kayhan.ir

رمز الخبر: 110511
تأريخ النشر : 2020March10 - 20:40

لعبة الادوار بين اميركا وطالبان

مهدي منصوري

بررت اميركا غزوها لافغانستان واحتلالها لمواجهة ارهاب طالبان وحماية الشعب الافغاني من شرورها وحقدها، وفعلا قامت ببعض العمليات من خلال استهدافها في مناطق وجودها لتعكس صدق ماادعت به، ولكن لم تدم هذه المواجهة سوى عدة شهور حتى هدأت الاوضاع ولم تقم اميركا بأي عملية عسكرية في المناطق والمدن المتواجدة فيها وكأنه ان هناك اتفاق تم تحت الطاولة لان تبقى طالبان لليوم ليمكن الاستفادة منها في تحقيق اهداف اميركا المستقبلية بهذا البلد.

وفي الطرف الاخر نجد ان طالبان لم تتعرض للاميركان رغم ظهورهم للعلن في شوارع كابل وغيرها من المدن ولكن وجهت رصاص بنادقها وعبواتها الناسفة نحو الجيش والقوات الامنية والشعب الافغاني وقامت بعمليات عدة بالهجوم على معسكراتهم.

وقد برزت حقيقة الامر واضحة عندما انتقلت من حالة الحرب على طالبان الى الجلوس على طاولة المفاوضات معهم لاعطائهم دورا اكبر في الحياة السياسية الافغانية مما اسفر الامر الى اتفاق بعيد عن الحكومة الافغانية ولم تعلم تفاصيله الا فقرة واحدة وهو خروج القوات الاميركية من افغانستان مما عدته بعض الاوساط السياسية والاعلامية الافغانية انها لم تكن سوى لعبة تغيير الادوار، في هذا البلد،وذلك بان تقوم اميركا بسحب قواتها لكي تبقى طالبان هي البديل عن هذه القوات وان تكون الذراع القوي على تحقيق مصالح اميركا من خلال هيمنتها على القرار السياسي في هذا البلد.

ومن المستغرب في الامر ان طالبان وبعد ان تم الاتفاق مع اميركا اخذت تصدر تصريحات على لسان قادتها من ان وظيفتها ستقتصر على مواجهة الجيش والشرطة الافغانية وفعلا قامت بعمليتين ضد القوات المسلحة الافغانية والتي عكست بوضوح الدور الجديد الذي عليها ان تقوم به في هذا البلد، واللافت ان بعض الاوساط السياسية الافغانية اشارت الى عمليات طالبان ضد القوات المسلحة تهدف وبالدرجة الاولى الى الضغط على الحكومة الافغانية بالحصول على امتيازات اكبر في الحياة السياسية التي من المحتمل مشاركتها فيها خاصة وانها جاءت قبل المباحثات التي ستجري بينها وبين الحكومة الافغانية.

اذن نخلص للقول ومن خلال المعطيات على الارض ان خروج القوات الاميركية لا يمكن وضعه في اطار قدرة وقوة طالبان كما اشارت بعض الاوساط الاعلامية بل ان اميركا استطاعت ان تجد البديل لها في تحقيق اهدافها بهذا البلد، فلذلك وجدت من انه لا داعي لوجود قواتها خوفا من استهدافهم من قبل ابطال المقاومة الافغانية التي ترفض التواجد الاميركي والتي طالبت من خلال التظاهرات والاحتجاجات الشعبية الحكومة الافغانية بطردهم واخراجهم من بلدهم.