kayhan.ir

رمز الخبر: 109446
تأريخ النشر : 2020February18 - 21:31

الانتخابات صمام أمان البلاد


الشعب الايراني وكعادته طوال الـ41 عاما من عمر ثورته الاسلامية المباركة سيزحف الجمعة القادمة 23 شباط نحو صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليه للدورة الـ 11 لمجلس الشورى الاسلامي وهذه الانتخابات هي الانتخابات الـ 36 التي تجري في ايران بعد انتصار الثورة الاسلامية.

فاجراء الانتخابات بحد ذاته ليس معياراً للديمقراطية الحقيقية ففي الكثير من الدول تجري انتخابات صورية لأن مجرد أجراءها في أي بلد لا يعني ان نظام الحكم فيه قد خرج من مصاف الدول الشمولية واصبح نظاما ديمقراطيا دون ان يحدث أي تغيير في مواقع الحكم. فالانتخابات التي تتمسك بالديمقراطية الحقيقية وتستند الى دستور دائم ودولة مؤسساتية تضع نصب اعينها المبادئ الرئيسية للديمقراطية موضع التنفيذ هي الانتخابات التي يمكن ان تطلق عليها انتخابات حقيقية ونزيهة، وهذه الامور لايمكن تطبيقها الا وسط اجواء حرة ونزيهة تتوفر فيها آلية للتداول السلمي للسلطة وامكانية تقلد قوى المعارضة الحكم، اما انتخابات النظم غير الديمقراطية فتتسم بان نتائجها معروفة مسبقا وليس ثمة امكانية لتغيير رأس السلطة، يمكن أن نطلق عليها انتخابات برلمانية لا اكثر.

ان من متطلبات الانتخابات الديمقراطية الحقة كما هو الحال في ايران ان تكون تنافسية وفق مبادئ تستند الى تنظيم العمل المؤسساتي التي تخضع فيها الحكومة للمساءلة من قبل المجلس وفق الدستور وتفتح المجال أمام ابناء الشعب للمشاركة في انتخاب ممثليهم لصنع القرارات السياسية لان الشعب هو مصدر السلطات وهو صاحب السيادة.

وما يثير السخرية والاستهزاء ان اميركا وقبل ان تجري الانتخابات في ايران شككت عبر التهريج الاعلامي الذي قام به "بومبيو" وزير الخارجية و"براين هوك" مسؤول الملف الايراني في الادارة الاميركية حيث أدعى بانه "تم تحديد الخاسرين والفائزين في الانتخابات الايرانية قبل بدء عملية التصويت" في وقت يعلم الجميع بان 1748مرشحا ايرانياً يتنافسون على 290 مقعدا لمجلس الشورى الاسلامي من ضمنها خمسة مقاعد للاقليات الدينية..

هذا الانفعال الاميركي الممزوج بقلق شديد من نتائج الانتخابات التي سيتمخض عنها انتخاب مجلس قوي يتصدى للمؤامرات ويعالج القضايا الاقتصادية والمعيشية هو ما يغيض واشنطن لذلك ليس غريبا ان تواجه طهران في كل مرة تناقض الادارات الاميركية المتوالية وتخرصاتها تجاه اجراء أية عملية انتخابية في ايران لما تتمخض عنها من نتائج تشكل فضيحة مدوية لادعاءاتها وفي نفس الوقت تحرج ادواتها في المنطقة.

لكن ما يتوجب توضيحه للراي العام العالمي لما هو دارج في اميركا من قانون انتخابي معقد وملتبس والذي يعود للقرن الـ 18 خاصة فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية لآليته المتخلفة التي تتعامل بنظام الالكترال وتتجاهل اغلبية اصوات الشعب وكذلك العلاقة الحميمة التي تربط النظام الاميركي الذي يرفع زورا لواء الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، بأكثر الدول استبدادا وديكتاتورية في منطقتنا والتي لا تعرف الف باء الانتخابات.

وبما تشكله الانتخابات في ايران من اهمية حياتية و مصيرية للشعب والنظام ومستقبل الدولة الاسلامية في مواجهتها للاعداء وما يقوم به افراد الشعب في صنع القرارات السياسية وجه الامام الخامنئي بالامس ولدى استقباله حشداً كبيرا من ابناء آذربايجان الشرقية توجيهاته القيمة لحث الجميع على المشاركة الفعالة والواسعة في هذه الانتخابات وتاكيده على أن "الانتخابات تحبط النوايا السيئة التي يحيكها الاميركيون والصهاينة ونريد برلمانا يحفظ البلاد من المؤامرات".