kayhan.ir

رمز الخبر: 107617
تأريخ النشر : 2020January14 - 20:51

لا مناص من خروج القوات الاميركية


مهدي منصوري

عندما اتخذ مجلس النواب قراره التأريخي بخروج القوات الاميركية من العراق اخذت الدوائر السياسية والعسكرية الاميركية تضع التبريرات لكي لايوضع هذا القرار موضع التنفيذ، وكان من اهمها ما صرح به احد قادة اركان الجيش الاميركي من ان الحكومة العراقية لم تطلب منا الخروج من اراضيها، وشدد اذا طلبت منا ذلك فاننا مستعدون للخروج، ولما اتصل وزير الخارجية الاميركي بومبيو برئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة عادل عبدالمهدي والتي طالب بها بومبيو باعداد العدة ووضع الخطة لاخراج القوات الاميركية من الاراضي العراقية وباسرع وقت ممكن، قد قطع دابر التبريرات الاميركية بالدرجة الاولى وكل العملاء الذين يسيرون في الركب الاميركي في العراق الا ان اميركا لم تستجب حتى الساعة لتنفيذ القرار.

ومن نافلة القول ان خروج القوات الاميركية من العراق تشكل نكسة وصاعقة كبرى ليس فقط للاميركيين فحسب بل للذين يحتمون اليوم بالادارة الاميركية والذين يستخدمون وجود هذه القوات في تحقيق مآربهم الجهنمية من المكونات والاحزاب العميلة، ولذا نجد ان اصواتهم اخذت تتعالى ويمارسون الضغوط على الحكومة العراقية وتهديدها بمشاريع كالاقليم السني وغيرها من اجل عرقلة خروج الاميركان.الا ان الحكومة لازالت ثابتة على موقفها من انها ستدعم قرار مجلس النواب.

ولكن وفي الطرف المقابل فان اصوات الرافضين للتواجد الاميركي تعالت بمطالبة رئيس الوزراء بالاسراع في تنفيذ قرار مجلس النواب وان لايعطي الفرصة للاميركان من استغلال الوقت والتلاعب واللف والدوران باستخدام بعض الالاعيب والحيل والتي كان آخرها ما صرح به بومبيو وكطرح بديل لتواجد قواته بايكال الامر الى حلف الناتو الذي سيعزز وجوده في العراق ومن الملاحظ ان هذا الحلف هو اميركي بامتياز لانه يتلقى اوامره مباشرة من القيادة العسكرية المركزية الاميركية مما يعكس ان اميركا قد نزعت ثوبها البشع والوسخ لتدخل بثياب جديدة.

ولذا فان ابناء المقاومة الرافضة للاحتلال اكدوا ان مثل هذه الخدع والاساليب لايمكن ان تنطلي على الشعب العراقي وان على الحكومة تنفيذ القرار بحذافيره وبالطرق السياسية المعهودة وفيما اذا اصرت اميركا على البقاء فانهم سيضطرون لاختيار الاسلوب الامثل لاخراج هذه القوات حتى ولو وصل فيه الامر الى المواجهة المسلحة واخراجهم بالقوة.

وبذلك فانها رمت الكرة في ملعب الاميركان مما يفرض عليهم ان يلعبوا اللعبة جيدا والعمل على اخراج قواتهم استجابة لرغبة الشعب العراقي الذي برز في تظاهرات تشييع قائدي الانتصار على الارهاب، ويمكن الاشارة انه وبعد قرار مجلس النواب اصبح وجودالقوات الاميركية غير شرعي على الاراضي العراقية وبذلك تدخل تحت عنوان قوات احتلال،مما يسمح للعراقيين التصدي لها ومطاردتها حتى تخرج من اراضيهم مستندين على مفاد بنود المواثيق والمعاهدات الدولية في هذا المجال.