kayhan.ir

رمز الخبر: 105877
تأريخ النشر : 2019December14 - 21:19

حين يستخدم الغوغائيون عصابة عين "موشي دايان"!


حسين شريعتمداري

احد اشهر القادة العسكريين في الكيان المحتل للقدس "موشي دايان"، عرف بدوره الفاعل خلال وقائع احتلال فلسطين والمجازر الوحشية بحق هذا الشعب المظلوم، حتى تسنم قيادة جيش الكيان الصهيوني، لتناط له وزارة الدفاع بتوصية اكيدة من الحكومة البريطانية واللوبي الصهيوني في اميركا، فلم يخيب ظنهم بإراقة الدماء وارتكابه المجازر العامة بقتل النساء والاطفال الفلسطينيين.

صحيفة "اكسبرسيون" الفرنسية في العدد الصادر بتاريخ 12 اكتوبر 2012، نقلت عن مسؤولين في الكيان الصهيوني، قولهم؛ كان الجنرال "موشي دايان" يعتقد انه ينبغي على زعماء اسرائيل ان ينتهجوا اسلوباً بحيث ينتاب الآخرون الهلع وكأنهم شاهدوا من به داء الكلب"!

الكلب الذي يهاجم كل من يلاقيه ومن دون اي سبب ينهال عليه عضاً حتى يقتله!

ويقال ان موشي دايان قد فقد عينه اليسرى خلال الحرب العالمية الثانية بطلق ناري ولكنه اصر حتى آخر عمره (1981) بوضع عصابة سوداء على عينه ولم يستخدم عيناً صناعية (زجاجية) أو ان يغطيها بنظارة، كي تبدو صورة مخوّفة للاخرين!

من كان يصدق ان الارهاب التكفيري من عصابات داعش بصدد تشكيل حكومة (بزعم الخلافة)؟! فالذي يريد اقامة حكومة من هذا النوع من الاولى ان يعكس صورة محببة لدى الشعوب الا ان الداعشيين هموا بارتكاب جرائم وحشية كقطع الرؤوس واحراق الاحياء وجرائم الابادة بحق المدنيين و... فضلا عن تصويرهم لهذه المشاهد المروعة وبثها بين الخلائق، مما يؤكد ان مهمتهم كانت في ايجاد حالة من الرعب بين الناس الذين يرفضون الولاء لاميركا وحلفائها من الغربيين والعبريين والعرب.

وبالامس اقدم مرتزقة داعش والبعثيون وفي لباس المعترضين على الاوضاع الاقتصادية الذين تغلغلوا في اوساط المحتجين العراقيين فاثاروا الفوضى لعدة اسابيع، اقدموا على قتل شاب يافع (16 عاما) بشكل بشع وعلقوا جثته في ساحة "الوثبة" ببغداد!

وهذه الجريمة تمثل واحدة من مئات الجرائم التي ارتكبها عملاء البعث والسعودية والامارات و... منذ بداية اعمال الشغب (الاول من اكتوبر) ضد الشعب العراقي المظلوم!

وهكذا حصل خلال الفوضى التي جرت في نوفمبر الماضي ببلدنا، فقام المرتزقة المأجورون بحرق اموال الناس وبيوتهم، ومحطات البنزين والبنوك، كما وقتلوا العشرات بالاسلحة النارية والباردة، وحتى هاجموا احد المستطرقين بالسكاكين وقتلوه بشكل فجيع، وهي واحدة من الاحداث التي شهدتها مدن ايران! ان هذه الوثائق لا تبقي ادنى شك بان مخطط اعمال الشغب التي وقعت مؤخرا في جميع الدول المتقاطعة مع اميركا واحد، فمهمة الغوغائيين القتلة الدمويين، ايجاد الرعب بين صفوف الناس مستهدفين من ذلك اجبار الحكومات المستقلة القبول بالهيمنة التي خسرتها اميركا في هذه الدول.

ان ما لابد منه ان يعمل على توصية المحتجين في العراق كما في ايران ان يفصلوا صفوفهم عن المجرمين المأجورين كي يتسنى لقوى الامن والشرطة مجال قمع هؤلاء المرتزقة. وكان لسماحة المرجع الاعلى في العراق آية الله السيستاني خلال بيانه الاخير هذه التوصيات المشددة، ولكن وللاسف لم ترق خطابات بعض الفصائل السياسية في العراق للمستوى الذي يتوقع منهم في إدانة الجرائم التي ارتكبها المرتزقة.

فهذه البيانات والتي تختلط بدعم المحتجين تكون فاعلة حين تقطع يد الغوغائيين والقتلة الذين يستغلون احتجاجات الشعب ولكن مادام هؤلاء المرتزقة يتحركون في الساحة فسيتسبب دعم الاحتجاجات في ان يكون الناس العاديين الى غطاء واق للمرتزقة مما يعرض الناس الى القتل والضرر.

ان الفصل بين الناس العاديين و بين البلطجية المأجورين خلال اعمال الشغب التي وقعت مؤخرا في ايران، قد حصل بحنكة قائد الثورة المعظم ويقظة الشعب بشكل سريع مما ساعد في فض اعمال الشغب بفترة زمنية قصيرة.

وهنا لابد من التذكير بان دعم بعض التيارات السياسية سيئة الصيت لمثيري الفوضى، والبيان المرقم 77 لمدعي الاصلاحات وتصريحات عدة نواب في المجلس كنموذج على ما ذكرناه، يرفع الستار الثاني عن مخطط الفوضى، والذي ينبغي ان لا يغيب عن رصد قوى الامن. اذ ان اجراءات هذه الجماعة لا تتطابق والمعايير العقلية والملاكات الدينية والوطنية هذا اولا.

وثانياً؛ انه تناغم واضح بين مثيري الشغب والمنظرين في الخارج للفوضى. ومن البديهي أن لا نعبر مرور الكرام على وجود علاقة خفية بين البلطجية المأجورين وهذه الجماعة التي تخشى من افتضاحها، وإلا فما الدليل على هذا القلق الشديد من اعتقال المرتزقة المثيري للفتن واحتمال اقرارهم بما لا يروق لتلك الجماعة!