تعيش دول التحالف السعودي خاصة الرياض وضعا استثنائيا ومعقدا بعد ان اوحلت في مستنقع اليمن والتي لا تهتدي او لا تدري كيف الخلاص منه، فهي تعيش حالة من الارباك الشديد لانها لم يتبق لها سوى طريقين لا ثالث لهما اما اعلان الهزيمة وايقاف العدوان او انها تستمر في عدوانها ولابد لها من ان تتحمل كل التبعات التي سترتب على هذا الاستمرار وكما عبرت اوساط اعلامية ان كل من هذين المسارين سيضع السعودية امام منعطف ومستقبل محفوف بالمخاطر.

والواقع على الارض يفرض على السعودية ان تهتدي الى حل لازماتها الخانقة خاصة وانها استنفدت كل الطرق والاساليب ولم تصل الى ماكانت تصبو الى تحقيقه لانها وجدت ان جميع الطرق امامها مسدودة بحيث افقدتها المصداقية او الواقعية في كل خطوة تخطوها لحل الازمة اليمنية، وان اسلوب المراوغة والخداع الذي اتبعته في كل تحركها خاصة السياسي لحل الازمة اليمنية فانها لم تكمل المشوار وتقطع الطريق على استمرار الحوار لانها لم تستطع ان تحقق نصرا سياسيا ولو كان صوريا على اليمن لتبرير عدوانها الذي لم تحصد منه سوى الهزيمة والذل والانهيار، وبطبيعة الحال وفي هذا الظرف يمكن القول ان ابناء الثورة اليمنية الابطال والمتمثلين بانصار الله هم المنتصرون في المعركة ومن خلال عدة معطيات اهمها انهم لم ولن يتنازلوا او يخضعوا او يرفعو الراية البيضاء امام العدوان رغم قساوته، بل صمدوا بحيث وضعت حكام السعودية في مازق خطير بحيث تخلى عنها اقرب المتحالفين معها وابقوها وحدها في الميدان بحيث وصل فيها العجز الى حالة من الحيرة والارباك وعدم القدرة او امتلاك الشجاعة لاتخاذ القرار بالاعتراف بالهزيمة المنكرة.

واخيرا حاولت السعودية وعلى لسان الجبير الذي من خلال تصريحاته الاخيرة ليرسل رسالة الى الشعب السعودي بالذات والتي كانت الحرب ثقيلة عليهم بحيث وضعت اقتصادهم في دائرة الخطر برسالة تطمين كاذبة ولا واقع لها بقوله "ان هناك امكانية التوصل الى تهدئة تتبعها تسوية في اليمن"، ولكن لم يوضح كيف تم التوصل الى التهدئة او التسوية، وهل تم تحت تهديد ازيز الطائرات وقصف الصواريخ؟ وهل تمتلك حكومته الشجاعة لان تعلن وللعالم ايقاف العدوان بجميع اشكاله ورفع الحصار القائل وفتح المطارات امام طائرات المساعدات الدولية وغيرها من الممارسات التي تثبت حسن نيتها؟. ومن هنا فان الحوثيين وردا على تصريحات الجبير قد اعلنوها وبصراحة متناهية وعلى لسان محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الاعلى لجماعة انصار الله ومن دون اي مقدمات بان "على السعودية والامارات وقف العدوان ورفع الحصار والا فان الشعب اليمني يمتلك القدرة على ايلامهم بقوته الصاروخية وطيرانه المسير".

ولذا فعلى السعودية ان تقرأ الرسالة اليمنية جيدا وبعمق وتعمل على القبول بها وتنفيذها، والا فانه سيأتي اليوم الذي تضطر فيه بالخضوع والاعلان عن الهزيمة مرغمة لا راغبة.