kayhan.ir

رمز الخبر: 109205
تأريخ النشر : 2020February14 - 21:01
مؤكداً أن مدرسة الحاج قاسم تعني الذهاب الى ساحات العمل والى الميدان، والى الآخرين..

نصر الله: جريمة إغتيال الشهيد سليماني كسرت كل القيود وفتحت أبواب المواجهة المباشرة مع أميركا



* رسالة قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام الخامنئي للمقاومة التي جلبها الحاج قاسم سليماني معه اثناء حرب تموز 2006 كان لها وقع كبير على نفوس المقاومين

* الشهيد سليماني ساهم بايجاد قوة صاروخية وقوة طائرات مسيرة واسلحة جديدة أدت الى انتصار المقاومة عام 2006

* المقاومة عندما قامت بأسر الجنديين أخذت عامل المفاجأة من الطرف المقابل وكانت جاهزة للمعركة

* راهنوا بقتلهم للحاج قاسم والحاج أبو مهدي وأخوانهم الشهداء، أن محور المقاومة سيضعف وايران ستخاف

* ايران كان موقفها منقطع النظير في الشجاعة بضربها لقاعدة "عين الاسد" بهذا الحجم من الصواريخ وبهذه الطريقة

* من اللقاء الأول شعرنا بانسجام نفسي وفكري وروحي، وكأننا نحن نعرف الحاج قاسم منذ عشرات السنين

طهران - كيهان العربي:- اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن قضية أسر الجنديين الصهيونيين على يد المقاومة قبيل حرب تموز 2006 كان يتم تداولها على انها السبب الرئيسي للعدوان الاسرائيلي على لبنان في تلك الفترة لكن موقف قائد الثورة الاسلامية كان مغايرا وكان يرى فيها لطفا إلهيا لأنها غيرت كثيرا مما كان يخطط له العدو في تلك الفترة .

وخلال حديث خاص للقناة الايرانية الأولى، قال السيد نصر الله: أن رسالة قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام الخامنئي للمقاومة التي جلبها الحاج قاسم سليماني معه اثناء حرب تموز 2006 كان لها وقع كبير على نفوس المقاومين وغيرت من النظرة السائدة في تلك الفترة والتي كانت ترى أن خطف الجنود الصهاينة هو السبب فيما جرى على لبنان، مشيرا الى ان تحليل سماحة قائد الثورة الاسلامية كان يقول أن كيان الاحتلال واميركا كانا قد خططا لحرب على لبنان مع نهاية الصيف وبداية الخريف المقبل من تلك السنة اي 2006 وكانا يحضران نفسهما لذلك، لكن عند أسر الجنديين وجد العدو نفسه أمام أمر واقع فبدأ الحرب .

واضاف بالقول: بحسب كلام سماحة قائد الثورة الاسلامية فإن الفارق بين الحرب في تموز واواخر الصيف هو وجود عامل المفاجأة فالمقاومة لم تكن تعلم متى سيتم الهجوم على لبنان خلال الشهور القادمة وعندما قامت بأسر الجنديين أخذت عامل المفاجأة من الطرف المقابل وكانت جاهزة للمعركة كنتيجة لسنوات من العمل بعد تحرير العام 2000 .

واكد السيد نصر الله أنه وبعد انتهاء الحرب وانتشار هذه المعطيات على وسائل الاعلام قامت شخصيات اعلامية كبيرة في العالم العربي وحتى في الخارج بالاستشهاد بهذا الموقف لسماحة قائد الثورة الاسلامية لعدم وجود دليل قاطع في تلك الفترة على وجود نية سابقة للاحتلال بالهجوم خلال عدة اشهر بعد صيف تموز 2006، مضيفا: ان المعطيات لدى المقاومة كانت تقول بأنه ومنذ تحرير العام 2000 في جنوب لبنان كانت هناك رغبة لدى الاحتلال الصهيوني بالعودة لسحق المقاومة لكن لم يكن احد يتوقع ان يقوما بهذا خلال العام 2006، مشيرا الى اهمية النقطة التي ذكرها قائد الثورة الاسلامية في ذلك الوقت في رسالته والتي نقلها الحاج سليماني الى المقاومة .

وتحدث الامين العام لحزب الله عن أن الفترة التي سبقت تحرير جنوب لبنان عام 2000 كان لها ذكرى خاصة لدى جميع المقاتلين وقادة الخطوط الامامية في المقاومة ومنهم الحاج قاسم سليماني، وأنهم شهدوا موقفا جمعهم بسماحة قائد الثورة الاسلامية قبيل التحرير أثار دهشتهم في حينها وكان له تأثير كبير على نفوسهم خلال المعارك مع الاحتلال .

وروى سماحة السيد قصة اجتماع جرى بين سماحة القائد الخامنئي ومسؤولين في المقاومة في صباح أحد الايام قبيل التحرير في العام 2000، وكانت المعطيات تشير الى عدم امكانية انسحاب الاحتلال في تلك الفترة نتيجة عمليات عسكرية دون مكاسب أو شروط لأن ذلك سيحدث تحولا تاريخيا، مضيفا ان سماحة قائد الثورة الاسلامية كان يستمع لما يجري وقد طلب من الجميع وضع احتمالية أن ينسحب الاحتلال من جنوب لبنان في الحسبان والعمل على اساسه كاحتمال سياسي.

لكن سماحة الامام الخامنئي وفي اجتماعه المسائي مع القادة العسكريين وقادة الصفوف الامامية في العمليات ضد الاحتلال بعد ان صلى بالاخوة الموجودين وقتها، أكد وبشكل جازم للأخوة المقاتلين ولوح لهم بيده اليسرى وقال لهم بأنهم جميعهم سيرون النصر الكبير في لبنان عام 2000 وسيكونوا جميعهم حاضرين (وكانوا حوالي 50 قائدا يحارب على الجبهة)، مشيرا الى أن من كان موجودا استغرب كلام سماحة قائد الثورة بهذا الشكل مع وجود احتمال الشهادة في ساحة القتال، لكن الاشخاص الموجودين في تلك الليلة بقوا في جنوب لبنان لشهور بعد تلك الليلة واثناء العمليات وما قاله قائد الثورة بالفعل هو ما حصل وهؤلاء القادة جميعهم بلا استثناء من الذين حضروا الصلاة خلف القائد في تلك الليلة شهدوا بأم أعينهم النصر الكبير وانسحاب الاحتلال من جنوب لبنان .

واكدَ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ان قرار الولايات المتحدة والادارة الاميركية باغتيال قائد فيلق القدس الشهيد الفريق قاسم سليماني كسرت كل الخطوط الحمراء.

وقال: ان الجريمة الاميركية فتحت الابواب على مصراعيها للدخول في مواجهة مباشرة مع واشنطن.

واضاف: راهنوا بقتلهم للحاج قاسم والحاج أبو مهدي وأخوانهم الشهداء، أن محور المقاومة سيضعف وايران ستخاف، ايران كان موقفها صلبا وشجاعا بل منقطع النظير في الشجاعة عندما اتخذت قرارا بضرب القاعدة الاميركية في العراق وبهذا الحجم من الصواريخ وبهذه الطريقة.

وقال نصر الله، ان الشهيدين قاسم سليماني وعماد مغنية كانا مصممين بعد انتصار عام2000 للاستعداد لحرب قادمة يقودها جيش الاحتلال الصهيوني ضد المقاومة في لبنان.

واشار الى ان الشهيد سليماني ساهم بايجاد قوة صاروخية وقوة طائرات مسيرة واسلحة جديدة أدت الى انتصار المقاومة عام 2006 ملفتاً بأن كثيريين اعتبروا ان "إسرائيل" خرجت من لبنان فانتهى الامر والمقاومة عليها ان ترتاح وتذهب وتنام وتأخذ عطلة لكن الحاج قاسم والحاج عماد والاخوة كانوا مصممين منذ اليوم الثاني للتحرير عام 2000 ان نبدأ الاستعداد للحرب المحتملة.

وأشار الى دور الشهيد الفريق قاسم سليماني في تطوير قدرات المقاومة قائلاً: هنا يأتي التأثير الأساس للحاج قاسم وهو انه فتح أمام حزب الله آفاقا جديدة، مثلا اصبح لدينا قوة صاروخية حقيقية وما أقوله الان هو معروف للعدو وانا لا اكشف اسرارا الان، اصبحت هناك قوة صاروخية حقيقية لانه في مواجهة عسكرية جديدة انت تحتاج الى نوع جديد من القتال والسلاح.

وكشف الأمين العالم لحزب الله، ان سماحة قائد الثورة الاسلامية السيد الخامنئي ارسل له رسالةً بعد اسر حزب الله لجنديين اسرائيليين في تموز 2006.

وأشار الى سفر تنقل الحاج قاسم سليماني بين بيروت وطهران خلال الحرب وانه حمل رسالة بخط سماحة القائد الخامنئي اليه، مضيفاً بأن قائد الثورة الاسلامية اكد فيها ان اميركا والاحتلال الصهيوني كانا يخططان لهجوم عسكري على لبنان والمقاومة، وان عملية أسر الجنديين سلبت عنصر المفاجأة من الاعداء.

واضاف قائلاً: سماحة القائد كان يعتبر عملية المقاومة الاسلامية في لبنان لطفاً الهياً لأن تل أبيب وواشنطن كانتا قد خططتا لحرب على لبنان مع نهاية الصيف وبداية الخريف المقبل وكانتا تحضران لذلك لكن عند اسر الجنديين وجدا نفسهما امام امر واقع فبدأوا الحرب ،والفارق بين الحرب في تموز واخر الصيف ان فيها عامل المفاجأة من قبلهم لتدمير المقاومة والدخول للبنان، وعندما قمنا بأسر جنديين اخذنا عامل المفاجأة منهم.

وتحدث أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عن أول لقاء جمعه بالقائد الشهيد الحاج قاسم سليماني، مؤكداً الانطباع الإيجابي الذي خلفه الشهيد سليماني لدى قادة المقاومة في لبنان منذ اللحظة الأولى، مشيدا بمدرسة الحاج قاسم التي ترتكز على التواجد في الساحات والميادين إلى جانب المقاتلين والمجاهدين.

وأشار الى أنه التقى بالشهيد سليماني أول مرة في لبنان، وذلك بعد تعيينه قائداً لقوة القدس، حيث جاء الشهيد إلى لبنان: والتقينا هنا في جلسة معارفة بيننا وبينهم، وأنا لم أكن أعرف الحاج قاسم قبل ذلك، يعني لم نكن قد التقينا، لأن فيما سبق هذا الزمان كان الحاج قاسم إما في جبهات الحرب في ايران، أو بعد ذلك كان يتولى مسؤوليات في محافظة كرمان أو سيستان وبلوجستان أو ما شاكل.. وحتى عندما كنا نذهب إلى طهران ونلتقي بالمسؤولين ما كنا قد التقينا سابقا، يعني لا توجد معرفة سابقة، وكان أول لقاء هنا في بيروت.

وأضاف: في الحقيقة من اللقاء الأول شعرنا بانسجام نفسي وفكري وروحي، ومن الساعة الأولى وكأننا نحن نعرف الحاج قاسم منذ العشرات من السنين وهو يعرفنا منذ عشرات السنين، فالأنطباع الأول من اللقاء الأول ومن الساعة الأولى بين الحاج قاسم وبين الإخوة المسؤولين والقيادات في حزب الله، سواء الجهاديين أو السياسيين، أعطى هذا الانطباع الجيد والإيجابي والتفاعل، وبدأت العلاقة منذ ذلك الحين مع شخص الحاج قاسم واستمرت لحين شهادته.

وأشاد نصر الله بـ"مدرسة الحاج قاسم" مؤكدا أن: مدرسة الحاج قاسم تعني الذهاب الى ساحات العمل والى الميدان، والذهاب الى الآخرين، فنحن منذ 1998 أي منذ بدأنا العلاقة والمعرفة بيننا وبين الحاج قاسم يعني تقريبا 20 أو 22 سنة فإن عدد المرات التي ذهبنا إليه هي مرات قليلة، لكن دائما هو الذي كان يأتي إلينا، وإلى الساحة والميدان ويلتقي هنا بالإخوة ويراهم جميعا، ويذهب إلى الميدان مباشرة ويستمع إلى المقاتلين والمجاهدين.

ووقف الامين العام لحزب الله كثيرا خلال اللقاء عند شخصية الحاج قاسم سليماني وقد بدا عليه التأثر بشدة في آخر اللقاء أثناء حديثه عن رحيل شخصية قريبة جدا الى قلبه كالحاج قاسم ،مشيرا الى أنه كان يعتقد بأن بقاء الشهيد سليماني حيا كان سيخدم الخط والامة الاسلامية اكثر من وجود السيد نصر الله نفسه .

وخلال حديثه أكد السيد نصر الله أن من اعظم النعم الالهية عليه هي معرفته بالحاج قاسم وما جمعه به من صداقة وأخوة ووحدة فكر ،فهو كان يأنس بوجوده الى جانبه وانه في العشرين سنة الماضية كان من الاشخاص القلائل الذين يذكرهم السيد نصر الله بشكل خاص وهو كان يعلم ذلك .