kayhan.ir

رمز الخبر: 113363
تأريخ النشر : 2020May30 - 20:52

احراق الاعلام دلالة فقدان النظام الاميركي لشرعيته

ليس مستغربا ان يكشف النظام الاميركي مع مرور الايام وتبدل الادارات المتوالية عن مكنوناته الارهابية وسطوته البشعة ليس ضد شعوب العالم فحسب بل حتى ضد شعبه لانه نظام بوليسي أسس على الارهاب وسفك الدماء، فماذا نتوقع من بلد أسس على تلال من جماجم سكانه الأصليين من الهنود الحمر، غير الذي شهده العالم خلال هذه الايام على مواقع التواصل الاجتماعي حيث يقترف الشرطي "تشوين" بشكل وحشي وهيستيري جريمة مروعة وهو يضغط بركبته على رقبة الضحية "جورج فلويد" ذو البشرة السمراء بمساعدة ثلاثة اخرين من ضباط الشرطة ومع ان الضحية استغاث 11مرة وهو يتوسل اليهم "انه لم يستطع التنفس" لكن الشرطي المجرم اصرّ على قتله بالدم البارد حتى فارق الحياة خنقاً. وبالطبع انها لم تكن جريمة الاولى بحق السود وقد سبق للشرطة الاميركية ان اقترفت عشرات الجرائم بحق السود لكن ما حدث عام 2014 ان اقترفت الشرطة نفس الجريمة وبنفس الاسلوب ضد اسود آخر بتهمة بيع سجائر مهربة.

هذه هي ثقافة القتل والارهاب باتت اليوم متأصلة في نفوس قطاع من الاميركيين ولو لا ممارسة النظام الاميركي في شنه للحروب والغزوات كما فعل في افغانستان والعراق ومن قبل في دول اميركا اللاتينية وفيتنام وجريمته الكبرى في ناكازاكي و هيروشيما اليابانيتين التي شكلت كارثة للعالم ولو لا كل هذه الجرائم والمجازر البشعة لما انتقلت هذه الروح الاجرامية والارهابية الى سائر عناصر الدولة، اما دعم واشنطن المفرط والاعمى للكيان الصهيوني المجرم المغتصب لارض فلسطين وقاتل اطفاله وكذلك دعمه المفتوح للدول الاستبدادية والدكتاتورية هو عامل اضافي لمعرفة الماهية الحقيقية النظام الاميركي المعجون على الارهاب وسفك الدماء والبطش بكل انواعه.

ورغم هذه الجريمة المروعة التي هزت الوجدان البشري واشعلت مواقع التواصل الاجتماعي في العالم بقيت السلطات الاميركية تتفرج لمدة ثلاثة ايام حتى طالت الاحتجاجات والاضطرابات مدينة مينابوليس وعشرات المدن الاخرى التي شهدت الحرائق في الاموال الخاصة والعامة وكذلك اعلان حالة الطوارئ واستدعى الحرس الوطني والشرطة العسكرية الى المدينة، فتفاقم الامور وانتقال الاحتجاجات الى الولايات الاخرى ومنها جورجيا التي اعلنت فيها حالة الطوارئ وكذلك واشنطن التي اضطرت الى اغلاق ابواب البيت الابيض وهذا ما دفع بالادارة الاميركية ان تشعر بخطورة الموقف وتفاقم الاوضاع الى الاسوأ مما اوعزت الى السلطات القضائية في المدينة بفصل الشرطة الاربعة واعتقال الجاني الاصلي بتهمة القتل من الدرجة الثالثة أي القتل غير العمد وهذه اشارة الى انه سيبرئ لاحقا كما برئ الشرطي الذي قتل المواطن الاسود عام 2014.

اي نظام وحشي هذا الذي يريد ان يحكم العالم، فالساحة الاميركية تشهد لليوم الرابع على التوالي احداثاً خطيرة قد تكون مقدمة لانهيار الولايات المتحدة الاميركية فتغريدة الرئيس ترامب على "تويتر" بفتح النار على المتظاهرين بصفتهم "بلطجية وقطاع طرق" قد يفتح الباب على المجهول لكن ترامب وامثاله من المجرمين يصنفون امثال هؤلاء في العراق وايران على انهم ثوريين. فانتقال الاحتجاجات الى عشرات المدن الاميركية دليل على ان الشعب الاميركي سئم الحياة تحت نظام تعسفي ظالم لا يعرف غير ممارسة القوة والبطش، فالضحية الجديدة التي سقطت امس بنيران الشرطة الاميركية في ديترويت الهبت بالتاكيد الجماهير الاميركية التي قامت بخطوة خطيرة وغير مسبوقة في تاريخ الشعوب عبر احراقها لعلم بلادها وهذا دليل على رفضه النظام القائم واستبداله بنظام يقترب من العدالة ويحترم مشاعر الشعب الاميركي. واذا ما استمرت هذه الاضطرابات وسط عجرفة الرئيس ترامب وسلوكياته المنحطة فان اميركا في طريقها الى المجهول ومن الصعوبة جداً التكهن بمستقبل هذا البلد الذي تنبؤ الامام الخميني (قدس سره) بانهياره في القرن الحالي.