kayhan.ir

رمز الخبر: 108195
تأريخ النشر : 2020January24 - 21:51
العراق يخرج عن بكرة أبيه..

اميركا برة برة بغداد حرة حرة


العراقيون يلبون نداء مختلف القوى ويخاطبون الاميركان: أخرجوا من أرضنا قبل أن نخرجكم!..


مليونية "ثورة العشرين" الثانية تزلزل أرض الرافدين تحت أقدام الشيطان الأكبر

* ملايين العراقيين يجوبون شوارع بغداد ونينوى مطالبين بخروج القوات الأميركية من بلادهم

* الصدر: سيتم التعامل مع أميركا كدولة محتلة ومعادية إذا رفضت الخروج من العراق

* جل ما يهمنا هو سيادة العراق وهذا يتحقق بخروج كافة القوات الأجنبية الموجودة على أرضه

* الخزعلي: كل العراقيين خرجوا ليقولوا بأنه لا مكان لتواجد القوات الاجنبية على أرض العراق

* العامري: الشعب العراقي قال كلمته بخروج القوات الاميركية وعلى واشنطن احترام إرادة شعبنا

* كتائب حزب الله: إذا لم تخرج القوات الأميركية فهناك أساليب أخرى ستكون حاضرة في الميدان

* بابليون: شعبنا اختار الطريق السلمي والقانوني لإخراج القوات الأميركية، وجميع الخيارات مفتوحة

طهران - كيهان العربي: شهدت العاصمة العراقية بغداد انطلاق تظاهرة مليونية منذ الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة في منطقتي الكرادة والجادرية، للمطالبة باخراج قوات الشيطان الأكبر أميركا وسائر القوات الأجنبية الاخرى الى جانب إلغاء الاتفاقية الأمنية بين العراق واميركا، وذلك رداً على جريمةِ اغتيالِ القائدينِ الشهيدين أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني قرب مطار بغداد.

ورفع المتظاهرون شعار "كلا كلا اميركا" و"كلا كلا استعمار" و"كلا كلا اسرائيل" و"نعم نعم للسيادة ... لبيك ياعراق"، مطلقين على مسيرتهم المليونية الحاشدة هذه "ثورة العشرينَ الثانية” تيمناً بثورةِ العشرينَ الاولى التي اَخرجت قواتِ الاحتلالِ البريطاني من العراق قبل قرن .

وشهدت شوارع بغدادَ منذ ساعات الصباح الأولى تدفقَ مسيراتٍ شعبيةٍ نحوَ منطقةِ الجادرية الواقعة على الضفة المقابلة لمجمع السفارة الأميركية المطلِّ على نهرِ دجلة في وسطِ العاصمةِ العراقية، بمشاركة شعبية حاشدة لم يشهدها العراق من قبل بمختلف القوى والتيارات السياسية العراقية.

واتخذت السفارة الأميركية إجراءاتٍ أمنيةً مشددةً في وقتٍ عززت القواتُ الامنية العراقية انتشارَها في محيط السفارة خشيةَ أن تستهدفَها التظاهرة المليونية كما جرى خلالَ تشييعِ الشهيد ابو مهدي المهندس.

وتوافدت الحشود العراقية وأنصار فصائل المقاومة والعشائر الى ساحة التحرير وهي تحمل البيارق الخاصة بها، حيث استمرت مسيرة "ثورة العشرين الثانية" حتى مساء أمس الجمعة.

واكدت فصائل المقاومة العراقية لها قاعدة شعبية ضخمة وستضغط لتنيفذ قرار إخراج الأميركيين.

واتخذت الاجهزة الامنية اجراءات مشددة وقطعت عددا من الطرق وسط العاصمة بغداد تزامنا مع انطلاق التظاهرة المليونية المنددة بالوجود الاميركي في البلاد.

وكان مقتدى الصدر دعا أمس رجال ونساء العراق الى "نصرة الوطن"، معتبرا أن "ساعة الاستقلال والسيادة قد دقت".

ودعت مختلف القوى العراقية الى المشاركة في التظاهرات المليونية، بالتزامن مع ذكرى ثورة العشرين، وذلك رفضاً للوجود الأميركي ومطالبة بخروجه من البلاد.

وكان البرلمان العراقي قد صادق على قرار يقضي بإخراج القوات الأميركية والأجنبية من البلاد، على خلفية اغتيال قائد قوات القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الشهيد الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في محيط مطار بغداد الدولي بغارة أمريكية مطلع الشهر الجاري.

ورفع المتظاهرون الذين لبوا دعوات قيادات الحشد الشعبي للخروج بتظاهرة كبيرة تندد بالوجود الاميركي على الاراضي العراقية الاعلام العراقية أرتدى بعضهم الاكفان، مرددين هتافات بحب الوطني واخرى ترفض التواجد الاميركي على الاراضي العراقية.

وبالتزامن مع التظاهرة الشعبية المليونية في بغداد أمس الجمعة، شهدت محافظة نينوى (شمال العراق) خروج تظاهرة حاشدة دعما لتظاهرة بغداد وللمطالبة بانهاء الوجود العسكري الأميركي على الأراضي العراقية.

وطالب المتظاهرون بإخراج المحتل الاميركي واحترام سيادة العراق رافعين يافطات كتب عليها شعارات "كلا كلا اميركا" و "كلا كلا اسرائيل" و "نعم نعم للسيادة ... لبيك ياعراق".

في هذا الاطار اكد أمين عام "عصائب أهل الحق" الشيخ قيس الخزعلي، إن العراقيين خرجوا ليوصلوا رسالة بأنه لا مكان لتواجد القوات الاجنبية على أرض العراق.

واكد الشيخ الخزعلي أمس الجمعة، في تغريدة نشرها مكتبه الاعلامي، إن اليوم خرج العراقيون، كل العراقيين برجالهم ونسائهم بشيبهم وشبابهم ليوصلوا رسالة واحدة واضحة لكل العالم.

واضاف: أن الرسالة هي أنه لا مكان لتواجد القوات الاجنبية على أرض العراق الطاهرة، فشكراً لهم جميعاً.

وقدم أمين عام عصائب أهل الحق شكره الى السيد مقتدى الصدر والى المشاركين في التظاهرة "المليونية" المناهضة للوجود الاميركي في العراق، فيما وصف الرئيس الاميركي ترامب بـ"الاحمق"، متوعدا باخراج القوات الاميركية من العراق "رغماً عن أنفه".

من جانبه هدد زعيم "التيار الصدري" السيد مقتدى الصدر، إنه سيتم التعامل مع أميركا كدولة محتلة ومعادية إذا رفضت الخروج من العراق وذلك في بيان له على خلفية التظاهرة المليونية التي شهداته بغدا أمس الجمعة.

وأكد الصدر أنه على الحكومة العراقية حماية البعثات الدبلوماسية والسفارات ومنع الانتهاكات ومحاسبة الفاعلين وسنبذل قصارى جهدنا لعدم التصعيد الى حرب أخرى مع الأميركيين.

واضاف: إذا لم تخرج القوات الأميركية فهناك إجراءات أخرى منها غلق كافة القواعد الأميركية على الأراضي العراقية، وأن جل ما يهمنا هو سيادة العراق وهذا يتحقق أولاً بخروج كافة القوات الأجنبية الموجودة على ارضه، مؤكدا أنه من الإجراءات الأخرى غلق الأجواء العراقية أمام الطيران الحربي والاستخباراتي للمحتل.

وأوضح الصدر أنه على ترامب أن لا يتعامل في قراراته وخطاباته مع العراق بفوقية واستعلاء وعنجهية وإلا قابلناه بالمثل.

على الصعيد ذاته، أكد زعيم "تحالف الفتح" بالبرلمان العراقي هادي العامري، أن الشعب العراقي قال كلمته بخروج القوات الاميركية من العراق "عبر المظاهرة المليونية" التي شهدتها بغداد امس (الجمعة)، مطالبا الادارة الاميركية باحترام ارادة الشعب، فيما قدم شكره الى السيد مقتدى الصدر على دعوته لهذه المظاهرة.

وقال العامري في بيان له أمس الجمعة، إن الشعب العراقي قاله كلمته بخروج القوات الاميركية من العراق وعلى الادارة الاميركية احترام ارادة الشعب.

واضاف: نشكر كافة مكونات الشعب العراقي المشاركة في هذه التظاهرة المليونية ونشكر سماحة السيد مقتدى الصدر على دعوته المباركة للتظاهرة كما نشكر كل القوى الوطنية الرافضة للوجود العسكري الاجنبي في العراق، مؤكدا كنا ولازلنا قادرون على تحقيق الامن وحفظ السيادة في العراق.

في الاطار ذاته، قال الناطق العسكري باسم "كتائب حزب الله العراق" جعفر الحسيني: ان العراقيين يؤكدون بصوت واحد رفض الوجود الأميركي .

وقال الحسيني في بيانه إنه عندما نتحدث عن سيادة العراق نجد إجماعاً على أن البلاد يجب أن تكون خالية من أي احتلال، مضيفا وحين نصل الى قضية مبدئية ..الفصائل نجد أنها تشترك في قرار رفض الاحتلال وإنهاء الوجود الأميركي .

وتابع: إذا لم تخرج القوات الأميركية فهناك أساليب أخرى ستكون حاضرة في الميدان، مشيرا الى انه لا يمكن منع العراق من أن يمتلك قراره بنفسه وقد تبين للشعب أن أميركا لديها مآرب أخرى في العراق.

وأكد أن خيارات الرد حاضرة وهناك جهوزية تامة سواء من الجانب العسكري أو عبر العمل الدبلوماسي، مضيفا: ان الوجود الأميركي في العراق غير شرعي ومن حقنا الدفاع عن بلدنا وممارسة كل الخيارات المتاحة.

وأوضح أن الردود حتمية ونتاجها إخراج الأميركان ليس فقط من العراق بل من المنطقة.

وأضاف أنه عندما نتحدث عن فساد وعن منظومة هشة فهذا بفعل الوجود الأميركي في العراق.

ومثلما ينادي العراقيون في كل أربعينية من اربعينية الامام الحسين (عليه السلام) ان "حب الحسين يجمعنا" يبدو ان "البغض الاميركي" أصبح أمس هو الآخر يوحدهم ويجمعهم على كلمة واحدة.

فمن خلال مشاركتهم في التظاهرات المليونية أمس الجمعة طرح العراقيون عددا من الاسئلة، ومع كونها مكررة لكنها ظلت على الدوام من دون اجابة، ليس لانها عديمة الجواب بل ان المصالح الاميركية كانت تستوجب عدم الاجابة عنها.

وتساءل الشعب العراقي: لماذا بعد 16 عاما وتصدير اكثر من 4 ملايين برميل من النفط بشكل يومي مازال الوضع الاقتصادي والمعاشي للشعب العراقي مترديا؟ الى اين تذهب عوائد بيع النفط؟ واي مستقبل سيشهده العراق وفق المعضلة الاقتصادية هذه ؟ متى سيتم وضع خاتمة لهذه المشكلة او على اقل التقادير السيطرة عليها واحتوائها؟ وهل هناك ثمة معالجة موضوعية ومشروع للحل؟

ويتساءلون في العراق لماذا جرى مأسسسة الفساد في العراق؟ ولماذا اصبحت اجراءات مكافحة الفساد لاتؤتي اكلها؟ الا توجد هناك ارادة حقيقية لمكافحة الفساد؟ او ان العقبات ولاسيما الخارجية منها هي قوية الى درجة صد كافة الحلول الموضوعة لمعالجتها؟

ويتساءلون لماذا تنتهك وبشكل مستمر سيادة العراق الوطنية ؛ ولدى اميركا اكثر من 14 قاعدة عسكرية اضافة الى 6000 عسكري ؟ ولماذا يجب ان تتسع قاعدة عين الاسد لتصبح بحجم مدينة عراقية؟ ولماذا يدخل المسؤولون الاميركيون متى شاؤوا الاراضي العراقية من دون تنسيق مع الحكومة الوطنية، ويشنون هجوما متى شاؤوا وفي النهاية لايقدمون الاجابة عن افعالهم تجاه اي مسؤول؟

ويتساءلون لماذا يجب ان تصر اميركا البقاء على الارض العراقية لمدة غير محدودة وبحجة محاربة "داعش" برغم قرار البرلمان العراقي على وجوب اخراج القوات الاميركية من العراق؟ ولماذا اقرت تلك القوات نصب منظومة "الباتريوت" الصاروخية على الارض العراقية خلال الشهر القادم؟

ويتساءلون؛ لماذا وبعد مضي اكثر من 16 عاما لايزال العراق عاجزا عن اعادة منظومة الاتصالات لديه بعد الدمار الذي لحقت بها؟ لماذا تحول حصول العراقيين على الطاقة الكهربائية والاسالة النقية للمياه مثلما هو حاصل لدى البلدان الاخرى هو مجرد حلم بعيد المنال لدى العراقيين؟

وكذلك، لماذا الطرق في العراق، وصحاري العراق، وابنية العراق ، والملاعب الرياضية في العراق، ومناطق التسلية فيه ، لماذا اصبحت هذه الامور التي هي اقل مايستحقها الشعب العراقي مستحيلة على العراقيين؟ ولماذا لم تحقق الاصلاحات اية نتيجة مثمرة واي وعد بالاصلاح لايتحقق على صعيد الواقع؟

هذه الاسئلة وغيرها مشابهة تطرحها مجددا التظاهرات المليونية للشعب العراقي، لكن هذه المرة تطرح بشكل مغاير عن بقية الازمان، فاليوم جميع المتظاهرين يرفعون علم العراق وليس اعلام الاحزاب والقوى السياسية الموجودة في الساحة العراقية حتى يتم التأكيد بان "العراق واحد موحد" وانه مصمم على الحصول على كافة اجوبته من دون التدخلات الاميركية.

أما الأمين العام لحركة "بابليون" النيابية العراقية ريان الكلداني فقد قال: إن الشعب بجميع مكوناته انتفض رفضاً للوجود الأميركي، مشيراً إلى أنه اختار الطريق السلمي والقانوني لإخراج القوات الأميركية، "وجميع الخيارات مفتوحة".

وأشار إلى أن هناك مشاركة قوية من كل الطوائف والجميع يحمل العلم العراقي.

الكلداني أكد أن القرار صدر من البرلمان والحكومة بإخراج القوات الأميركية "لكنها اذا لم تستجب فيجب مقاومتها".

ولاحقاً صوّت البرلمان العراقي على قرار نيابي من 5 إجراءات من ضمنها مطالبة الحكومة العراقية بالعمل على إنهاء تواجد أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية، وإلزام الحكومة بإلغاء طلب المساعدة من التحالف الدولي لمحاربة "داعش".