kayhan.ir

رمز الخبر: 113506
تأريخ النشر : 2020June01 - 21:31
في ظاهرة لم تشهدها الولايات المتحدة منذ عام 1968إثر إغتيال القس "مارتن لوثر كينغ"..

انتفاضة الشعب الاميركي العارمة تجاوزت التمييز العنصري لتوجه سهامها الى النظام الرأسمالي



*الاحتجاجات تعم 75 مدينة اميركية وإعلان حالة الطواريء وفرض حظر التجوال في أكثر من 30 منها

* مسؤولون أميركان: الاحتجاجات في شوارعنا تحيد بنا عن القضية الحقيقية، وهو قتل السود العزل في أميركا

* نانسي: وفاة المواطن جورج فلويد عملية "إعدام" وليس دفاعا عن النفس، لقد قتلوه على الهواء ولا يمكننا إنكارها أو تأهيلها

* أعتقال 735 متظاهراً في مانهاتن السفلى ولوس أنجلس وإصابة المئات من المتظاهرين وقوات الشرطة

* موظّفو "الخدمة السرية" ينقلون "ترامب" الى مخبأ تحت الأرض إثر تصاعد الاحتجاجات حول البيت الأبيض

* المتظاهرون الأميركان يقومون بإسقاط تماثيل متعددة تم نصبها في عدة مدن لأشخاص عُرفوا بميولهم العنصرية

* البنتاغون: وحدات للشرطة العسكرية وضعت في حالة تأهب لتتمكن من التدخل إذا احتاج الأمر، خلال مهلة أربع ساعات

* رئيس معهد "بروكينغز": حوادث مقتل السود على أيدي البيض عنصرية ممنهجة وخطيئة أميركا الأصلية

كيهان العربي - خاص:- تشهد أكثر من 75 مدينة أميركية إحتجاجات ضد التمييز العنصري التي تسلكها السلطات الأميركية ضد المواطنين الملونين خاصة السود منهم، والتي تصاعدت موجتها منذ مجيء "دونالد ترامب" الى البيت الأبيض.

ففي الأيام الستة الاخيرة، فرض رؤساء بلديات أكثر من 30 مدينة أميركية حظر التجول، حيث يعد المرة الأولى التي يتخذ فيها هذا العدد من المسؤولين المحليين في وقت متزامن مثل هذا الإجراء لمواجهة الاحتجاجات المدنية منذ سنة 1968، إبان الاحداث التي أعقبت إغتيال القس "مارتن لوثر كينغ".

وحولت الاحتجاجات التي تنظم على نطاق واسع ليالي المدن الأميركية الى ”ليلة للنار والغضب” مع إشتداد التوتر والاصطدامات في عشرات المدن الأميركية.

وأضرمت النيران في سيارات الشرطة والمباني الحكومية، وتم تحطيم النوافذ، وتطلق قوات الشرطة والأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على الدوام دون جدوى لردع المتظاهرين.

ففي واشنطن العاصمة، تم تخريب المباني الفيدرالية واندلعت الاشتباكات بين عناصر جهاز المخابرات والمتظاهرين خارج البيت الأبيض. واندلع حريق هائل في مبنى متعدد الطوابق على مرمى حجر من المجمع الرئاسي.

ودارت اشتباكات بين الشرطة الأميركية والمتظاهرين أمام البيت الأبيض في واشنطن، إثر إضرام بعضهمُ النيران في منطقة قريبة منه، هذا وتواصلت الاحتجاجات في عدد من المدن منها مينيابوليس ونيويورك ولوس أنجلوس وغيرها.

أما في كاليفورنيا، فقد أعلن حاكم الولاية جافين نيوسوم حالة الطوارئ وقام بنشر الحرس الوطني في لوس أنجلس بعدما احتدمت المواجهات العنيفة وتحولت الى مشاهد للنهب في منطقة التسوق بوسط المدينة. كما أضرمت النيران في السيارات والمباني. وفي نيويورك، نزل عشرات الآلاف من المتظاهرين الى الشوارع لليوم الخامس على التوالي، مما أدى الى عرقلة حركة المرور وإحراق سيارات الشرطة خلال المسيرات المتزامنة التي شهدتها مختلف أرجاء المدينة.

وكشفت الشرطة الأميركية عن اعتقالها أكثر من 345 متظاهراً يوم الأحد، وإصابة 33 من ضباط الشرطة بجروح، فضلا عن تخريب أو إحراق 47 سيارة للشرطة ونهب أزيد من عشرة محلات تجارية في مانهاتن السفلى.

ودخلت هذه الاحتجاجات أمس يومها السابع منذ وفاة جورج فلويد أثناء اعتقاله. وكان مقطع فيديو صوره أحد المارة قد أظهر ضابط شرطة أبيض ، تم في مابعد تسريحه ومتابعته بتهمة القتل من الدرجة الثالثة، جاثما بركبته على عنق الضحية فلويد لأكثر من ثماني دقائق فيما كان هذا الأخير يصارع من أجل التنفس.

وقال رئيس بلدية سانت بول، المدينة التوأم لمينيابوليس "ميلفين كارتر" إن ما تحتاجه مدينته لاستعادة النظام بعد أيام من الاحتجاجات ليس مساعدة عسكرية، "بل تطمينات بأن شخصا ما ستتم مساءلته عن وفاة فلويد.

بدورها حذرت عمدة أتلانتا "كيشا لانس بوتومز"، من أن تحجب هذه المواجهات الانظار عن ” الأسباب التي حركت الاحتجاجات”، وقالت: "بالأمس لم نتحدث عن جورج، كنا نتحدث عن سيارات شرطة تحترق في شوارعنا.. هذه الاحتجاجات والانتفاضات في شوارعنا تحيد بنا عن القضية الحقيقية. علينا أن نعود الى لب المشكل، وهو قتل السود العزل في أميركا".

بالتزامن، أعلن حاكم ولاية أريزونا فرض حظر للتجوال لمدة أسبوع، كما أعلن حاكم ولاية فرجينيا حالة الطوارئ واستدعاء الحرس الوطنيّ. فيما أكدت شرطةُ لوس أنجلس اعتقال نحو 400 شخص بتهم مختلفة.

وأعاد الرئيس الأميركيُّ دونالد ترامب نشر تغريدة لهُ على "تويتر" اتّهم فيها وسائل إعلام أميركية ببثّ أخبار مضللة أكثر من أيّ دولة أجنبية.

كما أعاد نشر تغريدة هدّد فيها باستخدام القوّة العسكرية اذا لم يكنْ حكامُ الولايات أكثر حزمًا في القيام بعملهم، مؤكداً أنّ حكومته ستُصنّفُ جماعة "أنتيفا" المناهضة للفاشية منظّمةً إرهابية.

إلى ذلك كشفت "نيويورك تايمز" أنّ موظّفي الخدمة السرية نقلوا ترامب الى قبو البيت الأبيض المُحصن (مركز عمليات الطوارئ)، وذلك مع تجمع المتظاهرين من أجل "جوروج فلويد" خارج البيت الأبيض.

وقال المرشّح الرئاسي الديموقراطي "جو بايدن"، إنّ الاحتجاج على ممارسات الشرطة الوحشية بعد قتل فلويد أمر صائب وضروريّ، معتبراً أن الإحراق والتدمير لا طائل منهما.

وأكدت وسائل اعلام أميركية، أن بعض مساعدي "ترامب" طلبوا منه الابتعاد عن تويتر، بينما كانوا يرسمون استراتيجية أكثر مراعاة للأزمة، ولكنه لم يستطع حيث كتب بعض التغريدات وبخ فيها الديمقراطيين لعدم تشددهم في مجابهة الاحتجاجات.

وقتل فلويد (46 عاما) خنقاً يوم الاثنين الماضي، بعد القبض عليه من قبل شرطة مينيابوليس، وازداد الغضب العام بعد ظهور مقطع فيديو يظهر ضابطا يجثو على عنقه.

في هذا الاطار قال الاتحاد الأمركي للحريات المدنية: الإرهاب تسمية سياسية في الأساس وقابلة لإساءة الاستخدام بسهولة..لا توجد سلطة قانونية لتصنيف مجموعة محلية ضمن قائمة الإرهاب.

من جانبها طالبت عمدة واشنطن "موريل باوزر" عبر حسابها على موقع "تويتر" فرض حظر التجوال على مستوى المدينة. في وقت أضرم محتجون النار في شارع قبالة البيت الأبيض ومبنى في ساحة لافييت في واشنطن.

من جانبها كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مقتل 5 أشخاص على الأقل في أعمال عنف منذ اندلاع الاحتجاجات في ولايات أميركية مختلفة. مشيرة الى إخماد حريق بالطابق السفلي من كنيسة "سانت جون" قرب البيت الأبيض تزامناً مع الاحتجاجات. وقالت: لقد تم إحراق عدد من السيارات في مناطق محيطة بالبيت الأبيض واحتجاجات متواصلة على مقتل "جورج فلويد".

أما قناة "فوكس نيوز" فقد نقلت عن مسؤول أميركي: قوله، أكثر من 50 عنصراً من جهاز الخدمة السرية أصيبوا بجروح مساء الأحد في واشنطن.

وكتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الغضب من مقتل رجل أسود أسفر عن اندلاع أسوأ اضطرابات مدنية منذ عقود في مدن أميركية.

وقد بدأ المتظاهرون الأميركان بإسقاط تماثيل متعددة تم نصبها في عدة مدن لأشخاص عُرفوا بميولهم العنصرية، ومنهم تمثال "إدوارد كارماك" في مدينة ناشفل بولاية تينيسي الأميركية، وهو سياسي وصحفي سابق يؤمن بتفوّق العرق الأبيض على الأعراق الأخرى.

وقتل 3 أشخاص آخرين برصاص الشرطة في مدينة إنديانابوليس الأميركية، فيما أصيب 5 آخرون يوم الأحد، وفق ما نقلته قناة "فوكس نيوز” الأميركية.

وتشهد العديد من المدن الأميركية صدامات بين المتظاهرين وقوات الشرطة، رغم فرض حظر للتجول في محاولة لتهدئة الغضب الذي انفجر في البلاد بعد قتل أحد أقفراد الشرطة متعمداً المواطن الأميركي ذي البشرة السوداء "جورج فلويد".

في هذا الإطار أعلن البنتاغون أن وحدات للشرطة العسكرية وضعت في حالة تأهب لتتمكن من التدخل إذا احتاج الأمر، خلال مهلة أربع ساعات.

وتم نشر 2500 شرطي وجندي من الحرس الوطني أضافي وفرض منع للتجول في مينيابوليس، حيث يتفاقم الوضع في المدينة التي شهدت عمليات نهب وإضرام حرائق عمدا.

من جانبها وصفت "نانسي بيلوسي" رئيسة مجلس النواب وفاة المواطن "جورج فلويد" بأنها "إعدام"وأنها لم تكن دفاعا عن النفس.

وقالت "رأيناها جميعا، لذلك لا يمكننا إنكارها أو تأهيلها".. لذا يجب تحقيق العدالة ».

واكدت بيلوسي، إن "جورج فلويد"، المواطن الأمريكي الأفريقي الذي توفي بعد اعتقاله العنيف في مينيسوتا ، "قتل" على يد ضباط قسم شرطة مينيابوليس.

وقالت بيلوسي في تصريحات صحفية بمبنى الكابيتول "رأينا ذلك على شاشة التلفزيون .. لقد قتلوه على شاشة التلفزيون."

ودعت بيلوسي إلى إجراء تحقيقات مختلفة في وفاة فلويد في مسارها. وشددت أنه يجب محاسبة الضباط جنائياً.

وقالت بيلوسي إن هناك كل أنواع التعبيرات عن القلق ، ولكن ليس فقط التعبيرات عن القلق ، تخطط لاتخاذ اجراءات لمواجهة هذه الظاهره.

واشارت على وجه التحديد إلى التشريع ، الذي ترعاه النائبة فريدريكا ويلسون ، لإنشاء لجنة اتحادية جديدة من شأنها تقييم وضع الرجال الأمريكيين من أصل أفريقي في جميع أنحاء البلاد ، مع تصاميم لتحسينه.

وأظهر مقطع فيديو التقطه أحد المارة فلويد مستلقيا في الشارع ووجهه مضغوطًا في الرصيف وركبة أحد الضباط على عنقه وفلويد يصرخ "رجاء، لا يمكنني التنفس".

في هذا الاطار أكد رئيس معهد "بروكينغز" الجنرال الأميركي المتقاعد "جايمس ألين"، أن حوادث مقتل السود على أيدي البيض عنصرية ممنهجة وخطيئة أميركا الأصلية.

وتناول "ألين" الذي كان قائدا لقوات حلف "الناتو" في أفغانستان- قضية مقتل جورج فلويد والمواطن الأميركي الآخر من أصول إفريقية أحمد أربيري، الذي قضى برصاص رجل أبيض في ولاية جورجيا في شباط/فبراير الماضي، وأكد أن هذه الحوادث هي عبارة عن عنصرية ممنهجة وأن العبودية هي خطيئة أميركا الأصلية، كما أضاف بأن مؤسسي الجمهورية الأميركية وواضعي الدستور الأميركي لم يحلّوا موضوع العبودية وأن سفك الدماء الذي حصل خلال الحرب الأهلية الأميركية كذلك لم ينهِ العبودية.

وختم الكاتب بالقول إن أبشع آثار العبودية تستمر اليوم في الولايات المتحدة بأشكال مختلفة وإن الأحداث التي حصلت مؤخرا تجسد هذا الإرث المروع والوحشي.

وتفيد آخر التقارير من الشارع الاميركي بلونيه الاسود والابيض قد تجاوز مسألة التمييز العنصري وبدأ يتحدث عن بوادر الثورة ضد النظام الرأسمالي اساس الفساد والقمع والفاقد لابسط قواعد العدالة والمعمق للامساواة الصارخة في المجتمع الاميركي الذي يعاني من عدم تحقيق العدالة لعقود متوالية بل حتى لقرون من ظلم اسس النظام الاميركي وطغيانه وممارسة العنف المفرط وهذا ما شهده العالم اليوم بأم عينيه ولا يمكن لهذا النظام ان يتهرب من مسؤوليته المباشرة في القمع المفرط الذي يشهده المجتمع الاميركي.