kayhan.ir

رمز الخبر: 113371
تأريخ النشر : 2020May30 - 20:55
الشرطة تقتل متظاهراً بمدينة ديترويت، والاضطرابات مستمرة لليوم الرابع على مقتل جورج فلويد..

الاحتجاجات تصل واشنطن وتجتاح عشرات المدن الأميركية والبيت الأبيض يغلق أبوابه

واشنطن - وكالات انباء:- سارعت قوات الخدمة السرية في الولايات المتحدة قرارا، بإغلاق البيت الأبيض بسبب الاحتجاجات خارج البوابات على مقتل جورج فلويد.

وتظاهر آلاف الأشخاص مساء الجمعة خارج البيت الأبيض تعبيراً عن غضبهم بعد مقتل مواطن أسود خلال قيام الشرطة بتوقيفه واستخدامها العنف في ذلك.

وأكد متحدث باسم البيت الأبيض، أن الاحتجاجات بسبب مقتل الأميركي جورج فلويد وصلت العاصمة واشنطن، ما أدى إلى إغلاق البيت الأبيض، وفقا لوكالة "يو إس إيه توداي” الأميركية، كما أغلقت أبواب غرف الإحاطة في البيت الأبيض، حيث توجد مكاتب للصحفيين، في حين منع ضباط جهاز الأمن السري أي شخص من الاقتراب الى مبنى البيت الأبيض، وكثيرا ما يغلق جهاز الأمن السري البيت الأبيض بسبب التهديدات الأمنية المتصورة، مثل الطرود أو الحقائب التي تُترك في مكان قريب، ولكن نادرا ما يتم إغلاق المبنى بسبب الاحتجاجات.

كما تم فرض حظر تجوّل في مدينة "مينيابوليس" بولاية مينيسوتا الأميركية لإعادة الهدوء الى المنطقة بعد اضطرابات أعقبت مقتل فلويد.

وخلال تجمّعهم أمام البيت الأبيض، طالب المتظاهرون بـ"العدالة لجورج فلويد"، ملوّحين بشعارات بينها "توقّفوا عن قتلِنا" و"حياة السود مهمّة".

وقال المدّعي مايك فريمان لصحافيّين إنّ "عنصر الشرطة السابق ديريك شوفين وُجّهت إليه تهمة القتل غير المتعمّد من قبل مكتب مدّعي منطقة هينبين" في إطار قضية جورج فلويد. لكنَّ هذا الإجراء جاء "متأخّرًا" بحسب عائلة فلويد التي اعتبرت أيضًا أنّه غير كاف.

وقالت العائلة في بيان إنّها تريد أن يتمّ توجيه "تُهمة القتل العمد مع سبق الإصرار" لذلك الشرطيّ. وأضافت: "نريد أن نرى اعتقال عناصر (الشرطة) الآخرين (المتورّطين)" في القضيّة.

وفي نيويورك، تجمّع عدة آلاف متظاهر للتّنديد بما حصل لفلويد على أيدي الشرطة، بينما تمّ إغلاق طريق سريع في دنفر.

اما في لويزفيل بولاية كنتاكي، دارت اشتباكات في الوقت الذي كان عدد من السكّان يُطالبون بالعدالة لبريونا تايلور وهي امرأة سوداء قتلتها الشرطة داخل شقّتها في آذار/مارس.

وفي الاطار ذاته تم استدعاء الحرس الوطني في ولاية جورجيا بعد تصاعد الاحتجاجات واعلان حالة الطوارئ في الولاية الاميركية هذه.

وقد تجاوزت مشاعر التعاطف حدود الولايات المتحدة، إذ شهدت وسائل التواصل الاجتماعي في العديد من البلدان دعوات إلى إحقاق العدالة في قضيّة فلويد.

وأثار مقتل فلويد أثناء توقيفه، اضطراباتٍ واسعة دفعت الحرس الوطني الأميركي الى نشر 500 من عناصره لإعادة الهدوء.

وتوفي فلويد الأميركي الأفريقي الأصل البالغ 46 عاما بعيد توقيفه على أيدي الشرطة للاشتباه بأنه كان يريد ترويج عملة ورقية مزورة بقيمة عشرين دولارا. وخلال توقيفه ثبته شرطي على الأرض واضعا ركبته على رقبته لدقائق. وقد سمع صوته على تسجيل فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يقول " من فضلك، لم أعد قادرا على التنفس"، ورغم تجمع حشد من المارة ومطالبتهم الشرطي بتركه وشأنه، إلا أن الأخير لم يصغ لهذه الدعوات، الى أن فارق "فلويد" الحياة.

وبعد يوم من الواقعة، كانت السلطات قد ألقت القبض على الشرطي "ديريك تشوفين"، بتهمة القتل من الدرجة الثالثة والقتل غير العمد، لتسببه في وفاة جورج فلويد (46 عاما) يوم الاثنين، كما أقالت السلطات الشرطي وثلاثة من زملائه شاركوا في الواقعة.

وأشعل المقطع المصور فتيل غضب يقول ناشطون في مجال الحقوق المدنية إنه يستعر منذ وقت طويل في منيابوليس وعدد من المدن في أنحاء البلاد بسبب التحيز العنصري (ضد السود) المستمر في نظام العدالة الجنائية الأمريكي.

ووجه المدعون في مقاطعة هينبين الاتهامات للشرطي بعد ليلة ثالثة من الحرق والنهب والتخريب أضرم فيها المحتجون النار في مركز للشرطة، مما استدعى نشر الحرس الوطني للمساعدة في إعادة النظام في أكبر مدن ولاية مينيسوتا. وكانت السلطات تأمل أن يؤدي اعتقال الشرطي إلى تهدئة الغضب العام ووقف الاضطرابات المستمرة. لكن في تحد لحظر التجول الذي فرضه رئيس بلدية المدينة، جيكوب فراي، اعتبارا من الثامنة مساء، اشتبك نحو 500 متظاهر مع شرطة مكافحة الشغب مجددا مساء الجمعة أمام أحد مراكز الشرطة.

وفي وقت لاحق تجمع حشد قرب مركز آخر للشرطة، التي استخدمت أيضا الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية لفض التجمهر ما أدى الى إصابة العشرات.

وقال مايك فريمان، ممثل الادعاء لمقاطعة هينبين إن أحد الأدلة الرئيسية في القضية هو المقطع المصور الذي ظهر فيه الشرطي تشوفين وهو يتعامل مع فلويد بعنف. واضاف أن التحقيق مستمر مع تشوفين الذي قد يحكم عليه بالسجن 25 عاما في حالة إدانته، مشيرا الى أن ممثل الادعاء قد يوجه اتهامات للضباط الثلاثة الآخرين الذين كانوا برفقته.

وأعلن حاكم ولاية مينيسوتا حالة الطوارئ واستدعى الحرس الوطني للولاية. كذلك أعلن البنتاغون أنه يعتزم نشر الشرطة العسكرية في المدينة بعد أعمال النهب والحرق التي شهدتها.

هذا واعلنت شرطة مدينة "ديترويت" الأميركية أمس السبت، إن شخصا واحدا على الأقل قتل بعد إطلاق نار من قبل عناصرها على متظاهرين يحتجون على مقتل مواطن من أصول أفريقية.

وأدعت شرطة ديترويت، إن شخصا قتل في وسط مدينة ديترويت بعد أن أطلق شخص يستقل سيارة رياضية النار على حشد من الناس أثناء الاحتجاج على وفاة فلويد بولاية مينيسوتا.

وفي وقت سابق من مساء الجمعة أصيب قائد شرطة ديترويت بحجر وأُدخل المستشفى.

وكان رجال الشرطة، الذين كانوا يرتدون ملابس مكافحة الشغب، واجهوا المحتجين في ديترويت، بولاية ميتشيغان، وشكلوا خطوطا عبر الشوارع، بينما نفذوا عشرات الاعتقالات.

وتتواصل الاحتجاجات المنددة بما حدث لفلويد في انحاء الولايات المتحدة، تجمع الآلاف في نيويورك وبمدينة اتلانتا، فيما خرق المحتجون الغاضبون حظر التجول في مينيابوليس وتجمعوا في الشوراع حول مركز الشرطة، كما خرجت مسيرة ضد وحشية الشرطة في مدينة ديترويت، بالاضافة الى احتجاجات مماثلة في مدن اخرى.

وتضامناً مع الاحتجاجات، اكد الرئيس الاميركي السابق "باراك اوباما" ضرورة ألا يعتبر وفاة فلويد أمرا عاديا، فيما اتهم المرشح الديمقراطي المحتمل لانتخابات الرئاسة "جو بايدن" الرئيس ترامب بالتشجيع على العنف بعد تهديده باستخدام القوة لإنهاء الاحتجاجات في مدينة منيابوليس عقب مقتل شاب من أصول أفريقية.

وقال بايدن إن غضب الأميركيين من أصل أفريقي وإحباطهم وإنهاكهم "لا تنكر" وإن البلاد تحتاج الى مواجهة "جرحها العميق المفتوح" المتعلق بالعنصرية معتبراً أن ما تشهده أميركا أزمة وطنية تحتاج الى قيادة حقيقية لاجتثاث العنصرية المنظمة.

وامتدت الاحتجاجات الى عشرات المدن في عدة ولايات اميركية، تخللتها صدامات واسفرت عن اعتقال مئات المتظاهرين، وندد سياسيون وصحافيون بتغريدات للرئيس ترامب حرض فيها الشرطة على استخدام الرصاص في قمع المحتجين .

وامتدت الاحتجاجات إلى كولومبوس عاصمة ولاية اوهايو، حيث اقتحم المحتجون مقر الحكومة المحلية.

وفي قلب مدينة نيويورك، خرجت تظاهرة رفع خلالها المشاركون الشعارات المنددة بما وصفوه بالتمييز العنصري تجاه السود في أميركا. كما شهدت لوس انجلوس احتجاجات مماثلة وقطع متظاهرون حركة المرور في أحد الطرق السريعة وسط المدينة وهاجموا سيارات الشرطة وحطموا زجاجها .

الرئيس ترامب، بعد أن هدد وسائل التواصل الاجتماعي بالاغلاق، مغردا، اعتبر مايجري في مدينة مينيابوليس غيابا كاملا للمسؤولين، وفي تغريدة تحريضية أخرى أشار بأنه عندما تبدأ أعمال النهب والتخريب، يبدأ إطلاق النار، واصفا المحتجين بقطاع الطرق.

حاكم ولاية مينيسوتا علق على تغريدات ترامب التحريضة وقال انها لا تساعد في حل المشكلة مؤكدا ان الولاية ليست بحاجة الى اطلاق النار وتدخل الجيش .

ادارة تويتر وضعت إشارة "تمجيد للعنف" على تغريدة ترامب بشأن أحداث منيابوليس. مشيرة إلى أن التغريدة انتهكت قواعده إلا أنه لن يزيلها. بالتوازي، طلبت اللجنة القضائية بمجلس النواب الأميركي من وزارة العدل التحقيق في سوء سلوك ممنهج من جانب الشرطة، وذلك عقب موت عدد من الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية على أيديها.

من جهتها، نددت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، بمقتل فلويد بعد اعتقاله بوحشية من قبل الشرطة، داعية واشنطن إلى التحرك.

وطلبت كيلي شوفين زوجة ضابط شرطة مينيابوليس ديريك شوفين الطلاق من زوجها على خلفية قتله فلويد.

وقام متظاهرون أميركيون باحراق علم بلادهم احتجاجا على الجريمة العنصرية التي أرتكبها ضابط أبيض ضد رجل أسود يدعى جورج فلويد قبل ايام.

واحتشد مئات المحتجين بشارع "يو ستريت" أحد أهم الشوارع الحيوية بالعاصمة واشنطن، لإعلان رفضهم وإدانتهم للحادث.

وردد المحتجون هتافات من قبيل "العدالة وإلا لن يكون هناك استقرار"، كما رفعوا لافتات عليها عبارات تدين الحادث، وتطالب بتحقيق العدالة من قبيل "العدالة من أجل فلويد"، و"العدالة العاجلة"، و"حياة السود مهمة"، و"أوقفوا قتل الشرطة للسود".

وعقب ذلك، خرج المحتجون في مسيرة صوب البيت الأبيض وسط تدابير أمنية مشددة، حيث انتشرت أعداد كبيرة من أفراد الشرطة بمحيط المكان.

وسرعان ما وقعت مصادمات بين الشرطة والمتظاهرين الذين أقدم بعضهم على حرق الأعلام الأميركية، وحاول عناصر الأمن منعهم من الوصول إلى البيت الأبيض.