kayhan.ir

رمز الخبر: 109640
تأريخ النشر : 2020February22 - 22:31

لاتهددونا ببندقية "فاتف" الفارغة


حسين شريعمتداري

بالامس وفي الوقت الذي يسطر فيه شعبنا ملحمة الانتخابات البرلمانية رغم كل الحرب النفسية التي مارستها الماكينة الاعلامية الاميركية والمتحالفين معها، تعلن "مجموعة مكافحة غسيل الاموال وتمويل الارهاب " وضع ايران ضمن قائمة الدول التي تجازف في علاقاتها التجارية والمالية والذي يصطلح عليها خطأ عنوان "القائمة السوداء".

وقد جاء في بيان مجموعة "فاتف" : الان وفي الوقت الذي فشلت فيه ايران بتنفيذ معاهدات "بالرمو" و" الدعم المالي للارهاب" والذي يتطابق مع معايير مجموعة "فاتف" فلذا ينبغي العمل على تنفيذ ايقاف التعامل المالي بصورة كاملة وتطالب اعضائها ان تقوم بنفس الدور بناء على ما نصت المادة 19 "، ولنا في هذا الموضوع حديث:

1 – يأتي قرار مجموع "فاتف" في وقت انه ومنذ مدة طويلة فان اكثر البنوك الغربية ليس بسبب رفض ايران لهذه المجموعة، بل خوفا من المقاطعة الاميركية امتنعت من التعامل المالي مع طهران. مع الاشارة حتى ولو ايران خضعت ووافقت على معاهدات بالرمو و"سي اف تي" فان المعاملات البنكية ستسمر. ولهذا السبب اعلن رئيس البنك المركزي السيد همتي ان "قرار اجتماع مجموعة "فاتف" لم تؤثر على علاقاتنا ونشاطاتنا المالية" مما يعني ان بندقية "فاتف" فارغة وخالية من الرصاص !

2 _ وعلى نفس المنوال قال وزير الخارجية ظريف حول موضوع اقرار مواد "بالرمو" و"سي اف تي" في مجلس الشورى الاسلامي ، "لا انا ولا رئيس الجمهورية يمكننا ان نعطي ضمانة من ان مشاكلنا ستحل فيما اذا وافقنا على اتفاقية حماية الاموال عن دعم الارهاب، ولكننا نستطيع ان نضمن انه وبانضمامنا الى اللائحة الاميركية ان تكون ذريعة مهمة لان تسبب في زيادة المشاكل والازمات لبلدنا".

لذا فان ماذهب اليه ظريف في تصريحاته غير المتزنة بان الملاك في قانونية بلدنا هو ازالة ذريعة اميركا، فان اساس ذريعة اميركا ضد بلدنا هو وجود الجمهورية الاسلامية، وهذه القصة لها حديث طويل .

3 _ ولمرة اخرى فلنقرأ نص بيان مجموعة "فاتف": في الوقت الحالي وفي حالة فشل ايران بتنفيذ معاهدات "بالرمو" و " توفير المال لدعم الارهاب" والذي يتطابق مع معايير"فاتف" فانها ستواجه من هذه المجموعة موقفا مضادا و..." وهو مايؤكد في البيان، ان معاهدات "بالرمو" و" توفير المال لدعم الارهاب" يؤكد على ماجاءت به اصول معايير "فاتف".

4 _ تعتبر ايران من احدى الدول الاساسية التي كانت ضحية الارهاب ولكن "فاتف" تؤكد واعلنت رسميا ان معاهدة "المواجهة مع الدعم المالي للارهاب" ترفض تعريف ايران للارهاب، ومن وجهة نظر "فاتف" تعتبر حزب الله لبنان، وحماس، والجهاد الاسلامي الفلسطينية، والحشد الشعبي في العراق ، والجيش الوطني السوري، وكل فصائل المقاومة بانها منظمات ارهابية، بالاضافة الى اعتبار حرس الثورة الاسلامية وقوات القدس ووزارت الامن ومؤسسة الاذاعة والتلفزيون الايرانية من ضمن المنظمات الارهابية، ووضعوا القائد الشهيد قاسم سليماني على رأس قائمة الارهابيين.

5 _ كلا المعاهدتين وعلى رغم ما تؤكده من حالة الاذلال قد تم اقرارهما من قبل مجلس الشورى! الا انه ومن حسن الصدف وبتدبير وبوعي مجمع تشخيص مصلحة النظام تم رفضهما، ومن هنا فان اصدار مجموعة "فاتف" وفي الوقت الذي تجري فيه الانتخابات التشريعية لابد ان يتم تقييمها من زاويتين :

ألف _ بناء على رفض ايران الصلب والقانوني لهاتين المعاهدتين، يمكن اعتبار بيان "فاتف" تقع ضمن عمليات الحرب النفسية للانتقام من الشعب الايراني الذي مزج حضوره الواسع بالهجوم على صناديق الاقتراع بحبه وذوبانه مع قائد القلوب، وهذا الامر يعكس ان اميركا والمتحالفين معها قد ادركوا وبوضوح انهم لابد ان يتلقوا الصفعة من قبل الشعب الايراني النبيل.

ب _ اوعدت مجموعة العمل المالي وفي ختام بيانها فيما اذا وافقت ايران على لوائح المجموعة فانها ستتقدم خطوة نحو تعليق اجراءاتها! مع الابقاء على توصيفها للمجموعات الارهابية! مما يعني ان اميركا وحلفائها قلقون من التوجهات الجديدة للمجلس القادم، نامل من بعض الذين لهم ميول غربية ولمرة اخرى وفي غطائهم الكاذب "للتعامل" ان لايعزفوا لصوت الاستسلام، ومن اليقين ان هذه المرة بعدم المعرفة والاطلاع لايمكنهم تبرير دعواتهم الى الذلة!