kayhan.ir

رمز الخبر: 107549
تأريخ النشر : 2020January13 - 21:00

وأطلت رؤوس الفتنة في العراق برأسها


مهدي منصوري

بعد مرور ثلاثة اشهر على التظاهرات القائمة في العراق كشرت الحقيقة عن نفسها واطل رؤوس الفتنة برؤوسهم وانكشفت الايادي المعادية للشعب العراقي والتي كانت وراء هذه التظاهرات وما هو هدفها ومنذ الوهلة الاولى، من خلال مانقلت وسائل التواصل الاجتماعي ان جمال الكربولي زعيم حزب الحل وصاحب فضائية دجلة وبعد اجتماعه بالاطراف السنية والكردية والسفير الاميركي ارسل رسالة لعبد المهدي مضمونها انهم سينهون التظاهرات في جميع المحافظات وخلال ساعة واحدة كما سيدعمونه للبقاء لمنصب رئيس الوزراء ولكن بشرط ان يحقق لهم الآتي.

ـ الغاء الاتفاقية الصينية ـ حل الحشد الشعبي ـ والغاء قرار مجلس النواب باخراج القوات الاميركية.

وقد اثارت هذه الرسالة حفيظة كل الذين انخدعوا في البداية من السياسيين وغيرهم بالعنوان العريض الكاذب الذي رفعه المتظاهرون وهو المطالب المشروعة لكن رسالة الكربولي عكست انها سياسية بحتة تهدف لاسقاط العملية السياسية.

وكذلك اشارت نفس الاوساط هذه انه ومن خلال رسالة الكربولي يمكن القول ان كل الاخفاقات التي منيت بها الحكومات السابقة منذ سقوط الصنم الصدامي والاحداث الدامية الاخيرة التي رافقت هذه التظاهرات منذ بدايتها والى يومنا هذا مخطط لها وباتقان لاظهار فشلها بنظر الشعب العراقي وعدم قدرتها على حل المشاكل وادارة الازمات،مما يعكس ان عمليات القتل والاختطاف والاغتيال وحرق المؤسسات التي شابت التظاهرات هي عمليات مدروسة وباتقان.

واما شروط المكونين السني والكردي التي طرحها الكربولي عكست انها لم تحمل الروح الوطنية العراقية بل هي اميركية بامتياز لانها تصب في تحقيق الهدف الاميركي الذي يسعى اليه والتي عجز عن تحقيقها وبمحاولات اجرامية فلذلك اختار الشارع العراقي وبخديعة المطالب ليصل لهذا الهدف.

ولكن وفي الطرف المقابل فان اميركا وعملائها وحلفائها من السياسيين الدواعش وغيرهم قد ادركوا خاصة بعد استهداف قائدي النصر على الارهاب الشهيدين ابو مهدي المهندس والفريق سليماني ان الاوضاع في العراق لا تسير باتجاه بوصلتهم ومن خلال ردود الافعال الغاضبة والتي عكستها مراسم التشييع والتي قل نظيرها في العراق مما يشير الى ان التوجه العراقي الصحيح هو الذهاب الى تحرير بلدهم من الذين ساهموا ويساهمون اليوم في ابقاء هيمنة اميركا على قراراته ومصير ابنائه والذي اوصل البلاد الى ماوصلت اليه من حالات الحرمان والفقر والذي لا يتناسب مع حجم الامكانيات المالية التي يحصل عليها العراق.

وفي نهاية المطاف لابد ان يؤخذ ما جاء في رسالة الكربولي لعادل عبد المهدي بنظر الاعتبار، لان الذي ادخل العراق في هذا المأزق الخطير قد رفع القناع عن وجهه القبيح، ولذلك لابد من اتخاذ الاجراءات القانونية لمساءلة كل من ساهم في اراقة دماء العراقيين ومن هدم او احرق او عرقل مسيرة الحياة في هذا البلد لينال جزاءه العادل، لان تصريحات الكربولي تعتبر ادلة ادانة واضحة وكما يقال ان "الاعتراف سيد الادلة" لان الذي يستطيع ان ينهي التظاهرات وخلال ساعة كما جاء في رسالته فان عدم قيامه بهذا الامر رغم ما شهدت من عمليات قتل واختطاف واعتقال وتدمير المؤسسات يعتبر شريكا اساسيا في هذه الاعمال التي تتنافى مع ابسط القواعد الاخلاقية والانسانية والتي استنكرتها المرجعية العليا في اكثر خطبها الاسبوعية.

والشعب العراقي اليوم ينتظر بفارغ الصبر من الحكومة العراقية ومجلس النواب وخاصة القضاء ان يضعوا رسالة الكربولي على طاولة الحوار والملاحقة من اجل الوصول الى معرفة المزيد مما خطط للشعب العراقي من مآسي قادمة، وليعرف ويشخص عدوه من صديقه او الذي يريد له الحرية والاستقلال والحياة السعيدة من الذين يريدون تدميره واعادته الى الوراء والتبعية للاميركان الحاقدين.