورة مداهمة المقرات التابعة لكتائب حزب الله في تلك المنطقة التي اعاقت تنفيذ المشروع ومحاولة ايجاد الثغرات الأمنية داخل تلك الطرق الزراعية حتى يتمكن أذناب وعملاء أميركا من تنفيذ مخططاتهم الارهابية نحو بغداد.

٢- ربما تكون العملية برمتها مناورة أمنية تهدف إلى زرع أجهزة متطورة للتجسس في المنطقة ولاسيما المقر الذي تم مداهمته حتى يتم مراقبة ومعرفة كافة تحركات الحشد الشعبي ولاسيما كتائب حزب الله ومعالجة تلك التحركات لاحقا بما ينسجم والرغبة الأميركية.

٣- يهدف مخططو العملية إلى خلق تباين في الأفكار المكوناتية، وكأنما يريدون أن يقولوا انهم يدافعون عن المجتمع السني والمؤشر على ذلك هو أن المعسكر يقع ضمن الخريطة الجغرافية السنية لأجل كسب ود المكون السني لاسيما في المفاوضات العراقية، الأميركية لصالحهم وللضغط على الحشد الشعبي بضرورة الخروج من المناطق السنية ولاسيما هذه المنطقة أو غيرها.

٤- العملية تهدف الى استهداف الثقل العسكري الأهم لشيعة العراق و كسر هيبتهم أمام الجميع باعتبارهم اقوى واشرس فصيل مقاوم لمخططات وأهداف الأميركان في العراق، وبالتالي جعل جميع فصائل المقاومة في العراق تحت الضغط النفسي وغيره بأن الأميركان لا يخشون أي فصيل مقاوم مهما كانت قوته العسكرية هذا من جهة، ومن جهة أخرى يحاول الكاظمي بهذه العملية أن يضغط على كتائب حزب الله لكي تقلل أو تتراجع عن اتهامه بجريمة اغتيال قادة النصر على داعش الحاجين سليماني والمهندس.

ه- العملية هي بالون اختبار لمعرفة رد الفعل والتهيئة للقيام بعمليات مماثلة لاحقا تكون أكثر اتساعا.

٦-عملية المداهمة التي تمت من قبل جهاز مكافحة الإرهاب تهدف الى تحويل نظر الراي العام العراقي الى قضية اخرى نتيجة ما تعاني منه حكومة الكاظمي من أزمات اقتصادية وصحية وأمنية وهي عاجزة عن إيجاد حلول واقعية لها، وبالتالي فالعملية هي محاولة للتغطية على فشلها في حل تلك الأزمات التي تعصف بالبلاد.

٧- العملية امر مدبر لعدة اهداف ومنها جس نبض بقية الفصائل والجهات المؤثرة في المشهد العراقي لان البعض من تلك الجهات لديه وجهات نظر تختلف مع قيادة الكتائب في بعض القضايا، وبالتالي العملية جاءت لهذا الهدف مع الأهداف والغايات الأخرى التي يسعى لها الطرف الأميركي مع الكاظمي في هذه المرحلة بالذات، ولكن قيادة كتائب حزب الله فهمت هدف العملية وتعاملو معها بكفاءة عالية جدا وافشلوا مفاعيل قوتها الانية.

٨- تهدف العملية إلى إضعاف الحشد الشعبي ولاسيما كتائب حزب الله من القواعد الشعبية غير المؤدلجة التي تتأثر بالإعلام الأصفر الذي سيعمل على بث سمومه نحو تلك القواعد الشعبية، بأن الكتائب قوات متمردة وهي لا تحترم القانون ولا تمتثل لقرارات الحكومة وإنما هي جهات تتحرك بوحي إرادتها دون التزام بالقوانين الحكومية.

رسائل العملية :

١- أراد الكاظمي القول من خلال تلك العملية بأنه ماض في استخدام كافة الوسائل والأدوات سواء كانت أمنية او عسكرية أو غيرها مع كافة الجهات التي تريد الخروج عن إيقاعات حكومته ومشروعها.

٢- ترسيخ قناعة ذهنية مفادها أن الكاظمي ومن يقف وراءه يمتلكون الكثير من الاوراق في أحداث أو خلق الفتن بين الحشد والمؤسسة الأمنية، وهم أيضا يستطيعون تحقيق ما يسعون إليه، لذلك جاءت العملية في هذا الاطار لاسيما وانهم كانوا يخططون لكي تكون ردود الفصائل والحشد الشعبي اتجاه العملية من خارج السياقات والإجراءات الحكومية حتى يتمكنوا من إثارة الراي العام العراقي ضد الحشد الشعبي وفصائل المقاومة بأنها كيانات غير منضبطة ولا تلتزم بمرجعياتها الإدارية وهي تاتمر بأوامر الأطراف الإقليمية.

٣- الإعلان عن إشراك القوات الأميركية في عملية المداهمة رسالة مقصودة بأن حكومة الكاظمي مازالت بحاجة إلى وجود تلك القوات، وعلى جميع الجهات السياسية وغيرها الرافضة لوجود هذه القوات بأن قراراهم القاضية بخروج تلك القوات لن يتحقق لحاجة الحكومة لهم ولاسيما لاحقا في تنفيذ كل تفاصيل مشروع ٢٠١٩/١٠/١ المتفق عليه بين كافة الأطراف المعدة له وأدواتها.

٤- التلويح لكافة القوى السياسية وفصائل المقاومة بأن الكاظمي مدعوم أميركيا وهو رجل مشروعهم في العراق، وأن قوات الاحتلال الأميركي ستكون حاضرة لمساعدته ومساندته في تنفيذ المخطط الذي تم إعداده لأجل ضرب الحشد الشعبي، وعلى الجميع أن يعي أن الأميركان حاضرون لمواجهة من يقف بوجه الكاظمي ومشروعه.

٥- ارسل الكاظمي إلى كافة القوى السياسية الشيعية وكذلك إلى قيادات الحشد الشعبي أن عرى التفاعل بين الحشد الشعبي وفصائل المقاومة وجهاز مكافحة الإرهاب قد فصم ولم يعد بالإمكان ترميم تلك العلاقة بين تلك الأطراف.

التوصيات:

١- بعد تنفيذ عملية المداهمة يفضل لكافة قوى فصائل المقاومة ولاسيما كتائب حزب الله ان تجري تغييرات جوهرية في هيكل الاتصالات واجهزتهم وأن تكون لهم عدة مراكز للقيادة الميدانية مع توفير الاحتياطات التنظيمية والأمنية لكافة المؤسسات التابعة لهم.

٢- ضرورة التنسيق والاتصال ما بين كافة فصائل المقاومة في العراق والعمل على توحيد خطابهم الأمني والسياسي والتعبوي لاسيما في الوقت الراهن ومستقبلا.

٣- الافضل لاعلام فصائل المقاومة عدم الانجرار وراء الاخبار الجانبية ولاسيما تلك المُتداولة حول تكليف اشخاص بمناصب عسكرية وحكوميه غير مؤكدة لان يوجد تضخيم في تسويقها من قبل بعض المواقع والقنوات لاجل التغطية على فضيحة الكاظمي الاخيرة مع الحشد الشعبي المقدس وفصائل المقاومة.

٤- فضح محاولات الكاظمي إعلاميا بتشويه صورة الحشد الشعبي من خلال سيل الاتهامات التي تنطلق من جيوشه الالكترونية.

٥- التركيز على عدم قدرة الكاظمي في مواجهة التدخلات الخارجية في الشأن العراقي ولاسيما الاجتياح التركي لشمال العراق وهروبه من مواجه ذلك الاجتياح، والتعويض عنه بالدخول في مهاترات داخلية لكي يغطي على فشله في هذا الملف وغيرها من الملفات الأخرى.

٦- الضغط على هيئة الحشد الشعبي بضرورة إصدار بيان توضيحي لبيان ملاسبات العملية وما تم خلالها حتى يتضح لدى الرأي العام العراقي كافة تفاصيل العملية وبالتالي يتم تفويت الفرصة على من يريد اتهام الحشد الشعبي وفصائل المقاومة بأنها مجموعات مسلحة خارجة عن القانون تريد أن تحارب الدولة وتعمل على استهداف مؤسساتها.

٧- يفضل أيضا أن يكون هناك بيان صادر من كتائب حزب الله يوضح فيه كيف ان الكاظمي يعمل جاهدا على إيجاد و خلق صراع بين المؤسسات الحكومية ولاسيما الأمنية منها لأجل غايات وأهداف معينة،مع إيضاح تفاصيل العملية التي تمت مؤخرا. والتركيز على أن كتائب حزب الله ليست لديها مشكلة مع القوات الأمنية والعسكرية العراقية بل إنها ترفض استخدام توظيف الصلاحيات بما ينسجم والرغبة الأميركية لاسيما عندما يتم تسخير جهاز أمني ضد مؤسسة حكومية أخرى قاتلت الإرهاب وحققت المفاخر لكل العراقيين.

٨- ضرورة الاتصال بالنجف الاشرف وشرح وتفسير ما حدث بكافة تفاصيله حتى يكونوا على إطلاع تام بمجريات العملية التي تم تنفيذها من قبل أميركا والكاظمي في استهداف الحشد الشعبي وفصائل المقاومة لزعزعة الاستقرار في العراق.

٩- يجب أن تكون هناك استدامة إعلامية إحترافية ولاسيما في إبطال حجج ومبررات المداهمة من قبيل إيجاد التقارير ذات المحتوى الاحترافي التخصصي للمكان الذي تمت مداهمته وبيان طبيعته للرأي العام العراقي عموما والشيعي خصوصا.

١٠- يرجح أن يكون للمكتب السياسي لكتائب حزب الله تواصل وتنسيق مع بقية القوى السياسية الشيعية ولاسيما ذات التمثيل السياسي والحكومي ، القريبة منها في التوجهات لكي يكون غطائها السياسي داخل مجلس النواب حاضرا نحو توجهات الحكومة المدفوعة الثمن.