kayhan.ir

رمز الخبر: 10880
تأريخ النشر : 2014November26 - 21:14

من خُرجنا تملأ جيوبنا

حسين شريعتمداري

اشرنا في المقال السابق بعنوان(وفر عليك عناء التعب) الى وثائق على الجدل النووي بعمر 12 عاما، وخرجنا بنتيجة مفادها ان التوصل الى اتفاق ينهي هذا الصراع ليس بعيد الحصول وحسب بل هو غير ممكن بحق.

توقع الصحيفة الذي وثق بادلة لاتقبل الشك ووجه باعتراض تيارات، كانوا يقيمون الاتفاق النهائي في فيينا بانه قريب الوقوع، معتبرين ما كتبناه بانه تشاؤم وبعيد عن الحقائق.

اللافت انه في نفس اليوم من كتابة المقال (23 نوفمبر) تساءل مراسل قناة ZDFالتلفزيونية الالمانية والذي كان حاضرا لاجراء لقاء في الصحيفة واطلع على متن المقال، قائلا: لماذا تصدرون رأيكم بشكل حازم بان مفاوضات ايران مع 5+1 سوف لا تصل الى نتيجة؟

وكان جوابنا كالاتي: ان المفاوضات هي لوحة قد اطرت بالقضية النووية، وان الخصم يتابع من هذه المفاوضات اهدافا غير نووية. وان ممثلي اميركا واوروبا، خلال المفاوضات، وان اشخصوا ابصارهم لطاولة التفاوض، حسب الظاهر،الا ان عيونهم ترمق بقلق الى لبنان وفلسطين وسورية والعراق وافغانستان ومصر والاردن والسعودية واميركا اللاتينية و... فيما تختطف قلوبهم خوف اقتدار ايران المتصاعد في العالم الاسلامي.

من هنا فان الموضوع الاساس للمفاوضات من وجهة نظرهم هو الاقتدار المتنامي لايران الاسلامية وليس احتمال صنع قنبلة نووية. وكانت نتيجة مفاوضات فيينا في ختام المهلة المرقمة بـ 24 نوفمبر، وهو ما كنا نحتمله من قبل وبهذا الخصوص حديث نطرق جوانب منه؛

1 ــ لاشك في المساعي الحثيثة لفريقنا النووي لاحراز مصالح النظام واحقاق الحقوق المسكوت عنها للشعب. الا ان هناك بون في رؤية فريقنا المفاوض لنتائج المفاوضات في فيينا 8. فالدكتور روحاني قد وصف خلال حديثه التلفزيوني الاثنين (24 نوفمبر) وصف نتيجة المفاوضات بانها (نصر كبير)! فيما اعلن ظريف بعد انهاء المفاوضات (اشعر ان الشعب الايراني قد حصل على كل شيء)!

و... وفي هذا المجال يجب القول؛ اننا على هذا الرأي بان نتيجة المفاوضات (فيينا 8) هو نصر كبير ولكن ليس من ذلك المنظار وبالتعريف الذي جاء به رئيس الجمهورية ووزير الخارجية بانه انتصار. اذ اعتبرا نصر الفريق المفاوض من مكاسب المفاوضات، ونحن نرى ان المفاوضات لم تجني لنا من مكاسب سوى اثبات عدم الوثوق باميركا. ولما كانت عقم المفاوضات بسبب مقاومة وصمود الفريق المفاوض قبال استبداد الخصم، وهو ما يستحق جميل الثناء منا، وبديهي ان بون هاتين النظرتين، اذالم تكن من السماء الى الارض! فهي قريبة من ذلك، وينبغي القول، ان مقاومة فريقنا قبال جشع الخصم، وهو امر حقيقي، له اشد قيمة من اعتبار مكاسب لاحقيقة لها! فبالامس صرح قائد الثورة باقتدار خلال لقائه علماء الدين من العالم الاسلامي؛ "لقد اجتمعت اميركا، في القضية النووية، وسائر الدول الاستعمارية الأوروبية مستنفرين كل طاقاتهم ليركعوا الجمهورية الاسلامية، الاانهم لم يتمكنوا ولا يتمكنون".

ولنلق نظرة ولو عابرة، على ما حصل في الرابع والعشرين من نوفمبر في ختام مفاوضات فيينا 8، لنقرأ:

2 ــ في نهاية المفاوضات وحيث كان مقررا ان يكون اتفاقا نهائيا، تراضا الجانبان ان يمدد اتفاق جنيف، والذي حصل قبل عام، الى سبعة اشهر اخرى اي في الاول من جولاي 2015.وكان لنا بخصوص ماهية اتفاق جنيف تحليل موثق نشير الى بعض اهم الامتيازات العاجلة التي قدمناها وماحصلنا عليه من وعود آجلة.

فحسب اتفاقية جنيف اوقفنا تخصيب اليورانيوم بنسبة 20٪ (وهو امتياز عاجل)، كما وقمنا باكسدة اليورانيوم المخصب 20 ٪ (امتياز عاجل)، وكذلك قللنا التحقيق والبحث النووي من تحقيق على اجهزة طرد مركزي متطورة 8Pوبقدرة عزل تصل الى 24 سو (SWU) الى تحقيق على اجهزة طرد (1 بي) الى (2 بي) وهو امتياز عاجل)، وكذلك ايقاف العمل بمفاعل آراك للماء الثقيل ـ (آر 40) (وهو امتياز عاجل)، ونشاطات بطور الانجاز اما توقفت او خفضت.

وقبال هذه الامتيازات التي قدمناها ما الذي حصلنا عليه؟ نقولها بجرأة، سوى حفنة من الوعود الآجلة، لم يتم العمل باي منها الى الان. ولربما يشير اصدقاؤنا المحترمون الى رفع جزء من الارصدة المجمدة، بواقع 4/2 مليار دولار في الاشهر الستة الاولى، و29/8 مليار دولار خلال فترة التمديد لاربعة اشهر الثانية، ولفترة الاشهر السبعة المقرر ان تحرر كل شهر 700 مليون دولار من ارصدتنا المجمدة. وكما لوحظ ان الخصم لا يقدم اي امتياز عاجل واكتفى بتحرير نزر يسير من ارصدتنا التي جمدوها من قبل (وبعبارة ادق سرقوها).

تأسيسا على ذلك اتضح ان اتفاقية جنيف ــ اي الذي تم تمديده سبعة اشهر اخرى ــ ليس لم نحصل منه اي امتياز وحسب بل اعطينا العديد من الامتيازات العاجلة للخصم. حتى ان اوباما قد اعلن صراحة قبل يومين؛ "ان اتفاق جنيف قد ا وقف تطور البرنامج النووي الايراني ولذا فهو اتفاق ناجح". كما وطمأن جون كيري الكونغرس، في اشارة لاتفاق جنيف، بعدم عودة اجهزة الطرد المركزي لمسارها السابق، مؤكدا "انه من الحمق التخلي عن الوضع الذي بلغناه حاليا ونعود الى ا لوراء". وعشرات التصريحات الاخرى من قبل المسؤولين الرسميين الاميركيين، يطول بنا المقام التطرق اليها.

3 ــ ونعود الان الى نتائج مفاوضات فيينا 8 ونرجو الالتفات! انه في مفاوضات فيينا الختامية، تم تمديد اتفاقية جنيف سبعة اشهر اخرى. اي ان الامتيازات العاجلة التي اعطيناها بقيت على قوتها لسبعة اشهر اخرى دون ان يحصل تراجع بعدها. فهل هذه النتيجة نسميها انتصار؟!

ان الامر الحائز على اهميةا نه بنظرة ادق لايمكن القول ان مفاوضات فيينا 8 كانت عقيمةولم تخرج باتفاق! اذ ان تمديد اتفاق جنيف سبعة اشهر هو اتفاق بحد ذاته، واذا صنفنا اتفاق جنيف بالاتفاق السيئ وهو كذلك فينبغي القول اننا قبلنا في فيينا 8 باتفاق سيئ للغاية. ولكن قبال ذلك اي امتياز حصلنا عليه؟! الحصول على 700 مليون دولار شهريا من ارصدتنا المجمدة التي تفوق المائة مليار دولار.

ان السيد روحاني تفضل بالقول؛ ان اجهزة الطرد ا لمركزي عاملة! ولكنه لم يبين عديد هذه الاجهزة التي تعمل وكم عدد الاجهزة التي توقفت !

ويقول ان التحقيق والتطوير R&Dمستمران ولايقول بأي مستوى؟! واي قسم قد توقف؟!

ويقول ان مفاعل آراك للماء الثقيل فاعل، الا انه لا يذكر انه حسب اتفاق جنيف، تم ايقاف اضافة اجهزة جديدة (انشاء وتكميل) وحسب بنفس الاتفاق تقرر تبديل مركز المفاعل او ان يفلتر انتاج البلوتونيوم! و... ولا ينتهي الامر لهذا الحد!

4 ــ ان الخصم اذ يناور على رفع التجميد عن بعض ارصدتنا ويعتبرها امتيازا هي جزء ضئيل من ارصدتنا المجمدة وليست هبة من جيبه! واللافت انه في المرحلة الاولى من اتفاق جنيف رفع التجميد عن 4/2 مليار دولار من اكثر من 100 مليار دولار لارصدتنا المجمدة ذلك الوقت، وفي المرحلة الثانية رفع القيد عن 2/8 مليار دولار، فيما بلغت ارصدتنا المجمدة 130 مليار دولار، أي انهم في الجولة الاولى حرروا 4/2 مليار دولار، فيما جمدوا ثلاثين مليارا اخرى، وقس على ذلك...

5 ــ في الوقت الذي لاتملك حكومتنا الموقرة ــ للاسف الشديد ــ الى جانب المفاوضات النووية برنامجا رديفا ــ PLANBــ يتابع الخصم، جادا، رغم حصوله امتيازات عديدة، عدة برامج رديفة للمضي قدما باهدافه الابتزازية، واحدة من اهمها، مشروع خفض اسعار النفط بالتنسيق ا لمباشر مع آل سعود. فاميركا بتنفيذها لهذا المشروع انزلت اسعار النفط خلال شهرين من 120 دولار للبرميل الواحد الى 80 دولار، ويتوقع ان يستمر هذاا لنهج الى 70 دولار. والتفتوا الى محاسبة سهلة وواضحة؛

ان معدل (بيع نفطنا لليوم الواحد بلغ مليون برميل أي فيما اذا لم تنخفض الاسعار فان عائدات الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال سبعة اشهر تصل الى 25 مليار و200 مليون دولار. ولكن مع خفض الاسعار 40 دولار للبرميل الواحد، فانه سيقل من عائداتنا النفطية خلال سبعة اشهر 8 مليار و400 مليون دولار، أي خلال الاشهر السبعة القادمة سيصير الى الف: تحرير 4/2 مليار دولار من ارصدتنا المجمدة. باء: في المقابل سيتم تجميد عشرات المليارات الدولارات من ارصدتنا النفطية الجديدة. جيم : ستنخفض 8/4 مليار دولار من عائداتنا النفطية! وبعبارة اخرى سنخسر حاليا ضعف ما هو مقرر ان نحصله! وهنا نتساءل ؛ ما البرنامج الرديف الذي خططنا له بموازاة المفاوضات النووية؟! واليس لهذا السبب ان ينحصر المخرج بالتفاؤل بالمفاوضات النووية؟! الامل الذي يخيبه المسار المتعرج للعام ونصف العام التي خلت،وينتظر ان تخطط الحكومة الموقرة، الى جانب المفاوضات النووية، ببرنامج رديف قبل ان تدخل ساحة الجدال.