kayhan.ir

رمز الخبر: 112463
تأريخ النشر : 2020May12 - 20:04

ايران؛ السند الاكبر للشعب الفلسطيني وقضيته


لا شك ان مصادقة مجلس الشورى الاسلامي على اعطاء صفة "عاجل جدا" لمشروع قرار بشأن مواجهة اجراءات الكيان الصهيوني المضادة للسلام والامن الاقليمي والدولي، خطوة متقدمة اخرى لدعم القضية الفلسطينية وشعبها وبالذات فصائلها الاسلامية والوطنية الشريفة لاستعادة الحقوق والارض معا من النهر الى البحر، دون الاكتراث بمشاريع التسوية والخيانة التي انخرط فيها حتى بعض الساسة الفلسطينيين ناهيك عن الحكام العرب المنبطحين الذين كشفوا عن عوراتهم وعهرهم العلني في هذا الزمن بعد ان اختفوا لردح من الزمن خلف الشعارات المزيفة على انهم يقفون الى جانب هذه القضية.

وبما ان مشروع القرار هذا يكتسب اهمية كبيرة ويحتل اولوية في السياسات الايرانية الثابتة والمبدئية اعطي صفة "العاجل جدا" وصادق عليه المجلس بالاجماع لتفويت الفرصة على الكيان الصهيوني وعرقلة مساعيه الخبيثة لاستغلال الظروف الاقليمية والدولية لتامين مصالحه على حساب ايران.

مشروع القرار الذي يتضمن 14 مادة لمواجهة التوجهات الصهيونية واهدافها الحاقدة يؤكد على ان ارض فلسطين التاريخية هي للفلسطينيين الاصليين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود وبالتالي يطالب القرار حكومة الجمهورية الاسلامية في ايران على ان تتعاطى مع القدس الشريف كعاصمة ابدية موحدة لفلسطين على ان تصب وزارة الخارجية الاسلامية جهودها لافتتاح قنصلية او سفارة افتراضية لايران في القدس باعتبارها العاصمة الابدية لفلسطين.

فاتخاذ مثل هذه الخطوات الاستراتيجية التي تأتي في أطار دعم القضية الفلسطينية ليس بالامر الجديد على ايران فقد دابت منذ انتصار ثورتها الاسلامية بتبني القضية الفلسطينية رسميا والدفاع عنها في كافة المحافل الدولية ناهيك عن دعمها المالي والمعنوي وحتى العسكري للفصائل الفلسطينية المقاومة. فالشعب الايراني وبقيادة الامام الخميني (رض) كان له مواقف مبدئية واصيلة منذ ايجاد هذا الكيان الغاصب حيث خرج يومها عشرات الالاف من المتظاهرين في طهران احتجاجا على تاسيس هذا الكيان الغاصب ولا ننسى الفتوى التاريخية للامام بدفع الوجوهات الشرعية لدعم القضية الفلسطينية.

فالجيل الفلسطيني الذي فجر بالامس الانتفاضة بالحجارة يتسلح اليوم بدعم ايران الاسلامية الصواريخ المتطورة لمواجهة الاحتلال الصهيوني وانزال الضربات الماحقة به. فايران الاسلامية اليوم باعتراف الاعداء قبل الاصدقاء تحولت الى اكبر سند للشعب الفلسطيني وقضيته وهي تقود محور المقاومة والممانعة في التصدي للمشاريع الامبريالية والصهيونية في المنطقة والعالم وهذا نابع من التزامها بالواجب الاسلامي الذي يفرض عليها نصرة المظلومين والمستضعفين .. وبالطبع فان ايران وعبر تحديها للمشاريع الاستكبارية ومواقفها المبدئية تدفع فواتير باهظة تجسدت في التصدي للحروب التي فرضت عليها بشكل مباشر او غير مباشر وكذلك تحمل الضغوط والعقوبات المستمرة والحصار اضافة لافشالها لعشرات المخططات والمؤامرات التي دبرت ضدها ولو كانت دولة غير ايران لسحقت ولم يبق منها شيء. فايران في الواقع تدفع ضريبة مواقفها ولو اعلنت حياديتها في هذه القضية لرفع الغرب واميركا بالذات القبعة لها وسلمت بقدرتها النووية وهيمنتها على المنطقة ومقدراتها وهذا ما كان حاصل في زمن الشاه المقبور .