kayhan.ir

رمز الخبر: 105335
تأريخ النشر : 2019December04 - 21:02

لا مصداقية ولا ثقة باميركا


في كل مرة عندما تفشل اميركا في مواجهة ايران تلجأ الى الطرق الملتوية لكن هذه المرة كان من خلال ضرب استقرار ايران من الداخل مباشرة فصعقت وارتدت الى اعقابها لدرجة وبعد مضي اكثر من اسبوعين من اعمال الشغب التي شهدتها طهران وبعض المدن الايرانية، اضطر ترامب ان يتراجع عن تصريحاته السابقة بشأن هذه الاحداث التي اعلن فيها عن دعمه للشعب الايراني الذي وصفه بالشجاع ويطالب بحريته!، لكنه عندما سؤل خلال لقاء جمعه مع ماكرون حول دعمه للمظاهرات في ايران قال: "لا أود التعليق على ذلك لكن الجواب لا" على حد تعبيره. مما دفع بواشنطن ان تلجأ الى وساطة لتهدئة الوضع مع ايران، لكن المرء لا يلدغ من جحر مرتين ولا يمكن لايران ان تثق بهذا البلد الذي اسماه الامام الخميني الراحل (قدس سره) بالشيطان الاكبر.

لكن في كل مرة ونزولا عند رغبة من يدخلون على خط الوساطة خدمة لامن المنطقة واستقرارها وخدمة للامن والسلام العالميين تستجيب طهران لذلك ولا تغلق باب الحوار ابدا بل تشترط اولا ان تعود اميركا الى رشدها وتلتزم بالمعاهدات والمواثيق الدولية والتي توقعها هي بالذات لتثبت انها ضمن المنظومة الدولية كبلد يراعي قوانينها ومواثيقها فعندها سيكون لكل حادث حديث، لكن ليومنا هذا لن نلمس ان تتعامل اميركا حتى مع اصدقائها بهذه اللغة الحضارية بل تعودت وانطلاقا من روحها الاستكبارية والتسلطية ان تتعامل بلغة الغاب وهنا ما هو مرفوض جملة وتفصيلا في القاموس الايراني الذي يتعامل الند بالند والاحترام المتبادل.

وفي كل الاحوال ان ما ردع اميركا واجبرها على التراجع هذه المرة ايضا هو صمود ايران المثالي والاستراتيجي بالرغم من اقرار واشنطن بانها استخدمت اقسى العقوبات في التاريخ ضدها، لكن كل ذلك باء بالفشل الذريع واستطاعت ايران الاسلامية ان تتجاوز هذه الصعوبات مرفوعة الرأس لان الشعب هو من تحدى العقوبات وتصدى لها وخرج منتصرا بعد ان راهنت اميركا بغبائها ومعها بعض الاوروبيين بان ايران بعد العام 2018 التي بدأت فيها العقوبات القاسية لم تصمد اكثر من عام وستأتي طواعية الى طاولة المفاوضات.

لكن شهد العالم كيف تجاوزت ايران هذه المرحلة الصعبة التي رافقتها بعض الاضطرابات التي خططت لها اميركا بالتعاون مع السعودية والامارات وبعض عملاء الداخل المأجورين والمرتبطين باميركا والكيان الصهيوني وهذا ليس اتهاما بل اعتراف اميركي جاء على لسان وزير خارجيتها بومبيو ومن خلال قناة "فوكوس" الاميركية حين قال بان "الولايات المتحدة تدعم المحتجين الايرانيين. لقد فعلنا ما في وسعنا لاستمرار هذه الاحتجاجات لكن الحكومة الايرانية نجحت في افشال هذه المخططات." وكما اشرنا بداية كلما تصطدم واشنطن بالحائط المسدود من خلال تهشيم مخططاتها ومؤامراتها ضد ايران مباشرة او غير مباشرة تلجأ الى خط الوساطة وتبعث بالوسطاء لمد الجسور والتفاهم معها حسب تصورها الواهي وجرها الى طاولة التفاوض دبلوماسيا وزيارة بن علوي الاخيرة الى طهران تصب في هذا المجال، اضافة الى الوساطات الاوروبية التي ينقصها الكثير من العوامل المشجعة ومنها الارادة المستقلة والقرار الشجاع . وحسب المؤشرات والشواهد التي تمتلكها طهران فلتعلم واشنطن مادامت لم تحسم خياراتها في الالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية ومنها الاتفاق النووي وكذلك احترام سيادة الشعوب وقرارها فان خياراتها الدبلوماسية هي الاخرى ستنتهي الى الفشل مثل عقوباتها ومخططاتها التآمرية.