kayhan.ir

رمز الخبر: 107615
تأريخ النشر : 2020January14 - 20:51

تسكع السفير البريطاني في طهران ودموع ترامب


ابراهيم علي

لا ندري كيف ينظر المسؤولون الغربيون الى الوضع الداخلي في ايران، فهم صم بكم عمي ازاء كل ما يؤكد قوة وصلابة النظام الاسلامي ووحدة وتلاحم الشعب الايراني، بينما كلهم آذان صاغية وعيون مفتوحة ولسان يهذر، اذا ما تعلق الامر باحداث حتى لو كانت "ميكروسكوبية" تحصل في اي زاوية من ايران اذا اشتمّوا منها رائحة فتنة او اعمال شغب او اضطرابات او اي شيء آخر يمكن ان يتخذوه ذريعة للنيل من ايران ونظامها وشعبها.

هؤلاء المسؤولون مروا كالطرشان والخرسان والعميان من امام اكبر موج بشري شهدته ايران بعد تشييع الامام الخميني الراحل رضوان الله تعالى عليه عام 1989، وذلك عندما شيعت أكثر من 7 ملايين ايراني جثمان الشهيد القائد الفريق قاسم سليماني ورفاقه الابرار في العاصمة طهران فقط، وهناك من اكد ان عدد المشيعين وصل الى 10 ملايين، فيما خرجت جميع مدن ايران عن بكرة ابيها وفاء لرمزها المقاوم وبطلها الشهيد سليماني، ورغم كل ذلك لم يتجرأ ولا سفير غربي من الاشارة الى هذه الامواج البشرية الهادرة، لأنها ببساطة يعتبرونها بمثالة الركلة التي وجهها الشعب الايراني على أفواه الانظمة التي لا تريد وحدة محور المقاومة وتعزيز النظام الاسلامي.

في المقابل وعندما تجمع عشرات الاشخاص في زاوية او شارع في طهران، نرى بعض السفارات الغربية تجند عناصرها لرصد هذا "التجمع الجلل"، حتى وصل الامر ببعض كوادرها الى ان يتركوا جانبا كل القوانين والاعراف الدولية والقواعد الدبلوماسية، ونراهم ينزلون وسط المتظاهرين الذين تحرضها الفضائيات الاجنبية المعادية على أعمال شغب واطلاق شعارات فتنوية والتقاط صور وافلام، وهو ما رأيناه عندما شارك السفير البريطاني في طهران روبرت ماكير في تجمع غير قانوني لبعض الاشخاص امام جامعة أمير كبير الصناعية وسط طهران بذريعة الاحتجاج على حادث اسقاط طائرة الركاب الاوكرانية، وعندما وصلت قوات الشرطة لم تتعرف عليه وقامت باحتجازه لمدة 15 دقيقة الى ان كشف لها عن شخصيته فقامت باطلاق سراحه.

في بادىء الامر قال السفير البريطاني انه شارك في التجمع ظنا منه انه جاء لتأبين ضحايا حادث الطائرة، وعندما تبين انه تجمع غير قانوني حيث بدات ترفع الشعارات الفتنوية انسحب، وفي تصريح اخر برر السفير تواجده وسط التجمع بأنه جاء صدفة فقد كان يمشي هكذا فاذا به يواجه المعترضين ويختلط بهم.

رغم اننا نعلم لماذا كان يتسكع السفير البريطاني في طهران في تلك الساعة من الليل، ونعلم ايضا لماذا لم تأخذ قدماه سعادته الا الى التجمع غير القانوني امام جامعة امير كبير وليس الى مكان اخر، رغم ان طهران اكبر مساحة من لندن بكثير، فمزاعم السفير هي ذات مزاعم ترامب الذي اخذ يبكي على الايرانيين كذبا ويدعوهم للتظاهر والاحتجاج، رغم انه يحاربهم ويحاصرهم ويمنع عنهم الدواء والغذاء، لذلك فان الشعب الايراني يحمد الله على ان قوته ومقاومته جعلت من يزعمون بانهم الاقوى على وجه الارض كيف يكذبون بهذا الشكل البائس والمخزي.