kayhan.ir

رمز الخبر: 107895
تأريخ النشر : 2020January19 - 20:57

حذار يا اوروبا


كنا نتمنى ان تكون لاوروبا استقلاليتها في الالتزام بالاتفاق النووي مع الجمهورية الاسلامية وان لا تستدرج الى الفخ الاميركي المعادي لايران.

لكن يظهر ان هؤلاء الاوروبيين تصدق عليهم مقولة (الكفر ملة واحدة) لا بالمعنى الديني وأنما بالمفهوم السياسي الذي ينطبق على التحالف الغربي بتخاتله وخداعه وتنكره للعهود والمواثيق المعترف بها في المجتمع الدولي.

ان دول الترويكا الاوروبية (فرنسا وبريطانيا والمانيا) ومع انها تدعي احترام الاتفاق النووي وبالرغم من انها مقتنعة بان طهران طرف نزيه وملتزم ببنود هذا الاتفاق طبقا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الا انها لا تجد حرجاً من التوسل بالكذب والنفاق والمغالطة للتشكيك في سلامة سير الآليات التنفيذية للبرنامج النووي الايراني وإثارة الشبهات حوله.

ويبدو ان الترويكا الاوروبية تحاول اعادة نفس المعزوفة العدائية في الفترة التي سبقت التوقيع على الاتفاق النووي بتاريخ 30 تموز 2015، والتلويح بلغة التهديد لإحالة الموضوع مجدداً الى مجلس الامن الدولي، وذلك في محاولة لمحاباة الادارة الاميركية والرئيس الاخرق دونالد ترامب الذي تلقى صفعة موجعة من ايران.

لقد صدق قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي قولاً عندما اعتبر الدول الاوروبية الثلاث بأنها ادوات طيّعة لتنفيذ البرامج الاميركية وبأنه لايمكن الوثوق بها، حيث اكد سماحته في خطبة صلاة الجمعة المليونية (17/1/2020) (على أن هذه الدول هي اصغر من أن تركع الشعب الايراني أو أن تحدَّ من مسيرته المتصاعدة).

إنّ على الترويكا الاوروبية أن تعرف من الآن فصاعداً حدودها، لأن الجمهورية الاسلامية الآن هي غيرها قبل ابرام الاتفاق النووي، ولاشك في ان اميركا واوروبا تدركان ذلك وإنَّ عمدتا الى المكابرة في هذا المضمار.

الجمهورية الاسلامية اليوم هي صاحبة اليد الطولى في المنطقة، وقد لقنت حكومة الولايات المتحدة الدرس الرادع بعد اغتيال الشهيد الفريق قاسم سليماني ورفاقه، وهي تتمتع بهيبة عظيمة في الاوساط العالمية، وازاء ذلك فإنّ الأساليب الماكرة التي تحاول الترويكا استخدامها معها لن تكون ذات أثر، فقد قطعت ايران اشواطا كبرى في العلم النووي السلمي وفي عالم السياسة والاستراتيجيا، ولهذا فهي لن تخضع للابتزاز والسياسات الاوروبية الملتوية الخاضعة للقرار الاميركي الاستكباري.

وكما قال رئيس مجلس الشورى الاسلامي د. علي لاريجاني امس السبت: (أن الجمهورية الاسلامية ليست من دعاة التهديد ولكننا نعلنها بصراحة: اذا اتخذت اوروبا اجراءات غير عادلة تحت ذريعة استخدام آلية فض النزاع، فان ايران ستتخذ قرارات جادة في ما يرتبط بالتعاون المستقبلي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وانّ لائحتها جاهزة في المجلس).

انَّ على بريطانيا والمانيا وفرنسا وهي الدول التي زودت نظام صدام البائد بالاسلحة الكيماوية ابان فترة الدفاع المقدس (1988 ـ 1980) التخلّي عن سياسات المراوغة والمماطلة والالتفاف في التعامل مستقبلا مع تفاصيل الاتفاق النووي، والابتعاد عن كل ما يثير غضب ايران التي تقف اليوم كالطود الشامخ بوجه كل المؤامرات الاستكبارية الخبيثة.