kayhan.ir

رمز الخبر: 105736
تأريخ النشر : 2019December11 - 21:14

السعودية لم تزدد الا انحطاطا


ما ان تسلق سلمان وابنه مقاليد السلطة في المملكة حتى احدث تطورا غير مسبوق في النهج المتبع والمتعارف عليه في ادارة الحكم حيث ابعد المتنفذين من ابناء واحفاد آل سعود من المواقع الحساسة والخطيرة وحصر ذلك بابنائه لينقل الحكم من بعده من آل سعود الى آل سلمان، لكن السؤال المطروح هل سيتحقق حلم سلمان أم سينتهي بانتهائه فيما ذهب الكثير من المراقبين بانه سيكون نهاية آل سعود ايضا الذين لم يبقوا موبقة او فسادا او دمارا إلا اقترفوه من خلال مدرستهم الوهابية التي خرجت الكثير من التنظيمات الارهابية كالقاعدة وطالبان وداعش والفصائل الاخرى وهذا ليس اتهاما بل ما اعترف به محمد بن سلمان للصحافة الاميركية بان الغرب طلب منا ذلك وكذلك ما اعترفت به كلينتون وقبلها المرحومة بي نظير بوتو وهذا امر لا نقاش فيه.

واليوم فان الحكم السعودي المستبد قد وصل مرحلة من السقوط والانحطاط ما لم يصل اليه من قبل نتيجة لتراكم السياسات الفاشلة التي انتهجها آل سعود وقد توجها سلمان بحربه الظالمة ضد اليمن وممارسة سياسة سلفه في الاستمرار باحتلال البحرين ودعم الارهابيين في العراق وسوريا ولبنان وحتى في ايران. والجديد في هذا النهج هو ادخال "المنشار" كآلة جديدة في تصفية الخصوم والمعارضين وهذا ما عرى مملكة الشر والارهاب امام العالم وبابشع صورة واليوم بات يعرف بنظام "المنشار" في العالم.

فسجل المملكة حافل بالنكسات والهزائم والفشل الذريع والعجز الواضح في عدم تحقيق اي من اهدافه في الداخل أو على صعيد المنطقة ناهيك عن الضربات القاتلة التي تلقتها المملكة على أيدي أبناء اليمن وكان آخر ما نزل من كابوس عليها هو ضرب آرامكو والقادم اعظم كما يقول اليمنيون.

ولا شك ان التطورات الميدانية المتلاحقة التي قلبت موازين القوى لصالح اليمن السعيد زجت بالسعودية في الزاوية الحرجة وهي منبوذة اليوم ليس على الصعيد الاقليمي والعالمي فقط بل حتى في داخل دول مجلس التعاون التي تحاول عبر استخدام الارهاب فرض وصايتها على انها الاخ الاكبر لقيادة هذه المجموعة بالقوة رغم اختلاف الرؤى والتوجهات فيما بينها. واذا ما تجاوزنا البحرين لظروفها ان تكون طفيلية، فالامارات المتحالفة معها في اليمن لم تكن على وئام، فمعارك جنوب اليمن هي خير دليل على صراعهما، واما لعمان والكويت سياستهما الخاصة بهما وهي معروفة للجميع لكن لقطر قصة أخرى ما كان أن يتصورها احد من قبل ولم يكن يتكهن بما يجري اليوم على هذا البلد من حصار ظالم وعداء فاحش تشارك فيه الامارات والبحرين ويجرون مصر معهم لهذه اللعبة القذرة للانقضاض على الشقيق وكاد الامر ان يصل الى احتلاله وفقا للمصادر الكويتية.

واليوم يمضي على هذه الازمة 30 شهرا دون ان يظهر في الافق حل لها فقطر بما اتخذته من مواقف وحتى يومنا هذا شكلت نكسة وفضيحة كبيرتين للنظام السعودي ومن يسايره من هؤلاء الصغار ولذلك حاولت المملكة الخروج من هذا المأزق عبر استغلالها انعقاد القمة الـ 40 لدول مجلس التعاون الذي كان مقررا في الامارات والتي تنازلت بدورها لصالح السعودية على ان يشكل لها مخرجا من مازقها باستضافته ودعوة الشيخ تميم امير قطر اليها على انه انجاز سياسي باعادته الى البيت الطاعة بشروطها لكن قطر كانت اذكى منهم جميعا فقد شعرت باللعبة عندما لم ترفع هذه الدول الحصار عليها وتكون السعودية قد تلقت صفعة اخرى في سلسلة انتكاساتها المستمرة.

الملك سلمان الذي شعر بخطورة الموقف والفضيحة وكذلك فشله الذريع في تحقق اي من اهدافه في استضافة هذه القمة، سرعان ما وجه البوصلة صوب طهران ليحرف انظار الراي الداخلي والاقليمي الى مكان آخر حيث دعا الى "تظافر الجهود لمواجهة ايران التي تدعم الارهاب وتواصل اعمالها العدائية ".

مسكين هذا المخرف الذي عفا عنه الزمن وهو يتحدث بمنطق افلج لم يستوعبه حتى هو نفسه ومن كتبه له. فايران الاسلامية اليوم هي في قمة الدول المتحضرة والمسؤولة التي تدعو باستمرار الى استتباب الامن والاستقرار ليس في المنطقة فقط بل في العالم اجمع وان دورها المشهود في محاربة الارهاب وداعش بالذات في سوريا والعراق ليس بخاف على احد وان الصورة باتت اليوم واضحة للعالم بانه من زرع الارهاب واحتضنه ودعمه وصدره وموله، اليست السعودية وبتوجيه اميركي؟!