kayhan.ir

رمز الخبر: 109383
تأريخ النشر : 2020February17 - 21:27

عنوان المرحلة المقبلة؛ المواجهة الشاملة مع اميركا


خطاب سيد المقاومة في الذكرى السنوية للقادة الشهداء في لبنان والذي تزامن مع أربعينية الشهيدين القائدين سليماني والمهندس كان في الواقع خارطة طريق لمستقبل الامة تحت قيادة محور المقاومة واستراتيجيتها الثابتة في مواجهة الطغيان والاستكبار الاميركي الذي لم يترك لشعوب المنطقة خياراً سوى حمل السلاح للمواجهة الشاملة على حد قول سماحته.

لان ما تفعله أميركا وتتعامل به مع شعوب المنطقة وحكامها خاصة في عهد الرئيس ترامب الذي هو اسوأ واخطر رئيس في التاريخ الاميركي وفقا لما يقوله الاميركان انفسهم، هو الأفظع والأبشع لما وجهه من إهانات واستخفاف وتحقير لدول المنطقة وهذا ما تسبب برد فعل كبير وغاضب سينفجر مستقبلا ولابد ان تدفع اميركا ثمنه عاجلا ام آجلا.

لكن ما عجل بان تفيق شعوب المنطقة على واقعها المر وما وصلت اليه من انحطاط بوجود حكامها هو تصرفات ترامب التي كشفت اميركا على حقيقتها في التعامل الوقح والفظيع مع دول المنطقة وعلى رأسها السعودية خلافا لنهج الرؤساء الاميركيين السابقين الذين كانوا يتخفون وراء الشعارات والمزايدة بحقوق الانسان لتأمين مصالحهم.

ان تعامل الرئيس ترامب بلغ من الوقاحة بتهديد حتى أقرب حلفائه وذهب الى أبعد من ذلك بتجويع شعوب المنطقة ودولها ان لم يرضخوا لسياسته في دفعهم للتطبيع مع العدو الصهيوني كما فعل اليوم بالسودان التي كانت يوما منطلقا للاءات الثلاث في التعامل مع الكيان الصهيوني.

واما بالنسبة لايران فقد فرض عليها من العقوبات التي هي الاقسى في تاريخ العقوبات لكن ايران استطاعت بما تملكه من خبرة في هذا المجال وما تملكه من امكانيات بشرية ومادية ان تتجاوز ذلك لكن تمادي الرئيس ترامب في فتح المعركة المباشرة مع ايران عبر عملية الاغتيال التي استهدفت الشهيد سليماني ورفيق دربه المهندس، غيرت قواعد اللعبة لانه تخطى الخطوط الحمر وتصور هذا الاحمق بانه سيضعف ايران ويهز محور المقاومة الا ان العكس حدث تماما حيث ضعفت اميركا في المنطقة والعالم لان ما قام به الرئيس ترامب كان عملا ارهابيا وسياسيا وغير قانوني بكل المقاييس لان الحدث لم يكن على ارض معركة وهذا ما انقلب على اميركا التي اصبحت اكثر منبوذية من الماضي وباتت الاجواء خطيرة ضدها في المنطقة اضافة الى تعاظم غضب الشعوب تجاهها. اما ايران فقد خرجت اكثر قوة وبعد دقائق من الاغتيال عينت خليفته وما حدث في الساحات العراقية واليمنية والسورية من انتصارات سريعة اكدت ان النهج السليماني في مواجهة اميركا وادواتها لم يتغير بل ازداد قوة.

وفعلا كما قال سيد المقاومة الامين العام لحزب الله بان الامور اختلفت لان بعد حادث اغتيال الشهيد سليماني ليس كما قبله. فدعوة سماحته للعلماء والنخب والمؤسسات وحتى حكومات المنطقة للدخول في جبهة المقاومة المتعددة والشاملة لمواجهة اميركا تعنى الكثير ولها مدلولاتها التي يجب على المعنيين دراسة ابعادها لاتخاذ ما يلزم مستقبلا في مواجهة هذا الوحش الاميركي الكاسر الذي لا يفهم سوى لغة القوة وكانت "عين الاسد" مصداقا لذلك، لان اميركا كما قال سماحته ليست قدراً محتوماً .

فتأكيد سماحة السيد نصر الله على اننا اليوم بحاجة للمقاومة الشاملة وعلى امتداد عالمنا العربي والاسلامي، يرسم بذلك معالم الخطة الاستراتيجية لهذه المواجهة التي تستدعي تعبئة الامة وخاصة فصائل المقاومة ان تأخذ مكانها في هذه المعركة وهذا برز في البحرين حيث اعلنت حركة 14 فبراير ان معركتها اليوم لم تعد التغيير الديمقراطي والسلمي في البحرين فحسب بل اصبحت جزءا من معركة الامة وهذا ما سيدفع بالاطراف الاخرى خاصة في الساحة الافغانية ان تحتل موقعها في هذه المواجهة الشاملة المصيرية التي دعا اليها قائد المقاومة السيد نصر الله لان الاميركان لم يتركوا خيارا للشعوب في التعامل معهم سوى حمل السلاح.