kayhan.ir

رمز الخبر: 109994
تأريخ النشر : 2020February29 - 00:29

لتتعقل تركيا


تتصاعد المواجهات في مدينة إدلب السورية مع انباء عن سقوط 29 جنديا تركيا قتلى بسبب تواجدهم وسط المجاميع الارهابية.

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي بات متوتراً وفي غاية الغضب بسبب قتلاه أخبر، وفي تصريح غير مسبوق، نظيره الروسي فلاديمير بوتين (بأن كل عناصر الحكومة السورية اصبحت اهدافا وسيتم ضربها؟!)

وفضلا عن ذلك فإنه هدّد اوروبا بالسماح لمليون مواطن سوري نازح بالعبور عبر الاراضي التركية الى بلدانها ابتغاء تحميلها مسؤولية الهزائم التي تكبدها ارهابيو جبهة النصرة والعصابات التكفيرية الاخرى نتيجة تقدم قوات الدولة الوطنية السورية وانتصاراتها في غرب حلب ومدينة ادلب والارياف التابعة لهما.

وبشكل عام يثير موقف الرئيس التركي العديد من التساؤلات عن مغزى اندفاعه المتشدد في دعم المجموعات الارهابية التي تستخدم النازحين السوريين دروعاً بشرية وذلك في خضم نتائج الاشتباكات والعمليات الحربية التي اصبحت لصالح القوات الحكومة السورية وهي تمارس حقها في بسط سيطرة الدولة على ادلب وضواحيها ومدينة حماة وريفها مثلما فعلت من قبل في مدينتي الرقة وحلب ، حيث حررتهما من العصابات الارهابية المسلحة .

في غضون ذلك تؤكد دمشق عبر البيانات الصادرة عن وزارة الدفاع السورية على حقها في التصدي لهجمات المجموعات الارهابية المدعومة بشكل مباشر من تركيا في كل الاراضي التي ترزح تحت سيطرة التكفيريين.

يتضح مما سبق بان تركيا غير متردّدة من تحويل المواجهات المتصاعدة في ادلب وريفها الى حرب دولية وهي تطلب من حلف الناتو دعماً لمواقفها اللامشروعة وهو ما يعني بان انقرة تسعى لاشعال المنطقة كلها للحيلولة دون فرض دمشق سيادتها على اراضيها واجوائها.

ولا يخلو الامر من سخرية اذا صدقنا التصريحات التركية بشأن النازحين السوريين وتسهيل عملية لجوئهم الى البلدان الاوروبية والغربية، لان الرئيس اردوغان معروف باستغلال الفرص في سبيل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، وان احداث مدينة ادلب هي مثال واضح للتفكير التركي الذي يسعى لتحقيق الارباح لفائدة حكومته.

ان سوريا هي الاولى بشعبها النازح في الحدود مع تركيا ولاشك في انّ لها برامجها لتاهيل مناطق الاشتباكات العسكرية بعد تحريرها من المسلحين والارهابيين وبالتالي فان دمشق التي تتمسك بثوابتها الوطنية هي احرص بكثير من انقرة في مضمار عودة النازحين الى ديارهم والعفو عن كل من لم تتلوث ايديهم بدماء ابناء الوطن.

اخيرا ننصح تركيا بالكف عن التدخل في الشأن السوري، والامتناع عن عرقلة عملية اعادة الامن والاستقرار والسلام وبسط السيادة على مناطق سوريا المحاذية لحدودها، كما ندعوها الى الجنوح للغة العقل والمنطق بدلا من اطلاق التهديدات الاستفزازية التي لن يستفيد منها سوى اعداء العالم الاسلامي ومن يضمرون الشر لمنطقتنا وشعوبنا.