kayhan.ir

رمز الخبر: 107916
تأريخ النشر : 2020January19 - 21:01

قوات امريكية جديدة الى "الشرق الاوسط"، سيناريو فتنمة العراق أو جدولة الانسحاب..!


* محمد صادق الحسيني

ذكرت عدة مجلات ومواقع إلكترونية أوروبية متخصصة في الشؤون العسكرية معلومات متطابقة حول التحركات العسكرية الاميركية في الشرق الاوسط .اهم ما جاء فيها هو التالي:

١)ان وزارة الدفاع الاميركية قد أبلغت القيادة العامة للقوات المسلحة النرويجية، يوم ١٦/١/٢٠٢٠ ، بالغاء مشاركة ثلاثة آلاف جندي اميركي في المناورات، التي تجريها قوات متعددة الجنسيات ، مرة كل عامين منذ عام ٢٠٠٦ ، في منطقة تورمْس Torms شمال غرب النرويج ، والتي يطلق عليها ، ( المناورات ) اسم الرد البارد (cold response ) . علماً ان هذه المنطقة لا تبعد سوى اقل من٥٠٠ كم عن حدود روسيا الشمالية الغربية .

٢)ان هؤلاء الجنود الامريكيين هم قوام لواء من مشاة البحرية الاميركية المتخصصين في العمليات القتالية في ظروف جوية شديدة البرودة ، كما انهم متخصصين في عمليات الانزال ، سواء البحري / سفن إنزال / او الجوي / مروحيات / لشن عمليات اغارة على مواقع العدو وتدميرها ، من خلال عمليات خاطفة.

٣)اما تفسيرنا لهذه الخطوة الاميركية فهو انها تأتي في اطار الاستعدادات الاميركية للانخراط في مواجهة طويلة الامد مع قوات المقاومة العراقية ومن يؤازرها في العراق دون الدخول في حرب مع ايران . خاصة وان المخططين العسكريين الاميركيين يقومون بوضع خطط انتشارهم وتعزيز وجود قواتهم في العراق على هذا الأساس . ولكننا لا نستبعد أبداً قيام مشاة المارينز مستقبلاً بمهاجمة اهداف عسكرية داخل ايران ، بحجة ان ايران تقدم الدعم العسكري لقوات المقاومة التي تخوض حرب عصابات ضد القوات الاميركية في العراق . وذلك في تكرار للتجربة الاميركية في فيتنام ثم في كمبوديا ولاوس نهاية ستينيات وبداية سبعينيات القرن الماضي . حيث قام سلاح البحرية وسلاح الجو الاميركي بشن قصف متواصل لكل من فيتنام الشمالية، بحجة انها تقدم الدعم العسكري لثوار الفيتكونغ في الجنوب ، وكذلك لكل من كمبوديا ولاوس، بحجة ضرب خطوط امداد الفيتكونغ عبر هذه الدول الى ثوار الفيتكونغ في جنوب فيتنام .

٤)لكن هذا التفسير، او التقييم اعلاه، لا يعني أبداً ان القوات الاميركية ، من مشاة البحرية، سوف تبدأ بشن عمليات اغارة ضد اهداف إيرانية حال وصولها الى العراق. بل ان الامر يتعلق بمخطط يطلق عليه اسم: "الدفاع الهجومي"، أي ان تبادر الى الهجوم على العدو ، في خطوة استباقية للدفاع عن نفسك، وذلك بهدف شل قدرات العدو الهجومية وارغامة على التحول من الوضع الهجومي الى الوضع الدفاعي. اي انتزاع زمام المبادرة الميدانية منه تمهيداً لتفككه واستنزافه ومن ثم هزيمته .

٥)وفِي كل الأحوال فان هذا القرار يبقى قراراً اتخذته وزارة الدفاع الاميركية ، كاجراءٍ احترازي ، بحاجة الى موافقة الجهات المعنية في واشنطن للانتقال به من مستوى الخطة الى مستوى التنفيذ العملياتي . وهو الامر الذي سيبقى خاضعًا لعملية الصراع بين اجنحة مراكز القوى، سواءً في الولايات المتحدة بشكل عام او في الادارة الاميركية بشكل خاص، وبين الرئيس وصقور الادارة في البنتاغون ووزارة الخارجية من الإنجيليين المتطرفين والذين يدفعون باتجاه إشعال الحروب في كل مكان .

فهل تقرر الادارة الامريكية الفرار الى الامام في مواجهة حرب اخراجها من المنطقة فتدخل في مستنقع فتنمة العراق ام انها اتت بهذه القوات لتوظيفها في تأمين انسحاب متدرج لقواتها باقل الخسائرالممكنة!؟

سؤال سيفرض نفسه بقوة في الاسابيع المقبلة.

بعدنا طيبين قولوا الله