kayhan.ir

رمز الخبر: 107719
تأريخ النشر : 2020January15 - 21:11

مخاتلات الترويکا الاوروبية

حميد حلمي البغدادي

اميركا و اوروبا تمارسان - بلا هوادة- حصارا شاملا على الجمهورية الاسلامية، وقد كشفت دول الترويكا (بريطانيا وفرنسا والمانيا) عن انها ليست في وارد الاعتراف بالاتفاق النووي او تحقيق مضامينه، وهو الاتفاق الذي استغرق التوصل اليه سنوات طويلة من المفاوضات والمعقدة والجادة بين ايران ومجموعة دول (5+1).

لقد اخذ الموقف الاوروبي يتبدل بسرعة شديدة سلبيا اثر التصعيد العسكري الاميركي-الايراني نتيجة لاغتيال قائد فيلق القدس الفريق الشهيد قاسم سليماني ورفاقه الشهداء الابرار يوم 3/1/2020 في مطار بغداد. وان المؤشرات تدل على ان إثارة الترويكا الاوروبية قضية تفعيل آلية فض النزاع النووي، هي عملية استغفال لكل الجهود المضنية المبذولة سابقا .

واضح ان الهدف هو إلقاء ظلال من التهم والاباطيل والافتراءات على الجمهورية الاسلامية وهي الطرف الاكثر التزاما بالاتفاق النووي والحريصة كل الحرص على تنفيذ بنوده خلال الفترة السابقة وباعتراف تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

اعتقادنا ان دول الترويكا التي سوغت لنفسها ان تكون ادوات رخيصة بيد الادارة الاميركية وسلوكياتها المتغطرسة المعادية لايران وللدول المناضلة في المنطقة، قد انزلت سمعة اوروبا والحضارة الغربية الى الحضيض، وبرهنت على عدم امتلاكها اية استقلالية في قراراتها ومواقفها خصوصا تلك المرتبطة بارساء الامن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.

ان الاساس العملي للاتفاق النووي يقوم على التكافؤ والاحترام والصدق والثقة المتبادلة وهي مبادئ اعتمدتها الجمهورية الاسلامية منذ يوم توقيعه في 30 تموز 2015 بشفافية تامة ولم تتراجع عنها حتى قيام الرئيس الاميركي الأرعن دونالد ترامب بنقض الاتفاق معلنا خروج الولايات المتحدة منه بكل صفاقة بتاريخ 8 ايار 2018.

كما ان السياسات (البريطانية- الفرنسية- الالمانية) اظهرت خلال الاشهر العشرين الماضية تواطؤا اوروبيا سافرا مع التوجهات الاستفزازية الاميركية ضد ايران، الامر الذي حدا بالجمهورية الاسلامية الى ان تتخلى عن بعض التزاماتها النووية تدريجيا أملاً في تراجع الاطراف الغربية عن تعنتها ونكثها للمواثيق التي نص عليها الاتفاق النووي.

الترويكا الاوروبية بمواقفها الموازية للسلوكيات الاستكبارية الاميركية، باتت تعزز لدينا القناعة في انها لا تقيم اعتبارا ولا وزنا للاتفاق النووي مع الجمهورية الاسلامية، واغلب ظننا هو انها تنتظر اللحظة المناسبة للتنكر منه وربما التفكير في العدوان على المنشآت النووية الايرانية، ونحن لا نستبعد بانها تخطط لذلك منذ اليوم الاول لتوقيع الاتفاق في فيينا عام 2015.

لكننا نقول : ان الشئ الاكثر اهمية من أحلام اميركا واوروبا ومن يدور في فلكهما ، هو يقظة الجمهورية الاسلامية وحصافة رؤيتها للمستقبل الزاهر الذي ينتظرها وذلك بعدما قطعت ايران قفزات جبارة في مضمار العلم النووي السلمي وكذلك على مستوى الدفاع عن مقدراتها وانجازاتها وامنها وطنيا واقليميا.ولاشك بان طهران ستبقى ملتزمة بالاتفاق النووي ومستعدة للتعاون مع اوروبا شريطة صدق النوايا والجهود الساعية لسلامة تنفيذه.