kayhan.ir

رمز الخبر: 105402
تأريخ النشر : 2019December06 - 20:40

لا صوت يعلو فوق صوت المرجعية


بالامس واجه العراق بل المنطقة والعالم صورة جديدة لم يتوقعها احد وهو ما أجمع عليه الكثير من المراقبين ان التظاهرات السلمية المطالبة بالحقوق المشروعة قد تغيرت بوصلتها بحيث اتخذت اتجاها عكسيا عما بدأت به، وبنفس الوقت بدا واضحا ان التدخل الخارجي في حرف هذه التظاهرات بات مشهودا للجميع مما فرض على المرجعية العليا وخلال الاسابيع الماضية أن تؤكد على هذا الامر ومطالبة المتظاهرين السلميين بفصل انفسهم عن اولئك العملاء الذين تسللوا وبدأوا يخربون ويدمرون ويعطلون الحياة الاقتصادية والمعيشية لابناء الشعب العراقي من خلال الاعتصام المزعوم، وبطبيعة الحال فان هذا الجو المشحون بالخوف والقلق لدى ابناء الشعب العراقي وضعهم في حالة من الارباك فمما لم يعد تحمله او السكوت عنه، فلذلك انفجرت الروح الوطنية العراقية وبصورة غير معهودة او مسبوق بها اذ خرجت التظاهرات السلمية الموالية للمرجعية لانهاء هيمنة الاطراف المعادية للعملية السياسية من الاميركان والسعوديين والاماراتيين واذيالهم في الداخل، وقد كانت بحق ثورة ضد الجوكر الاميركي والمال السعودي والاماراتي من خلال الشعارات التي رفعتها والتي تؤكد تبعيتها للمرجعية واستعدادها لتنفيذ مطالبها وان كلمتها هي كلمة الفصل التي تؤكد حرصها وحمايتها العراقيين من العاديات والريح الصفراء التي تهب عليهم.

ولذلك فان ابناء الولاية الابطال وبتظاهراتهم السلمية الغاضبة استطاعت ان تعيد البوصلة الى مسيرتها السلمية الاساسية والحقيقية من خلال الدخول الى ساحة التحرير وطرد كل العملاء والمجرمين من غير المتظاهرين السلميين لاتخاذ هذه الساحة مركزا لتنفيذ رغبات واجندات الاميركان وغيرهم من اساليب الحرق والتدمير واغتيال من يقف او يتجه بغير الاتجاه الذين جاؤوا من اجله، والملاحظ ايضا والذي يلفت النظر ان الجوكر الاميركي والاموال السعودية الاميركية قد فشلت في تثبيت مواقع عملائها بل انهم لاذوا بالفرار وتركوا وكر التجسس والتآمر "المطعم التركي" وبصورة يرثى لها مما عكس انهم لم يكونوا اصحاب مبادئ او مطالب محقة، وفي الطرف الاخر نجد ان المتظاهرين السلميين المطالبين بالحقوق قد التحموا مع متظاهري ابناء المرجعية وبصورة اثلجت صدور كل العراقيين.

ولايمكن ان نغفل ايضا ان الاستجابة الكبيرة من ابناء الشعب العراقي لنداء المرجعية العليا معلنين تأييدهم لكل مطالبها فانهم توجهوا وباعداد كبيرة ومن مختلف المحافظات بالحضور الى ساحة التحرير لمطالبة المسؤولين بالاسراع في تعيين المفوضية العليا للانتخابات واقرار قانون الانتخابات واجرائها بالسرعة الممكنة.

واخيرا اشارت المرجعية العليا الى امر مهم جدا الا وهو انها ليست لفئة او جهة في العراق، بل هي لكل العراقيين وانها تدافع عنهم وعن تحقيق مصالحهم، وبهذا الامر اكدت بالاضافة الى كونها هي قطب الرحى والمركز الذي يلتف حوله العراقيون، ومن طرف آخر اثبت العراقيون وبوقوفهم مع المرجعية العليا وتأييدهم لمطالبها ان ما تخططه اميركا والسعودية والامارات وذيولها في الداخل العراقي سوف لن تجد طريقها الى التطبيق او انها لا تجد من يصغي او يسمع لها وقد انتهت الى الفشل الذريع لانه تأكد وللجميع من ان "لا صوت يعلو اليوم في العراق فوق صوت المرجعية العليا" ولذلك جاءت شعاراتهم المعبرة عن صدق المشاعر واهمها "تدلل يلسيستاني اتدلل .. اولادك بساحة التحرير".