kayhan.ir

رمز الخبر: 113642
تأريخ النشر : 2020June06 - 20:33
معهد بروكينغز يقر بأن قتل السود عنصرية ممنهجة وخطيئة أميركا الأصلية..

الاحتجاجات الشعبية الغاضبة تتصاعد في أميركا وسط معارضة البنتاغون لزج الجيش وبدء انسحابه من المدن

طهران - كيهان العربي:- تتواصل الاحتجاجات الأميركية لأسبوعها الثاني، بموجة تظاهرات شعبية حاشدة غاضبة تنديداً بالتمييز العنصري وبوحشية الشرطة.

ونظمت تظاهرات حاشدة أمس السبت ومنها في واشنطن، حيث شارك فيها عشرات آلاف الأشخاص. فيما نزل عشرات الآلاف الى الشوارع في أنحاء أميركا لليوم العاشر على التوالي من التظاهرات المناهضة للعنصرية.

ونظمت أمس السبت في ريفورد بكارولاينا الشمالية، مراسم تكريم لجورج فلويد الأميركي ذو البشرة السوداء، الذي قتل على يد رجل أبيض داس على رقبته حتى الموت، مما أدى إلى الاحتجاجات في شتى الولايات والمدن الأميركية.

وتأتي هذه المراسم، في الولاية التي ولد فيها، في أعقاب مراسم أولى أجريت في مينيابوليس يوم الخميس.

وأثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب مزيداً من الجدل مع حديثه يوم الجمعة، عندما تحدث في كلمة له حول "أرقام التوظيف الإيجابية لشهر أيار/مايو" والتي اعتبرها انجازاً و"يوم عظيم" لفلويد، مضيفاً أن "آمل أن ينظر جورج الى الأسفل الآن ويقول إن هذا شيء رائع بالنسبة لبلدنا.. هذا يوم رائع بالنسبة له. إنه يوم رائع بالنسبة للجميع".

ووصف المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن، تصريحات ترامب بأنها "بصراحة حقيرة"، وقال "كلمات جورج فلويد الأخيرة -لا أستطيع أن اتنفس- ترددت في أنحاء أمتنا وفي أنحاء العالم". وأضاف في تغريدة "أن يسعى الرئيس لينسب له كلاماً لم يقله أمر حقير صراحة".

وحمّل "بايدن" منافسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مسؤولية تفاقم الأزمة في البلاد، معتبراً أن ترامب "غير مؤهل" بطريقة خطيرة لإدارة البلاد في هذه الأزمة.

واعتبر نائب الرئيس السابق باراك أوباما في خطاب "أن يحاول الرئيس وضع كلمات أخرى على لسان جورج فلويد، هو أمر بغيض بصراحة".

وأثار موقفه هذا انتقادات غير مسبوقة من جانب قادة سابقين في الجيش، بينهم وزير الدفاع السابق جيم ماتيس. واتخذ وزير الدفاع الحالي مارك إسبر مسافة من تلك التصريحات، معتبراً أنه لا يجب نشر الجيش.

بدورها كتبت رئيسة بلدية واشنطن "موريل باوزر"، عبارة "حياة السود مهمة" التي أصبحت شعاراً للاحتجاجات الأميركية ضد العنصرية، بأحرف عملاقة على الطريق المؤدي الى البيت الأبيض، قبيل وصول الحشود.

وأعادت "باوزر" تسمية هذه المنطقة خارج البيت الأبيض باسم ساحة "حياة السود مهمة"، وأزاحت الستار عن لوحة جدارية عملاقة بعد أن غردت برسالة دعت فيها ترامب إلى "سحب كل قوات الشرطة والقوات العسكرية التي نشرت بشكل استثنائي من مدينتنا".

وأوقف شرطيان في بوفالو بنيويورك، عن العمل بدون أجر، بعد أن ظهرا في مقطع فيديو شرطيان أنهالا بالضرب على محتج عمره 75 عاماً سقط وأصيب بجرح في رأسه.

وفي انديانابوليس، فتحت الشرطة تحقيقاً بعد نشر شريط فيديو يظهر 4 شرطيين على الأقل يضربون أمرأة بالهراوات ويرشونها بكرات الفلفل مساء الأحد.

واعلن مفوض الشرطة في نيويورك "ديرموت شي"، وقف شرطيان عن العمل في أعقاب "العديد من الحوادث المثيرة للاستياء"، أحدهما لدفعه امرأة وقعت أرضاً والثاني لإزالة القناع الواقي لرجل ورشه برذاذ الفلفل. والحادثان موثقان في تسجيل مصور.

وأطلقت حادثة مقتل فلويد، موجة من الاحتجاجات لم تشهد البلاد لها مثيل منذ اغتيال مارتن لوثر كينغ جونيور عام 1968.

وأمرت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) مساء الجمعة بسحب قوات الجيش التي تم نشرها من قبل في محيط العاصمة واشنطن وبعض المدن الأميركية، لمواجهة الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة وغيرها من المدن الأميركية.

وأصدر وزير الدفاع الأميركي "مارك إسبر" أوامر بإعادة القوات النظامية التي تم نقلها الى العاصمة واشنطن لمواجهة الاحتجاجات، الى قواعدها فورا.

وأوضح وزير الحرب الأميركي "رايان مكارثي" أن قوات من الحرس الوطني ستبقى على أهبة الاستعداد من أجل تقديم المساعدة.

وأشار "مكارثي" الى أن البنتاغون تلقى معلومات من السلطات أن عدد المشاركين في تظاهرات يوم السبت بلغ حوالي (200) ألف شخص بالعاصمة واشنطن.

كما أكد أن طاقم المروحية العسكرية التي كانت تحوم على علو منخفض فوق المحتجين في العاصمة يوم الاثنين الماضي تم إيقافه عن العمل، بانتظار نتائج التحقيق الجاري حول الواقعة.

وكان الرئيس الأميركي "ترامب" قد وصف في تغريدة على "تويتر" عمدة واشنطن موريل باوزر بأنها غير كفوءة، وليست مؤهلة لإدارة مدينة مهمة مثل العاصمة.

ويتبنى الرئيس الاميركي موقفا مشددا تجاه المتظاهرين قائلا إن بينهم الكثير من "الأشرار".

في هذا الاطار قال الجنرال الأميركي المتقاعد "جايمس ألين" رئيس "معهد بروكينغز"، أن حوادث مقتل السود على أيدي البيض عنصرية ممنهجة وخطيئة أميركا الأصلية.

وتناول "جايمس ألين" والذي كان قائدا لقوات حلف "الناتو" في أفغانستان- قضية مقتل جورج فلويد والمواطن الأميركي الآخر من أصول إفريقية "أحمد أربيري"، الذي قضى برصاص رجل أبيض في ولاية جورجيا في شباط/فبراير الماضي، وأكد أن هذه الحوادث هي عبارة عن عنصرية ممنهجة وأن العبودية هي خطيئة أميركا الأصلية، كما أضاف: بأن مؤسسي الجمهورية الأميركية وواضعي الدستور الأميركي لم يحلّوا موضوع العبودية وأن سفك الدماء الذي حصل خلال الحرب الأهلية الأميركية كذلك لم ينهِ العبودية.

وقال: إن أبشع آثار العبودية تستمر اليوم في الولايات المتحدة بأشكال مختلفة وإن الأحداث التي حصلت مؤخرا تجسد هذا الإرث المروع والوحشي.

وفي الاطار ذاته شهدت العديد من العواصم العالمية خروج تظاهرات في موجة من الغضب على وفاة "فلويد" واحتجاجا على العنصرية ضد الأقليات في بلدانهم.

وكانت أكبر التظاهرات في المانيا، حيث تجمع أكثر من عشرة آلاف شخص في فرانكفورت وهامبورغ، ورفع كثيرون أيديهم في الهواء وحملوا لافتات كتب عليها شعارات مثل "مصابكم مصابنا، معركتكم معركتنا".

وفي ساحة الطرف الأغر بالعاصمة البريطانية لندن، جثى العشرات على ركبة واحدة تضامنا مع فلويد وحركة الاحتجاج التي فجرها مقتله في عشرات المدن الأميركية.

وفي أستراليا، أظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مسيرة لمتظاهرين إلى مبنى البرلمان في كانبيرا، على الرغم من محاولات السلطات وقف التجمعات بسبب فيروس كورونا. ولفت الأستراليون الانتباه إلى سوء معاملة المواطنين الأصليين.

وتجمع متظاهرون نمساويون قرب السفارة الأميركية حاملين لافتات وشعارات مثل "لا توجد أعراق.. هناك فقط جنس بشري واحد"، بينما سمحت الشرطة في النرويج لآلاف الأشخاص بالاحتجاج على الرغم من أن السلطات قالت إن 50 فقط سيسمح لهم بذلك.

وفي كندا، خرجَ الآلاف من سكانِ مدينة مونتريال الى الشوارع، مطالبين بنصرةِ قضية فلويد. وتجمّع المحتجون أمام مقرِ شرطةِ المدينة للتنديدِ بالظلم العنصري ووحشية الشرطة بالولاياتِ المتحدة ومونتريال.

وانضمّ رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو الى آلاف المتظاهرين في احتجاجات مناهضة للعنصرية في أوتاوا، وظهر ترودو مرتدياً قناعاً أسود حيث جثى على ركبته الى جانب المحتجين، في لفتة تستخدم للاحتجاج على وحشية رجال الشرطة ومعاملة الأميركيين ذوي البشرة السوداء من قبل الشرطة.

من جهتها، حظرت الشرطة الفرنسية تظاهرات كان مقررا تنظيمها أمام السفارة الأميركية وفي الحدائق القريبة من برج إيفل في باريس.

وقبل أيام نزل فرنسيون أفارقة وعرب، بالإضافة الى جمعيات مناهضة للعنصرية، إلى شوارع باريس رفضاً لما وصفوه بـ "عنصرية الشرطة الفرنسية" بحق الأقليات الملونة.

وقدّرت الشرطة الفرنسية عدد المحتجين الذين تجمعوا بشكل أساسي أمام قصر العدل في جادة "كليشي" وسط العاصمة بأكثر من 20 ألفاً، فيما قدّر منظمو الاحتجاج العدد بنحو 40 ألفاً.

وفي استراليا شهدت تظاهرات في مناطق مختلفة من البلاد دعماً للأميركيين الأفارقة. ورغم إجراءات مواجهة كورونا، تم تقدير مجموع عدد المشاركين بخمسين ألفاً في مختلف نقاط التظاهرات.

وفي المكسيك شارك المئات في تظاهرة أمام السفارة الأميركية، وحاول المحتجون اجتياز السياج المعدني حول المبنى ورسموا على اللوحات الحديدية، رسوماً مناهضةً للعنصرية.

وفي نيوزيلندا، خرجت تظاهرات تضامناً مع الاحتجاجات في اميركا باتجاه مبنى البرلمان والسفارة الأميركية ورفعَ المتظاهرون لافتات تضامنية مع حقوق المواطنين السود بالولايات المتحدة. وفي أوكلاند شمال البلاد، تجمّع متظاهرون وسطَ المدينة قبل أن يسيروا باتجاه القنصلية الأميركية.

وفي بلجيكا، نظّم عشرات الناشطين المناهضين للعنصرية وقفة احتجاجية صامتة وسط العاصمة بروكسل للتنديد بما وصفوه باعتداءات الشرطة على الأميركيين من أصول أفريقية في الولايات المتحدة.

كما تظاهر الآلاف في العاصمةِ الهولندية أمستردام احتجاجاً على مقتل فلويد رافعين لافتاتٍ تُندد بعنف الشرطة الذي أودى بحياة فلويد ورددوا شعارات ترفض عنف الشرطة.