kayhan.ir

رمز الخبر: 105277
تأريخ النشر : 2019December03 - 20:52

قيام القطب العالمي الجديد عالم ينهار عالم ينهض


* محمد صادق الحسيني

عندما يعلن الرئيسان الصيني والروسي، عبر اتصال بالفيديو، عن تدشين خط انابيب الغاز بين روسيا والصين ، والذي يبلغ طوله الفي كيلومتر ، واستغرق تشييده خمس سنوات، وعمل في تحقيق المشروع اكثر من عشرة آلاف عامل وفني ومهندس، وبتكلفة زادت عن خمسة وخمسين مليار دولار ، وفِي مناطق وصلت درجة حرارتها الى خمسين درجة تحت الصفر، فان ذلك يعني ما يلي :

1. اعلان قيام التحالف الاورواسيوي ، بين الصين وروسيا وغيرهما من الدول ، وبالتالي نشأة موازين قوى دولية جديدة ، ستقرر هي مستقبل العالم وليس الموازين التي تتوهم واشنطن انها لا زالت موجودة .

2. ان الولايات المتحدة لم تعد قادرة على تنفيذ اجراءات الخنق الاستراتيجي لاقتصاد الصين، سواءً من خلال العقوبات، او من خلال منع اذناب الولايات المتحدة، من نواطير النفط الخليجيين من تزويد السوق الصينية باحتياجاتها من الطاقة. وهو الامر الذي يعني ان الامن الاستراتيجي لوسائل الطاقة، التي يحتاجها الاقتصاد الصيني، قد اصبح مضموناً تماماً، رغم عبث الولايات المتحدة الاقتصادي والمالي والسياسي والأمني.

فلا تآمر الطرف الاميركي في هونغ كونغ ولا عقوباتها لاقتصاديهما، على روسيا والصين، تمكنت من زعزعة موقف هذين العملاقين او التأثير في قرارهما الاستراتيجي ببناء قطب دولي جديد .

3. وانطلاقاً من حسم طبيعة العلاقة بين العملاقين، وتحولها الى علاقة استراتيجية ، وضمان الامن الاستراتيحي لوسائل الطاقة، التي يحتاجها الاقتصاد الصيني، فان كل معارك الولايات المتحدة ، ضد الصين وروسيا وايران وبقية دول محور المقاومة، الى جانب كوريا الشمالية، هي معارك خاسرة قطعاً على الصعيد الاستراتيجي. وذلك لان ضمان توفر الطاقة يعني ضمان النمو السريع لاقتصاديات الصين وتحولها الى الاقتصاد الأكبر في العالم، وبالتالي الى الدولة الاكثر قدرة على التأثير ايجابياً في العلاقات الدولية، من خلال مشروع الطريق والحزام ، وهو ما يعني تحجيماً مباشراً، على الصعيد الاستراتيجي والتكتيكي، لهيمنة الولايات المتحدة والشروع في بناء نظام دولي جديد، قائم على علاقات يحكمها القانون الدولي وليس سمسار عقارات عنصري لا يعبد الا المال.

4. هذا هو يوم الحسم الاستراتيجي، على الصعيد الدولي، وهذه هي وسائل الحسم: الطاقة وأمنها وتوفيرها لضمان استمرار النمو الاقتصادي وخلع انياب الوحش الاميركي، المنغمسة في ثروات الشعوب من اميركا اللاتينية عبر الشرق الاوسط وصولاً الى الصين وروسيا .

وهذا يعني ان لا فائدة ، لا تآمر واشنطن مع أعراب دول مجلس التعاون و"اسرائيل"، لنشر الفتن والاقتتال الداخلي في لبنان والعراق، ولا المؤامرة الكبرى ضد ايران ومحاولة نشر الفوضى فيها قبل أيام، ولا زيارات جنرالات واشنطن المتكررة الى الكيان الصهيوني ولا مكالمة ترامب الهاتفية الليلة قبل الماضية، قادرة على تغيير موازين القوى في مسرح العمليات الدولي.

جميعها معارك إرتدادية للهزيمة الاستراتيجية الاميركية التي ستسفر قريباً جداً عن:

• زوال "اسرائيل "عن الوجود .

• إنكفاء الوجود الاميركي عن المسرح الدولي وعودة الولايات المتحدة الى انعزاليتها التاريخية وتحولها الى دولة، ان بقيت دون ان تتفكك من الداخل، تشبه بريطانيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.

يهلك ملوكاً ويستخلف آخرين

بعدنا طيبين قولوا الله