kayhan.ir

رمز الخبر: 114841
تأريخ النشر : 2020June29 - 20:48

السفيرة الاميركية حصدت ما لا تتوقعه


منذ ان حطت السفيرة الاميركية "دوروثي شيا" أقدامها القذرة الارض اللبنانية قبل عدة أشهر لا تكاد تنقطع تصريحاتها النارية المشينة للشعب اللبناني ومقاومته الأصيلة التي رفعت لبنان الى قمة الاقتدار والشموخ والعزة والرفعة وهزمت العدو الصهيوني وجيشه الذي لا يقهر، الذي عجز العرب مجتمعين عن هزيمته ولم تكتف المقاومة الاسلامية بقيادة حزب الله بهذا الانجاز العظيم بل ساهم بشكل فعال في افشال جميع المشاريع الاميركية وادواتها في المنطقة منذ حرب تموز المجيدة 2006 وحتى اليوم وهذا ما شكل عقدة وانتكاسة كبيرة لاميركا التي لم تتورع في حياكة الدسائس والمؤامرات لاستهداف هذا الحزب والانتقام منه كلما سمحت لها الفرصة.

اميركا وبماهيتها الاستكبارية والسلطوية معجونة على الحقد والكراهية ضد كل تحرري في العالم، فاما ان يخضع لها واما ان يصنف في خانة الاعداء والارهاب وليس هناك تصنيف ثالث. فمحور المقاومة واحد اضلاعه الرئيسية حزب الله هو من يقطع الطريق على اميركا لازاحة لبنان من محيطه المقاوم وجره لمحور الانبطاح العربي ودفعه لتأييد صفقة القرن المتعثرة التي اصبحت خلف ظهورنا.

وما ادلت به السفيرة الاميركية "شيا" في بيروت مؤخرا تعكس تماما نظرة الادارة الاميركية ومدى وقاحتها واستخفافها بالشعب اللبناني وسيادته الوطنية خلافا لكل الموازين والاعراف الدولية التي تمنع صراحة التدخل في الشأن الداخلي للدول الاخرى، لكن السفيرة الاميركية بلغت بها الوقاحة لدرجة فظة هددت الشعب اللبناني بالعقاب الجماعي وهذا هو الارهاب الاقتصادي بعينه، فأما المجاعة وأما سلاح المقاومة وهي خطوة تحريضية مكشوفة تهدد الامن والسلم الاهلي في لبنان وتدفع الى الفتنة والفوضى وهذا ما دفع بالقاضي اللبناني "محمد مازح" ليلجم السفيرة الاميركية ويوقفها عند حدها لئلا تستمر في غيها وتغرق لبنان في اتون أزمة هي في غنى عنها، لكن غباء وحماقة الادارة الاميركية وساستها الحاليين ومنها هذه السفيرة التي تنفذ ما يملى عليها جرت عليهم المزيد من الويلات والكراهية من قبل الشعب اللبناني وشعوب المنطقة التي تكشفت أمامها حقيقة الماهية الخبيثة الاميركية في فرضها للعقوبات الجماعية وتجويع شعب بأكمله لمجرد خلافه مع طرف لبناني.

فالخطأ التاريخي الذي ارتكبته واشنطن عبر سفيرتها في بيروت جعلها تدفع ثمنا باهظا لهذا التصرف المشين حيث استدعى وزير الخارجية اللبناني بشخصه وليس الوزارة السفيرة الاميركية ليبلغها احتجاج الدولة اللبنانية الرسمي على تصريحاتها المشينة للشعب اللبناني وسيادته.

هذا على الصعيد الرسمي اما على الصعيد الشعبي الذي ارادت السفيرة تأليبه على الوضع وتحميل حزب الله مسؤولية ما تقدم عليه دولتها الجائرة من جريمة بشعة في تجويع الشعب اللبناني حصدت نتائج عكسية حيث وحدت الشارع اللبناني باستثناء الادوات الذين كانوا اكثر وقاحة من السفيرة بانتهاك السيادة اللبنانية وقد تجمعت القوى الوطنية ونشطاء من المجتمع المدني في لبنان امام مبنى وزارة الخارجية في فترة استدعائها احتجاجا على التصريحات المشبوهة والمسيئة للبنان وشعبه ومقاومته، ناهيك عن انها ارادت بحماقتها حشرت الادوات اللبنانية في موقف لا يحسد عليه.

الموقف الرسمي و الشعبي الموحد كان رسالة صريحة وبليغة يجب ان تفهمها الادارة الاميركية بان الشعب اللبناني شعب واع واصيل يتقن فرز العدو من الصديق ولا يقبل الوصاية من احد وهو على دراية تماما من أن مقاومته في موقع من القوة والاقتدار بحيث لا يتجرأ العدو الصهيوني ولا اميركا التي تجازف من أجل حماية هذا العدو بكل ما تملك، المس بلبنان وسيادته على أرضه ومياهه وهذا ما سيؤكده المستقبل لنا كوضوح الشمس في رابعة النهار.